أولادكم يفقدون القدرة على قراءة العواطف

طبعاً بإمكان ولدك قراءة الانفعالات الدردشية (Emoticons) واستعمالها على اختلاف العواطف التي تبيّنُها، لكن ماذا عن قراءته للعواطف الحقيقية المباشرة؟ هذا ما عالجَته الدراسة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس، التي استنتجت أن الوقت الذي يمضيه الأولاد أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يصعّب من قدرتهم على تفسير العواطف الواقعية.

“ثمن” مكلف على صعيد الحياة الاجتماعية

كلما استعمل الأولاد أجهزة الإعلام الرقمية لوقتٍ أطول، من الحاسوب إلى الهواتف الذكية فاللوحات الرقمية، قلّت مهاراتهم الاجتماعية، بحسب الدراسة. إذ تنخفض حساسيتهم للإشارات العاطفية، أي إنهم يفقدون القدرة على فهم عواطف الناس الآخرين، وهو “ثمن” مُكلِف يدفعونه على صعيد الحياة الاجتماعية بسبب الاستعمال الكثيف لهذه الأجهزة.

أجهزة إلكترونية أقل: قراءة عواطف أكثر

قام الباحثون في الجامعة بتحليل نتائج التجارب على أولادٍ في الصف السادس(11 – 12 سنة). قُسّمَ الأولاد إلى فريقَين: تضمّن الفريق الأول 51 ولداً سيشاركون لمدة خمسة أيام في مخيّم في الطبيعة يَمنع استخدام الأجهزة الإلكترونية ومشاهدة التلفزيون، فيما جمع الفريق الثاني 54 ولداً لن يشاركوا في المخيم، أي إنه سُمِحَ لهم باستخدامها وبمشاهدة التلفزيون. خضع الأولاد من الفريقَين لأسئلة قبل فترة الخمسة أيام وبعدها عن العواطف في صورٍ لتعابير وجه وفي فيديوات تُظهر ممثلين يؤدون مشاهد دراماتيكية. وتبين أن الأولاد المشاركين في المخيم أظهروا قدرة أكبر على قراءة العواطف بطريقة صحيحة، خلافاً للأولاد غير المشارِكين في المخيم والمستعملين للأجهزة الإلكترونية. فبعد أن أخطأ 14 ولداً قبل توجههم إلى المخيم في قراءة العواطف في الصور، أخطأ 9 منهم فقط في قراءتهم لها بعده، كما أنهم أصابوا بنسبة 26% في قراءتهم للعواطف في المشاهد الدراماتيكية قبل التوجه إلى المخيم، لترتفع النسبة بعده إلى 31%.

الحل في الحديث المباشر

لكن هل فعلاً زادت إمكانية الأولاد من قراءة العواطف الواقعية جراء ابتعادهم عن الأجهزة الإلكترونية، أم جرّاء مشاركتهم في مخيم في الطبيعة بنشاطاته العديدة وقضاء الوقت في الهواء الطلق؟ هذا ما أجابت عنه إحدى المشرفات على الدراسة الباحثة يالدا أولس لصحيفة “ذا هافينغتون بوست” قائلةً إن الوقت الذي أمضاه الأولاد بعيدين من الأجهزة الإلكترونية دفعهم لتمضية المزيد من الوقت وجهاً لوجه، ما ساهم في تحسين قدرتهم على قراءة العواطف المباشَرة جرّاء الحديث الواقعي غير الإلكتروني، وعزّز من مهاراتهم الاجتماعية. تؤكد نتائح الدراسة البديهيات التي على الأهل عدم التنكر لها، إذ عليهم أن يقلّصوا الوقت الذي يمضيه أولادهم أمام الشاشات على أنواعها، ويزيدوا من الأوقات العائلية بعيداً من الأجهزة الإلكترونية.

السابق
المؤبد لمرشد الاخوان وآخرين في قضية احداث عنف
التالي
تحطم طائرة أوكرانية في الصحراء الجزائريّة