بري و’تعميم المقاومة’.. هل هي صحوات على الطريقة اللبنانية؟

هل يدعو الرئيس نبيه بري استباقا الى تأسيس صحوات لبنانية لمواجهة داعش والنصرة في لبنان كتلك التي نشأت في العراق؟ وهل هي مقاومتنا الداخلية بعد ان قاومنا اسرائيل بالمقاومة الفلسطينية والوطنية والاسلامية؟ ماذا يقول طلال حاطوم المسؤول الاعلامي لحركة امل في هذا الاطار؟

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال كلمته- ليل 31 آب لمناسبة تغييب السيد موسى الصدر الـ36 -المتلفزة، والتي لم يلقها في حفل جماهيري كما جرت العادة، على العمل على متابعة قضية الامام الصدر سواءً على الصعيد القضائي الوطني أو من خلال اللجنة الرسمية المعنية بهذا الملف.
واتسمت كلمة بري بالدعوة الى مواجهة التهديدات التي “تطرق أبواب لبنان بتوحيد الصفوف ووضع حد لكل صراع وشقاق”، فاعتبر أنّ “الوحدة الآن وفي كلّ آن تشكّل ضرورة في سبيل مواجهة الإرهاب، ومواجهتُه ليست مسألة أمنية او عسكرية فقط، إنّها مسألة تفكيرية تثقيفية وطنية تحتاج الى تعبئة وطنية وإلى ثقافة وطنية راسخة وإلى تحصين البيئة الوطنية بمواجهة فكر التكفير والتعصّب”.
ورأى أنّ التصدّي للارهاب التكفيري “ليس مسؤولية السُنّة في لبنان، كما أنّ التصدّي للعدوان الاسرائيلي ليس مسؤولية الشيعة، والتصدّي لتهجير الأقليات ليست مسؤولية المسيحيين. إنّ التصدي للارهاب والعدوان والتهجير هو مسؤولية وطنية مشتركة تعبّر عنه الدولة الواحدة، ومن الضرورة بمكان ان يكون مسؤولية عربية ودولية مشتركة”.
واعتبر أنّ “الاتفاق على استراتيجية دفاعية وتعميم المقاومة الى جانب الجيش أصبح أمراً وطنياً لازماً، بل ضرورة وطنية بديهية”. وتعليقا على أقوال الرئيس بري وخاصة فيما يتعلق بفكرة “تعميم المقاومة الى جانب الجيش”، تحدثت “جنوبية” الى المسؤول الاعلامي في حركة أمل طلال حاطوم لاستيضاحه حول ما قصده الرئيس بري، فقال: “يقصد الرئيس بري ان المقاومة يجب ان تشمل كل المراجع من قم الى السعودية الى الفاتيكان الى الازهر، واننا كلنا في خطر واضح والخطر لا يتجزأ، فهل يجب ان نسير غير موحدين نحو تقسيم المقسم؟”.

طلال حاطوم

وأضاف حاطوم: “يجب ان نكون كلنا موحدين، وان ننضم الى خط الحوار والتلاقي”. وردا على سؤال ان الوضع ميدانيا يختلف عن الدعوات الى الوحدة؟ قال: “نحن لسنا مسؤولين عن الاخر، ويجب أن يتحدّ اللبنانيون في مواجهة المخاطر الّتي تحدّق بوطنهم، إذ وحدة اللبنانيين لمقاومة كل خطر يهدد لبنان هي الاساس”.
وتابع: “لا يمكن اعتبار المقاومة عملاً عسكرياً فقط. المقاومة هي في كل وجوهها التي تحمي لبنان، ويجب ربط كل كلام الرئيس بري بمواجهة الارهاب حيث تبدوالتعبئة العسكرية والسياسية ضرورة لمواجهة الأخطار”.

لكن كلمة مقاومة تختلف هنا في دورها؟. يرد حاطوم ان: “المقاومة هنا ذات دور اخطر. وضرورة تحصين لبنان اولا يعني الا ننجر بأيدينا الى مهاوي الفتنة المذهبية’.

وبحسب مصادر اعلامية مقربة من بري اعلنت لـ’جنوبية’: ’ان الخطر الاخير الذي تسببت به داعش يفرض على كل القوى ان تكون موجودة، وان تكون هناك مقاومة والنقطة الاساسية، وهي المرة الاولى التي يقولها الرئيس بري هي الوقوف بوجه حركات التطرف كونها خطر داهم. ويطال كل مكونات لبنان. اما بالنسبة لهذه المقاومة فيقول بري ليتعاون اهل الشمال والبقاع لخلق اطار محدد تحت مظلة الجيش لان هذه الجماعات صارت على حدودنا وستحرق البلد’.

ويختم المصدر الاعلامي المقرب من بري مؤكدا:’هذه الفكرة ربما لا تجد لها حيزا سوى على طريقة “الصحوات العراقية” للوقوف بوجه الارهاب وربما يقصد بري ذلك’.

السابق
نضال الأحمدية بالمرصاد
التالي
تحرك عسكري واسع ضد «داعش» خلال أسبوع؟