اتفاقية مصر: انتصار يمهّد لـ’أوسلو‘ غزّاوي

برز غياب دور المقاومة الفلسطينية في بنود الاتفاق، حيث يتحدث الاتفاق عن دور للسلطة الفلسطينية وليس لفصائل المقاومة وخاصة فيما يتعلق بالشريط الحدودي من شأنه ان يطرح سؤال: هل ستكون السلطة الفلسطينية على تنسيق أمني مع إسرائيل على غرار اتفاق "أوسلو" عند قيامها بمهام أمنية في غزة؟

أُعلن في مصر عن اتفاق تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بتاريخ 26 أغسطس/آب 2014. وقد نصّ الاتفاق على وقف إطلاق نار متزامن بين فلسطين وإسرائيل، وفتح المعابر لكي تدخل المساعدات الغذائية والضرورية من أجل عودة الحياة الطبيعية لقطاع غزة بما يضمن متطلبات إعادة الإعمار. ثم أُعلن الانتصار وخرجت جماهير غزة للاحتفال بالإنجاز الكبير.
وقد قدّمت المقاومة نماذج تكتيكية عسكرية متطورة وفذة، استطاعت من خلالها إفشال الجيش الإسرائيلي، والحد من فعالية طيرانه في ضرب الاهداف العسكرية التي حصنت وموهت بشكل ممتاز.

وكان اللافت في الاتفاق السياسي الذي تم برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمرين مهمين هما: عودة “السلطة الفلسطينية” و” ذكر اتفاقية أوسلو في أحد بنودها.

فقد تأجلت في اتفاق أوسلو قضايا جوهرية لحين انعقاد مفاوضات الوضع النهائي، لكن هذه القضايا لم تخضع بعد أكثر من عشرين عاما من المفاوضات للنقاش الجدي، لذا ستستمر إسرائيل بالمماطلة ومن المحتمل جدا أنها لن توافق على بناء الميناءين.

وقد برز غياب دور المقاومة الفلسطينية في بنود الاتفاق، حيث يتحدث الاتفاق عن دور للسلطة الفلسطينية وليس لفصائل المقاومة وخاصة فيما يتعلق بالشريط الحدودي من شأنه ان يطرح سؤال: هل ستكون السلطة الفلسطينية على تنسيق أمني مع إسرائيل على غرار اتفاق “أوسلو” عند قيامها بمهام أمنية في غزة؟
ويورط الاتفاق المقاومة الفلسطينية باتفاق أوسلو أيضا عندما ينص على إنشاء ميناء بحري طبقا لاتفاق “أوسلو”.
وتعليقا على الاتفاق قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الاميركية أن “هناك شيئ مفقود، وهو “البنود الحقيقية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في القاهرة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن حماس في حاجة بالفعل لادعاء “الانتصار” نظرا ﻷن شعبيتها السياسية قائمة على إصرارها على أن المواجهة العسكرية هي الطريق الوحيد لانتزاع تنازلات من الجانب الإسرائيلي، وذلك بخلاف حركة فتح التي تفضل طريق التفاوض.
واستطردت الصحيفة قائلة “لكن هناك مكسب لحماس في الحقيقة، وهو أنها حاربت إسرائيل هذه المرة بقوة أشد بكثير من أي وقت مضى”.

السابق
بالفيديو..«داعش» تستبدل «دلو الثلج» بـ«دلو الدم»
التالي
هل تبادل الحكومة سجناء رومية بالعسكريين المخطوفين؟