إغلاق متوسطة التبانة الرسمية بقرار مالك المبنى

في خطوة تدل على مدى الاهمال الرسمي الذي تعامل به مدينة طرابلس ومنطقة باب التبانة خاصة، وتفتح المجال للعديد من الاسئلة، فوجئ عدد من اهالي التبانة لدى توجههم الى “متوسطة التبانة الرسمية” لتسجيل اولادهم للعام الدراسي الجديد2014-2015، بان المدرسة لم تفتح ابوابها بعد، مع العلم بان الاول من ايلول هو تاريخ فتح المدارس ابوابها لتسجيل التلامذة، وقد صدم الأهالي حين شاهدوا يافطة كبيرة معلقة على بوابة المدرسة الرئيسية كتب عليها: المدرسة مقفلة لعدم ايفاء الدولة بموجباتها وتسديد بدلات الايجار للمالكين منذ العام 2003″.

وعلمت “النهار” ان صاحب المبنى وهو شخص من آلـ”عبيد” هو من وضع اليافطة واغلق المدرسة بعد مرور 11سنة من دون ان ينال حقه في استيفاء الاموال المتوجبة على الدولة له.
وتساءل الاهالي: أيعقل ان تغلق المدرسة ابوابها في وجه اولادنا؟ واذا اغلقت ولم تبادر الدولة الى دفع مستحقات المالكين اين سيتعلم اولادنا؟ أليس هذا دليلا واضحا على ان الدولة تريدنا ان نبقى في ظلمات لا تنتهي؟
ربما تختصر هذه الصورة كامل مشهد المعاناة غير المبررة التي تعانيها طرابلس عامة والتبانة خاصة، والتي تسببها لامبالاة الدولة اللبنانية. فالمتوسطة هذه هي مدرسة رسمية تشكل الملجأ الوحيد لاهالي المنطقة الفقراء ( يتعلم فيها حوالى 400 تلميذ) والذين ليس لديهم امكانات لتسجيل اولادهم في مدارس خاصة، او حتى رسمية خارج منطقة التبانة نظرا لتكاليف النقل المرتفعة.
وليست الحروب المتعاقبة التي شهدتها طرابلس من تسبّب باغلاق المدرسة وان ظرفياً، وليس رفض اهالي المنطقة للعلم والتعلم، والأمر ليس مرتبطا بكل تأكيد بموقف “ديني” من المدرسة الرسمية، كل ما في الامر ان دولة عاجزة وغبر مبالية راكمت اخطاءها حتى وصل الامر بـ”المتوسطة” الى ما وصل اليه.
ألا يشكل هذا المنظر الصادم وجعاً تربوياً واجتماعياً؟ ويساهم في ابقاء هذه المنطقة تحت رحمة المتآمرين عليها ومن خلالها على كل لبنان، والمستخدمين ساحتها صندوق بريد متعدد الاستخدامات؟ والصورة برسم المراجع الرسمية المختصة فهل تلقى آذاناً صاغية؟

السابق
بالفيديو: خلعت فكها أثناء قيامها بتحدي “دلو الثلج”.
التالي
نهاية الصيغة اللبنانية؟