صراع بين الحوثي ونصر الله على لقب: اليماني

حسن نصرالله
أعتقد أن السبب وراء عدم اعتبار عبد الملك الحوثي هو «اليماني»، يكمن في فكرة لطالما كان يروج لها حزب الله بين أتباعه ولسنوات طويلة مفادها بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إنما هو اليماني الموعود، (يكفي الدخول الى غوغل وكتابة: حسن نصرالله هو اليماني) لتدرك كم من الجهد قد بذل بهذا الخصوص.

واحدة من أهم مرتكزات البنية الفكرية عند حزب الله هي الموروث المذهبي والروايات المنسوبة لاهل البيت (ع)، وبالخصوص تلك المتعلقة بالامام الثاني عشر، محمد بن الحسن المهدي المنتظر، والمرتبطة بمقدمات ظهوره الموعود.
فالامام المهدي يمثل بالوجدان الحزبي الركيزة الأساسية التي يبني عليها منظومته الفكرية والعقائدة، وما الولي الفقيه واهميته الا لأنه بنظر مريديه يمثل نائب الامام المهدي ومن هنا فقط يستحوذ على كل تلك القدسية وعلى كل تلك الصلاحيات المطلقة، لان بنظر اتباع فكرة ولاية الفقيه فان لنائب الامام (الخامنئي) ما للامام, “والراد عليه كالراد على الامام نفسه .”
ومن هنا كان لا بد من استحضار كم من المرويات في المراحل الأولى لدخول الحزب في الحرب السورية الى جانب بشار الأسد واسقاطها على مجريات الاحداث هناك واعتبار ان الحراك الشعبي والقيام في وجه استبداد نظام آل الأسد ما هو الا مقدمات لظهور “السفياني” العدو المفترض للامام المهدي واحدى اقرب العلامات التي تبشر باقتراب ظهوره، وعليه استمد حزب الله من وراء ترويجه لهذه الثقافة، مشروعية شيعية في اوساطه للذهاب الى محاربة عدو الامام الأول، وهنا للأسف كان الشعب السوري.
ولا بد من الإشارة في هذا السياق بأن المصدر الأول لهذه الثقافة “المهدوية ” كان ولا يزال بلاد فارس وبالخصوص في العهد الصفوي، واستمرت وارتفع منسوبها بعد قيام الثورة الإسلامية وشهوة تصديرها الى خارج الحدود.
والملفت هنا هو الغياب التام للاحداث الجارية في بلاد اليمن، اذ من المفترض ومن اجل اكتمال الصورة، اعتبار أنّ ما يقوم به الحوثيون من احتلال لصنعاء وبالتالي من وضع اليد على “اليمن السعيد”، بوصفهم أيضا جزءًا أساسياً من حركة الولي الفقيه، كما صرّح بذلك نائب طهران علي رضا زاكاني. وعليه وكتكملة للرواية يجب اعتبار ان عبد الملك الحوثي وحركته يمثل شخصية “اليماني” أيضا وفق بعض المرويات وهذا ما لم نتلمسه او نسمعه في أوساط حزب الله الثقافية والتبشيرية ، ولم تتم مقاربة الاحداث اليمنية بخلفية روائية ولم يتم اسقاط رواية اليماني على عبد الملك الحوثي، بالرغم من توفر كل الظروف المؤاتية لذلك.
أعتقد أن السبب وراء ذلك يعود إلى فكرة لطالما كان يروج لها الحزب بين أتباعه ولسنوات طويلة مفادها بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إنما هو اليماني الموعود، (يكفي الدخول الى غوغل وكتابة: حسن نصرالله هو اليماني) لتدرك كم من الجهد قد بذل بهذا الخصوص.
وعليه فإذا ما استطاع عبد الملك الحوثي انتزاع هذا اللقب من امام السيد حسن، وبالخصوص اذا ما اعتبرنا (حسب الروايات) ان راية اليماني هي الراية الاهدى وهي راية حالق التي ستلعب الدور الأكبر في مرحلة التمهيد للظهور، فعندها سيخرج السيد وخلفه حزب الله من المشهدية المهدوية، ما يُعتبر أمراً في غاية الخطورة.
وهنا أكاد أجزم بأنّ العقل الإيراني يستطيع ان يجد دائما الحلول الناجعة لإشكاليات عقائدية كهذه، بحيث يعمل على تقسيم فكرة خروج اليماني وتوزيعها بين لبنان واليمن، ويعطي كل بلد نصيبه منها، بما يخدم في النهاية مشروعه التوسعي .

السابق
ابو فاعور: ارفعوا كرهكم عن الجيش ارفعوا عنه حتى محبتكم
التالي
فنيش: الجيش لا تنقصه الجرأة بل الدعم السياسي وتدخلنا في سوريا لحماية المقاومة