ما هي حساسية عث الغبار المنزلي؟

اظهرت دراسة لمعهد “ولكوك” للأبحاث الطبية ان حساسية عث الغبار المنزلي ، الأسوأ في فصل الخريف هو المسؤول عن التسبب بأكثر من 50% من الحساسية بالعالم، (HOUSE DUST MITES) حيث يعتبر عث الغبار المنزلي فهو اكبر مسبب للحساسية التنفسية بعكس الفكرة الشائعة أن حبوب لقاح العشب(POLLEN)هي المسبب الرئيسي للحساسية.

ولفتت الدراسة ان “العث” يرتبط رتباطاً وثيقا بالربو, فاحصائياً 85% من مرضى الربو لديهم حساسية من عث الغبارالمنزلي، كما أن الأطفال و البالغين المصابين بالربو يؤدي تعرضهم المزمن لمسببات الحساسية المنزلية مثل عث الغبار المنزلي من زيادة خطورة ظهور أعراض الحساسية التنفسية و يؤدي أيضا إلى ضعف في وظائف الرئة.

كما وجدت دراسة حديثة أن 57٪ من المشاركين كانت لديهم أعراض حساسية من عث الغبارالمنزلي، في حين أن 15% فقط قدتم تشخيصهم تشخيصا صحيحا مما يشير إلى الحاجة الملحة لزيادة الوعي و الارشاد للأطباء و المرضى على حد سواء حيث أن غالبا ما يجهل الناس مضاعفات حساسية الأنف ولا يحملون أعراضها على محمل الجد.و لهذا فإنه من الضروري استشارة الطبيب المختص، لمعرفة ما هي المواد المسببة للحساسية التي تؤدي إلى هذه الأعراض،وتلقي العلاج المناسب.

على الرغم من أن حساسية عث الغبار المنزلي هو من أنواع الحساسية الموجودة على مدار العام ، الا أن هناك توجهات موسمية لها و أهمها فصل الخريف و الشتاء حيث أظهر البحث أن مستويات عث الغبار يمكن أن تزيد مرتين ٳلى ثلاث مرات أواخر فصل الخريف مقارنة مع مستويات الصيف، ويرجع ذلك الى ارتفاع نسبة الرطوبة50 ٪ وزيادة التدفئة المنزلية وانخفاض التهوية. كل هذه الأمور تخلق الظروف المثالية لتطورهذا المخلوق (عث الغبار) حيث الملايين من المستعمرات غير المرئية تتكاثرعلى السجاد والفرش وغيرها من الأثاث المنجدحين تتغذى على قشور الجلد البشري وبالتالي فٳنها تتكاثر،لذلك فهي دائما تكون موجودة في أي مكان يقيم فيه البشر و هو أمر لا مفر منه. لذلك فٳنه في فصل الخريف وبسبب الزيادة في تكاثر هذه المخلوقات ، تزداد أعراض الحساسية مثلا لعطاس المتكرر، سيلان و احتقان الأنف، الحكة في العيون أو الحلق، مما يؤدي إلى الشعور بالوهن العام. وعادة تكون أعراض الحساسية من عث الغبار المنزلي مربكة كونها تشبه إلى حد كبير أعراض الأنفلونزا العادية أوالبرد.
تظهر الإحصائيات الطبية أن من بين كل عشرة مرضى بالتهاب الأنف التحسّسي هناك ثمانية يحاولون التعايش مع هذا الوضع في حياتهم اليومية دون اللجوء الى الأطباء للعلاج، و أن هؤلاء المرضى يستمرون بمكابدة المرض بمعدل سبع سنوات دون علاج أو استشارة الطبيب مما يؤدي الى اثر سلبي كبير على صحتهم.

نظرا لتزايد انتشار حساسية الأنف والربو الناتجة عن عث الغبار المنزلي ، ونظرا لأننا لا يمكن أن نتخلص منالمواد المسببة للحساسية(عث الغبار المنزلي)، فاننا بحاجة للعمل بشكل مختلف و بالسرعة الممكنة.
هناك العديد من الخيارات بما يتعلق بالأدوية الخاصة بمعالجة الأعراض لمساعدة المرضى على السيطرة بشكل أفضل على أعراض الحساسية. الحساسية من عث الغبارهي حساسية مزمنة تصيب الجهاز التنفسي ، بحيث تلازم الأعراض المريض طوال العام،وفي الحالات الشديدة فٳن العلاج الدوائيقد لايكون كافيا.
بعد التشخيص الدقيق(اختبارات الحساسية الجلدية) ،قديصف أخصائي الحساسية العلاج المناعيللحساسية ما يسمى أيضا”بعملية إزالة التحسس”، التي تعمل على الجهاز المناعي عن طريق إعادة توازنه تجاه مسببات الحساسية.و يتوفرهذا العلاج على شكل نقط توضع تحت اللسان أو على شكل حقن تحت الجلد. العلاج المناعي للحساسية فعال على جميع أعراض التهاب الأنف التحسسي،بما في ذلك ٳحتقان الأنف المزعج. وهو علاج فعال في تخفيف الأعراض وتقليل الحاجة إلى الادوية المسكنة.

السابق
وليد جنبلاط: لبنان الكبير على المحك
التالي
تبديل للكتيبة البلجيكية – اللوكسمبورجية