قصة أخرى عن فوزي شحرور: روبن هود.. الشهيد

فوزي شحرور له جانب إنساني بحسب رأي محبيه ومنطقته، فهو "يشلّح" الغني ويعطي الفقير، صاحب نكتة، ومرعب المنطقة، لكنه "حقاوي".

فُجعت منطقة “الرحاب – سوق صبرا” ومنطقة الحرش، بمقتل “الشهيد” فوزي شحرور، كما وصفه محبوه على صفحات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، ويتداولون بها حتى الآن، بحيث يعتبرون أنه مات “مظلوما”.

وإذا دخلنا إلى الجانب الإنساني، ولو الملتوي بعض الشيء، لشخصية فوزي شحرور، سنجد أنه المحبوب الأوّل في تلك المنطقة، منطقة صبرا – الحرش، خصوصاً من أبناء الطبقة الفقيرة. إذ يروي عارفوه أن فوزي شحرور كان يخصّهم ببعض الأموال التي كان يجنيها من فرض الخوات على البسطات والمحال، والخوّات على طريقة الخُمس الشرعي، أي أن الغني يحق للفقراء بالخُمس من أمواله في الشرع الإسلامي ليوزع على الفقراء. فكان فوزي شحرور يعتمد الطريقة الشرعية ولكن على طريقته الخاصة، بحيث “يشلّح” الغني ليعطي الفقير، وبهذا فقد ربّى شعبية فاقت شعبية نوب لا يعرفهم أهل مناطقهم.

وكان في رأي محبيه رجلا كريما، إنسانياّ، ذا أخلاق عالية، ويعطف على المساكين، ولا تقتصر المساعدة على المال، ففي بعض الأحيان يساعدهم في حل بعض المشاكل وينصر الضعيف على القوي… والله أعلم.

وهذا ما جعل من يوم دفنه يوما شعبيا بامتياز، بحيث تشعر إن صودف ومررت من هناك وقتها، أنه يوم تشييع أحد أركان الدولة المهمّة في البلد، من كثرة الناس التي كانت تمشي خلف الجنازة، ناهيك عن الجيش المسلّح من الحزينين. يخيّل لك أنه موكب المرافقة لهذه الشخصية المشيّعة العظيمة. وترى المحَال مقفلة تماماً، والناس مفجوعين ومصدومين من هول الكارثة التي حلّت بهم، وإطلاق الرصاص الغاضب في الهواء استمر لساعات.

والجدير ذكره أن فوزي شحرور نشأ وترعرع تحت راية حركة أمل، ونما تحت غطائها، وهو قريب من المحيطين برئيس مجلس النواب نبيه بري، إلا أن هؤلاء تخلّوا عنه بعدما أصبح عبئا عليهم، وأكبر منهم بكثير ربما “على اﻷرض”، ويملك شعبية مخيفة. وهو شخص لم يكن يخرج من منطقته صبرا، لأنه يعرف أنه مطلوب للعدالة، فكيف خرج ذلك النهار، وكيف قُتل، ومن قتله.

هناك شائعات عدّة تقول إن قتله كان مدبّرا من قبل جهة محددة. وفي بعض الشائعات الأخرى إنه في الآونة الأخيرة بدأ يبيع “السلاح” لجهة إرهابية، فهو تاجر سلاح، وطبعاً لا يهمه الأمر، فضاق ذرع هذه الجهة منه فدبّرت له مكيدة قتله…

قُتل فوزي شحرور المطلوب للعدالة من الدولة ومرعب المنطقة، والرجل الحديدي والكريم والإنساني من جهة شعبيته والمحبين. وطبعاً كالعادة في لبنان لا يُكتشف أي دليل في جرائم القتل الغامضة كهذه.

السابق
صاعقة تحرق محطة وادي جيلو
التالي
حرب سعودية باردة ضد إخوان لبنان