الجولاني يحرّض ضد الجيش اللبناني ويدعو للانشقاق عنه

وصف زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني منطقة الشرق الأوسط بأنها «منطقة زلازل وبراكين»، وأن ما بعد ظهور راية «الجهاد» فيها ليس كما قبله، مهدداً الشعوب الغربية بأنها ستتحمل الجزء الأكبر من الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيمه والتي أقرّ أنها ستؤثر على «النصرة» سلباً. وأكد أن لا مانع لديه من استمرار الفصائل في قتال «داعش» بشرط عدم الاصطفاف إلى جانب التحالف الدولي.

وبرغم ما أسماها «الحملة الصليبية»، تبنى الجولاني سياسة أميره في القلمون أبي مالك الشامي بحذافيرها وهذا مؤشر آخر على أن «النصرة» تسير على طريق «دعشنة نفسها» لاسيما في ظل اتهام قيادات من «النصرة» للشامي بأنه يحمل الفكر الخارجي لتنظيم «داعش».
وطالب الجولاني من أسماهم «أهل السنة في لبنان» بالانقضاض على «حزب الله» (أسماه حزب الشيطان) «الذي يمكر بكم ليل نهار». وإذ اتهم الجولاني «حزب الله» بأنه جرّ لبنان إلى صراع داخلي طالما حذر منه العقلاء، وأنه تبين بعد أحداث عرسال أن الجيش اللبناني يخضع للحزب ويأتمر بأوامره، فقد حرّض «أهل السنة» على «الابتعاد بأبنائهم عن الجيش وعسكروهم في صفوف المجاهدين» في إشارة إلى «النصرة».
واعتبر الجولاني في تسجيل صوتي نشرته مساء أمس «مؤسسة المنارة البيضاء»، الذراع الإعلامية لـ«النصرة»، أن المنطقة تحولت إلى منطقة «زلازل وبراكين» وأن من يتدخل فيها فإنه «يراهن على امبراطوريته وملكه»، مشيراً بذلك إلى الدول الغربية والعربية التي تشارك في التحالف الدولي، وهدد الشعوب الغربية بأنها ستتحمل الجزء الأكبر من تبعات الحرب التي تشنها واشنطن وحلفاؤها ضد المسلمين في المنطقة، مطالباً إياهم بالوقوف ضد قرار الحرب، ونبه إلى أن «ما بعد ظهور راية الجهاد في المنطقة ليس كما قبله» لاسيما بعد أن فقدت الجيوش وأجهزة الأمن قدرتها على حماية الأنظمة وقمع تحركات الشعوب.
والملاحظ أن موقف الجولاني من التحالف ليس جديداً وإنما هو تكرار للمواقف التي صدرت عن بعض قادة «القاعدة» وفروعها في الأيام الماضية ولاسيما الموقف المشترك لكل من «فرع الجزيرة» و«فرع المغرب»، وكذلك الموقف الذي عبر عنه عضو مجلس شورى «القاعدة» أبو دجانة الباشا والذين اعتبروا الحملة «حرباً على الإسلام كله»، وأن «الدولة الإسلامية» أعطت الغرب الذريعة للقيام بهذه الحملة، من دون أن يصدر عنهم أي موقف تضامن مع «داعش» بل إن الجولاني لم يمانع أن تستمر الفصائل بقتاله ولكن بشرط عدم اصطفافها في ذلك إلى جانب التحالف الدولي.
وكان لافتاً للانتباه أنه برغم التهديدات، أقر الجولاني بأن ضربات التحالف الدولي أثرت على قدرات «النصرة» لاسيما لجهة الرباط ومواجهة النظام السوري، واصفاً الخسارة التي لحقت بها بعد مقتل بعض قادتها جراء هذه الضربات وعلى رأسهم أبو يوسف التركي ومحسن الفضلي بأنها «خسارة جسيمة يصعب تعويضها»، وأن «أثر خسارتهم سيعود على الساحة برمتها وليس على «النصرة» فقط». ومع ذلك، أكد أن «النصرة» ستستمر بقتال النظام والتصدي للتحالف الدولي «وندفع في سبيل ذلك كل ما نملك ونستخدم جميع الوسائل المتاحة».

السابق
أوباما أقرّ بإساءة تقدير قوة الجهاديين
التالي
ولادة «عروس بحر» بشرية في أميركا