حملة سرطان الثدي بمشاركة فنانات

لم تعد مشاركة المشاهير في حملات توعية بالأمر الغريب. لكنّ الغريب والمعيب في آن، هو أن يختصر اسم النجم الحملة، ويتحوّل حضوره إلى حدث بارز يطغى على مضمون الحملة وأهدافها، خصوصاً عند الحديث عن سرطان الثدي.

يتزامن شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر من كلّ عام، مع موجة حملات للتوعية من ذلك المرض الخبيث. في هذا الإطار، بادرت شركة «بوبولينك» أمس الأوّل، إلى إطلاق حملة ورديّة في لبنان بعنوان PINK STANDS 4. عند الرابعة والنصف من بعد الظهر، بدأ المدعوون للمشاركة في المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق الحملة، بالتوافد إلى صالة فندق «لوغراي» في وسط بيروت، حيث تسيّد اللون الزهري المكان.
تتجّه العيون إلى الباب الذي قد تطلّ منه النجمة مايا دياب، وينتظر بعض الحاضرين إطلالتها بحماسة كبيرة. تُخيّب دياب الآمال وتدخل من الكواليس، لتتخذ مكانها إلى جانب أعضاء الحملة، فتسرق الأنظار، وتستحوذ على اهتمام الصحافة. بالرغم من الاهتمام البالغ بها، لم تكن دياب وحدها المشاركة في المؤتمر. فبجانبها جلست سيّدة من رائدات المسرح في لبنان، وواحدة من أبرز الممثلات والمخرجات العربيات، نعني: نضال الأشقر.
في حديث مقتضب مع «السفير»، قالت الأشقر إنّه لا ضير من مشاركة الفنان في حملة إعلانيّة، خصوصاً إن كانت دوافعها إنسانيّة. وذكّرت بأنّ عملها المسرحي كان دوماً مناصراً للمرأة وتحصيل حقوقها ومطالبها. وتشارك في الحملة بجانب الأشقر ودياب، خبيرة التجميل هلا عجم، وخبيرة الموضة ومقدمة فقرة موضة على قناة «المستقبل» هادية سنو.
وفقاً لبيان حملة PINK STANDS 4 «يشهد العالم العربي للمرّة الأولى اتحاداً بين مجموعة من النساء من مختلف الخلفيات والأعمار، لدعم قضيّة محاربة سرطان الثدي». إذ تشارك في الحملة بعض الناجيات من المرض الخبيث وهنّ ليلى عجم، وميرنا حب الله، ونادين مكاري، واللواتي تحدّثن عن تجربتهنّ، ويشاركن في الحملة لتقديم دعم معنوي لكلّ مصابة.
جمعت الشركة المنفّذة للحملة الفن والموضة والمسرح والجمال والأمل بالحياة معاً، في محاولة للتخفيف من قلق النساء المصابات، وتنبيه غير المصابات إلى ضرورة اتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة. وأوضحت الشركة أنّ مايا دياب اختيرت ناطقة باسم الحملة، «نظراً لشعبيتها ومدى تأثيرها في الناس». لذلك ربما، كان اهتمام المشاركين في المؤتمر منصبّاً على قامة دياب الممشوقة، وشعرها الأشقر. تنورتها القصيرة أيضاً، كانت محور حديث بعض الصحافيين. فهل سينجحون بإجراء مقابلة خاصة معها بعد المؤتمر؟ أمرٌ كان يشغل بالهم.
خلال المؤتمر الصحافي، تتحدّث دياب والجميع آذان صاغية. تلفت إلى أنّها «من الممكن أن تكون واحدة من المصابات في المستقبل». توضح أنّ الهدف من الحملة ليس فقط دعم المصابات بالمرض، بل أيضاً توعية جميع النساء الى ضرورة إجراء الفحوص اللازمة بشكل مستمرّ، لتجنّب المرض، مضيفةً: «نحن من موقعنا نحاول قدر المستطاع أن نكون فعالين ومؤثرين». ولم تنسَ مقدّمة برنامج «هيك منغنّي» تذكير من تعاني من المرض، بأن «تحبّ الحياة، تكون إيجابيّة دائماً وتبتسم». واستطردت: «هذه الطاقة الإيجابيّة تنمو معنا منذ الصغر، وإن شاء الله نستطع تربية أولادنا أيضاً على ذلك، حينها نستطيع أن نتخطى الصعاب التي تواجهنا، وكل الأمراض الخبيثة».
ولم تغفل مايا قبل إنهاء كلامها أن تتمنّى أمنية أخيرة، أن يُحضر أحدهم جهاز الفحص الشعاعي الخاص بتصوير الثدي، لكي تجري الاختبار فوراً، ربما لتشجيع الحاضرات على القيام بالمثل.
انتهى حديث مايا. انتهى المؤتمر الصحافي إذاً، وتمّ إطلاق الحملة… أما ما بعد المؤتمر، فلم يشهد هروع المشاركات فيه لإجراء الفحص الشعاعي، بل سارع الصحافيون للحصول على لقاءاتهم «الحصريّة» مع «السفيرة» مايا دياب.

السابق
حريق في مصنع للخشب بالقرب من المدينة الرياضية
التالي
بئر إرتوازية في محرونة