إلى السيّد هاني.. تحيّة ودعاء

السيد هاني فحص
  يعرض بضاعته المعرفية وكلّ تجربته على رصيف القلب، وينتظر المارّة، في الشمس وعلى ضوء القمر، يغريك لتغرف منها ما تشاء وبالمجّان. لا يريد جزاءً ولا شكرا. ولأنّ "جنوبية "، كما كلّ المنابر الطامحة لإشعال شمعة في كالح هذا الظلام من حولنا، تُبادل السيّد ومن حوله كلّ المحبة والاحترام، كان لزاما علينا، وهو على سرير المرض، أن نرسل باقة زهر مرفقة بالدعاء والصلاة له بالشفاء العاجل.

لأنّ بين “جنوبية” وبين السيّد هاني فحص حكاية حبّ، ولا ندّعي ها هنا استئثارنا بها، لأنّ أمثال السيّد هاني لا يعرفون حدودا ولا أمكنة، ولا يوجد عندهم فصول. فكلّ المطارح والأزمنة بالنسبة إليه هي مواسم عطاء، وهو كما السحابة المملوءة  بالخير، ترمي بخيرها حيث سنحت لها الظروف.

يكفي أن يتلمّس لديك القابلية حتّى يفيض عليك ممّا لديه، يملّيك، يغرقك، تكتفي منه لضيق سعتك، ولا يكتفي هو لأنّ لديه  الكثير الكثير ولا يبخل، ففي صدره الموجوع علمٌ جمّ يفتّش له دائما عن حَمَلَة.

يعرض بضاعته المعرفية وكلّ تجربته على رصيف القلب، وينتظر المارّة، في الشمس وعلى ضوء القمر، يغريك لتغرف منها ما تشاء وبالمجّان. لا يريد جزاءً ولا شكرا.

ولأنّ “جنوبية “، كما كلّ المنابر الطامحة لإشعال شمعة في كالح هذا الظلام من حولنا، تُبادل السيّد ومن حوله كلّ المحبة والاحترام، كان لزاما علينا، وهو على سرير المرض، أن نرسل باقة زهر مرفقة بالدعاء والصلاة له بالشفاء العاجل.

ولأنّ الكتابة عن الكبار صعبة ومستصعبة، أجدني مضطرا إلى الهروب نحو أوراقي العتيقة، أفلفشها، أستعين بها، لتفوح من إحداها عبيرا يشبه تراب الجنوب بعد أوّل زخّة مطر، أتبعها… فإذا هي كلمات قديمة كنت عرّفت بها سماحة السيد في مناسبة عامة قبيل صعوده المنبر، أكرّرها الآن وأنا كلّي أمل ورجاء أن يمّن الله علينا بعودة السيّد معافى معتليا المنبر من جديد، يشعّ علينا بنور عقله:

“ينبت من بين أصابعه أشجار الحور والصفصاف، وعلى صفحاته، تعانق الياسمينة أغصان الشومر بحنان، بينهما يطل بصعوبة جبّ القندول، يشير لك السيد بان هنالك تعشعش قبّرة انت لا تكاد تراها، يحدّثك ببراعة العارف وشغف العاشق عن تفاصيل رحلة شتلة التبغ الطويلة، وعن كيفية تحضير الكشك، والمقادير المطلوبة بين الزعتر والسماق، وعن أزمة الفكر العربي، وأين أخطأ، أو أين أصاب نيتشه، أو جون جاك روسو، وعن دقائق التحوّلات في المنطقة، ويحدثك عن مستقبل العراق وأزمة المعارضة الإيرانية، عن الحلم اللبناني، وعن الدخل الفردي في جزر القمر، غابة معرفية رائعة هو… مع مداخلة لسماحة السيّد هاني فحص فليتفضل”.

نحن والعائلة والمنبر والقلم، وكبّاية الشاي بانتظارك يا سيّد، فلا تتأخّر علينا.

 

السابق
أوباما وعد بحماية الأقليات… ولبنان شريك ضدّ الإرهاب
التالي
جدة: استراتيجية لـ’خنق الإرهاب و داعش’ وصولا للعمل العسكري