عونيون زاروا هيئة العلماء المسلمين.. وسمعوا عتبا شديدا

عون والرافعي
رغم هجوم 8 آذار الشرس على هيئة العلماء المسلمين ودورها في مفاوضات عرسال، زار وفد من التيار رئيس الهيئة الأسبق، سالم الرافعي. وهنا جانب من محضر اللقاء والعتب من الهيئة على العماد ميشال عون وسياساته. وماذا قال له الوفد.

رغم الهجوم الشرس على هيئة العلماء المسلمين ودورها في المفاوضات خلال وبعد معارك عرسال، من قبل فريق الثامن من آذار ووسائل إعلامه وجمهوره، وخصوصا التيار الوطني الحر، تفاجأ اللبنانيون أمس بزيارة وفد من التيار الوطني الحر – منسقية طرابلس، بتكليف من العماد عون، الى منزل الرئيس الأسبق لهيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي للإطمئنان على صحته.

بحسب البيان الذي نُشر بعد الزيارة، فالهدف منها كان “الاطمئنان على صحة الشيخ الرافعي ولفتح أفق جديد من الالتقاء بين أطياف الشعب اللبناني على المسلمات وأهم النقاط المشتركة بين الكل”، لكن مصادر التيار الوطني الحر لم تخفِ لـ”جنوبية” مخاوفها من تصاعد الإسلاميين في المنطقة والحذر من وصول داعش إلى لبنان.

مصدر خاص أطلع “جنوبية” عن الحديث الذي دار في اللقاء حيث أوضح الشيخ سالم الرافعي للوفد أن: “عتبنا على الجنرال عون هو انّه اصطف في الصراع السني – الشيعي الدائر في المنطقة، في حين كنا ننتظر منه أن يأخذ موقفا محايدا ويلعب دور المصلح”.

وأضاف المصدر، نقلاً عن الرافعي، خلال الجلسة: “كنا ننتظر العماد عون أن يأتي من منفاه لكي يقف معنا ضد نظام السوري الذي هو السبب في نفيه، ولكنه فاجأنا عندما عاد الى لبنان في دفاعه عن النظام السوري، هذا هو عتبنا على الجنرال”.

وتابع المصدر أن منسق قضاء طرابلس في التيار طوني ماروني، أحد أعضاء الوفد، أخبر الشيخ سالم الرافعي أن التيار العوني “ضد حرق علم داعش في الأشرفية، لما له تداعيات على الوضع الأمني، وأنه،اي ماروني، يدافع دائما في اجتماعات التيار رفيعة المستوى عن هيئة العلماء المسلمين وطرابلس”.

وأكد ماروني في إتصال مع “جنوبية”: “أن اللقاء مع هيئة العلماء المسلمين طبيعي، ويجب التواصل دائما، وحتى إذا كان هناك عدد من الأشخاص لديهم تحفظ لزيارتنا فهذا التحفظ لأنهم لا يعرفون طرابلس والشيخ سالم الرافعي”.

وأضاف ماروني: “نحن أولاد طرابلس نعرف تماما كيف نتعامل مع بعضنا وكيف نتلاقى حتى لو كان هناك إختلاف بالرأي، فلا نحن سنصبح سلفيين ولا الشيخ سالم الرافعي سيصبح عونيا”.

من جهة أخرى، ترفض مصادر التيار مقولة ان التيار العوني بات طرفا في الصراع. وتقول المصادر: “لقد اتبعنا سياسة الانفتاح على الاعتدال السني، وذلك من خلال علاقتنا مع تيار المستقبل ومحاولة تعزيزها، لكننا بالطبع نرفض نهج التكفيريين ولهذا ساندنا حزب الله في محاولته للتصدي لهم”.

اما عن إمكانية التسلح، تقول المصادر ان التيار لا يملك إطارا عسكريا منظمت وممنهجا وليس بصدد توجه كهذا، على الرغم من النقاش الدائر عن كيفية مواجهة محاولة إقصاء مسيحيي الشرق”. وتضيف المصادر: “نحن لم ولن نكون ميليشا، لكننا نسأل من يحمينا كمسيحيين في حال صار الخطر المسلح في عقر دارنا؟”.

وبالنسبة للانفتاح على الهيئة، تشير المصادر الى ان هذا الانفتاح يؤكد ان التيار لا يريد اي مواجهة عسكرية او مسلحة بين الإسلاميين والمسيحيين، وتقول: “نحن نذهب بسياسة اليد الممدودة الى النهاية، خاصة في المناطق حيث النفوذ السني او النفوذ الشيعي. لا نريد ان نكون تابعا طبعا، لكننا لا نريد ان نزيد من الأجواء المشحونة”.

وقد ذكر البيان أن الوفد أهدى إلى الشيخ الرافعي نسخة من رسالة الجنرال ميشال عون إلى بابا روما بمناسبة انعقاد سينودوس لبنان، والتي تضمنت الدعوة إلى عدم “أبلسة الدين الإسلامي” والتحذير من “الإسلاموفوبيا”.

وأثنى الشيخ الرافعي، بحسب البيان، على هذه الخطوة مثمناً إياها ومؤكداً على الثوابت التي نتفق عليها جميعاً وهي إدانة الظلم من أي طرف أتى، ونصرة المظلوم أياً كان بغض النظر عن دينه أو طائفته. هذا وقد اتفق الجميع على ضرورة التواصل الدائم لما فيه خير ومصلحة جميع أطياف الشعب اللبناني.

وقد ضم الوفد كل من ماروني ومسؤول التيار في مدينة طرابلس المهندس عفيف نسيم وإحسان اليافي مسؤول الإتصال السياسي وداني سابا مسؤول لجنة التواصل وحضر اللقاء الشيخ نبيل رحيم عضو هيئة العلماء المسلمين.

السابق
داعش يحقّق انتصاراً على من أحرقوا علمه
التالي
هولاند أعلن تسـليم الاسـلحة الى الجيش قريبا