لقاء مع «أبو الفضل الحرامي»

إنها الان السادسة والربع ( قبل قليل) في موقف سيارات في قريطم، أعمل من منتصف الليل الى السابعة صباحا. يتيح هذا العمل استخدام النت المؤمن والتفرغ لأعمال نتية، كما يتح معرفة أكثر بالعوالم السفلية، عوالم بعد منتصف الليل, التي تنتهي مع اقتراب الساعة من الرابعة صباحا. لكننا في بيروت، فإن العوالم السفلية صارت، بفضل “جهاد حماية المقدسات مش عارف وين” متوسعة لتشمل النهار.
اليوم الساعة 6 و 13، قمت من خلف طاولة عليها اللاب توب، توجهت إلى شجرة الرمان اقتطف بعضا من الرمان، أغير به طمعة السجاير. كدت أختفي على قصيري بين سيارات الربع الرباعي.
لمحته وسط الكاراج، يمسك بيده هاتفا خليويا ويتمشى في وسط الموقف متلفتا يمينا شمالا. ظهرت له:
دون الاقتراب منه بادرته بالنهرة الحازمة: إلك سيارة هون أيه!!!
متلعثما ملاحظا المسافة بين وبينه لأ….. بس كنت عمال تلفن!!
شو بتشتغل أنتي ايه و يدي صارت في جيبي و “سلاح الشرق الأوسط” على تعبير وسام سعادة، فتحته داخل جيبي. وتقدمت اليد اليمنى لمنع التحام له معي و استعدت اليسرى للحركة بسلاح الشرق الاوسط الذي أدرك اللص غير الظريف أنه في جيبتي اليسرى وجاهز للطعن ان تحرك صوبي .
في تلك اللحظات تذكرت الكفوري و قاتله من حزب الله “الطيار” صاحب الوشم اياه “ابو الفضل العباس” و دماثة أخلاق الطهارة المدعيها.
في ثوان نهرت “ابو الفضل العباس” الواصل الى داخل مكاني المحرز بالسؤال الردعي التالي:
شو بتشتغل ايه؟
لم اقل له حرامي فليس سلاح الشرق الاوسط معي الا فقط للخيار الذي يختاره “ابو الفضل العباس” هذا.
تخنث “أبو الفضل” واجاب: عندي محل نوفيته واسف اذا فتت كنت بدي تلفن!
أستدار و خرج بخطى سريعة وكنت اسرع منه مع المحافظة على المسافي، فعيني على السامسونغ S5 الذي اهدانيه لي أبني منذ يومين، و بعد حفلة للصبيان : “حفلة من نوع” تاركنن ابوكم بتلفون س2 وكل شوي بغيب عن الوعي، بيطفي (الهاتف الخليوي)، وكل واحد جايبلي لمرته تلفون………مش عارف شو.
لمحت السامسونغ 5 على الطاولة. هدأت توتراتي وغير هيك ، كان صار اسمه ( اللص) “ابو الفضل المخزق” ابو الفضل شهيد واجب S5سامسونغ .
صعد “ابو الفضل النايلون” الى دراجته التي أوقفها . وخرجت خلفه أستطلع فرق الدعم المرافقة له، فلم ألحظ أحدا.
لا يسألتي أحد هلا شققت عن كتفه ؟( لرؤية وشم ابو الفضل) هلا شاهدت اخراج قيده!! عيب هالسؤال. وعيب ان يعتقد احد انني بقرينة البيئة أتهم !! فالمكان و الزمان والاجابة كلها قرائن أجتمعت وتواترت لتصير إدانة مقفلة ومبكلة، والغرض من الستاتوس ليس التعميم فهناك من هو مثلي في حفظ الحقوق، ولكن للتنبيه في الاتجاهين: المفعول به و”جماعة أبو الفضل الشبيح”.

(عن مدوّنة الكاتب)

السابق
بالفيديو.. صحافية لبنانية تكشف معلومات سرية وهامة جداً عن’داعش’
التالي
سلام: الحكومة تتعامل مع قضية الاسرى العسكريين باولوية قصوى