كهرباء لبنان تلوم المياومين على ’التقنين’ ودعوة إلى العصيان

كهرباء لبنان
عند سؤالنا المسؤولة الإعلامية لمدير عام مؤسسة كهرباء لبنان ماري طوق عن سبب هذا الانقطاع المفجع في كافة المناطق اللبنانية، قالت: "إن صعوبة تزويد مؤسسة كهرباء لبنان لكافة المناطق بما فيها بيروت والضاحية الجنوبية سببه عائد إلى إغلاق جميع الدوائر وأماكن الأعطال من قبل المياومين واحتلالهم الإدارة المركزية".

تستمتع بأضواء عيد الميلاد وأنت جالس في بيتك تتناول الطعام، وفي أية ساعة كان، والجميل في الأمر أنك تترحّم في أكثر الأوقات على “برادّك أو غسّالتك أو تلفزيونك”، وكأن المواطن اللبناني كان يلزمه هذه الخسارة لتقضي عليه كليّاً، كلُّ ذلك الوصف يعود إلى “مغارة علي بابا” مؤسسة الكهرباء و”دقائق” التغذية اليومية.

فالغريب في الأمر، أنّه وعلى الرغم من قساوة الحرب والدمار والإجرام في سوريا مثلاً، إلا أن الكهرباء لا تزال “عال العال”، وإذا نظرت أو سرحت في نظرك إلى بلاد لم تسمع بها في حياتك، ولا تمتلك أدنى مقوّمات الحياة، لكنك تجد عندها كهرباء… وحدّث ولا حرج.

هنا لبنان بلاد العجائب. والغرائب. مللنا من سؤالنا عن سبب واحد مقنع لانقطاع التيار الكهربائي بلبنان فلا أحد يجيب؟! إنني وبصراحة ومنذ أن ولدتني أمّي ووعيت على هذه الحياة، أدركت أن الله موجود ويعود الفضل لهذه المعرفة لبلدنا لبنان، حيث لا أحد يصدق كيف تسير أمور العباد. فالبلد دون رئيس جمهورية، ودون حكومة، ومجلس نيابي منتهي الصلاحية…

أسأل الشعب اللبناني لو فلان أو زعيم الطائفة الفلانية المفدى أو علاّن دعاكم إلى مظاهرة لشكر سوريا أو السعودية، طبعاً تنزلون جحافل للميدان ليحظى كلُّ منكم بشرف هذا اليوم المبجل، أما أن تنزلوا إلى الساحات لأقلّ سبب وهو العيش بكرامة ولأتفه الأسباب وهو حقّك الشرعي “للإنارة” كلاّ، عبس فيكم ماذا تنتظرون…

يقول أحد سكان طرابلس الفيحاء تعليقاً على عدم تغذية المنطقة بالتيار الكهربائي: “إذا لم تأت الكهرباء يجب علينا أن يقوم الشعب اللبناني بـ”عصيان مدني”، ويتمنّع عن دفع فواتير الكهرباء. هذا الكلام وعلى رغم قلّة صداه، إلا أنه يفتح المجال أمامنا لكي نصحو ونثور على القوم الظالمين مهما كانت طائفتهم.

والجدير ذكره أنه لا أحد من نوّاب طرابلس وعكار، أو بعلبك أو الضاحية الجنوبية يتكلم عن انقطاع التيار الكهربائي، فهم طبعاً جالسين في بيوتهم منوّرين بالمولّدات، مكيّفين بالمكيّفات غير آبهين بأمر المواطن، أصلاً لا يعرفون أن الكهرباء لا تأتي في هذه المناطق المحرومة.

فقط أسجّل نقطة للنائب عمار حوري الذي صرّح: أن “بيروت تدفع الثمن مجددا”، معتبرا أنه “لم تعد مقبولة الحجج التي تحاول ان تبرر التدهور الخطير في مستوى تغذية بيروت بالتيار الكهربائي. فأين وعود ال 24 على 24 ساعة والمحاضرات والمطولات حول وعود تحسين التغذية بالتيار؟ واين ال 850 مليون دولار التي أقرها مجلس النواب للكهرباء؟ ومن يعوض على الناس إتلاف ممتلكاتهم الكهربائية؟ من يمنع ورش الصيانة من عملها؟ اسئلة لن تنتظر بيروت الكثير قبل الاجابة عليها وحلها، وسيبنى على الشيء مقتضاه”.

وعند سؤالنا المسؤولة الإعلامية لمدير عام مؤسسة كهرباء لبنان ماري طوق عن سبب هذا الانقطاع المفجع في كافة المناطق اللبنانية، قالت: “إن صعوبة تزويد مؤسسة كهرباء لبنان لكافة المناطق بما فيها بيروت والضاحية الجنوبية سببه عائد إلى إغلاق جميع الدوائر وأماكن الأعطال من قبل المياومين واحتلالهم الإدارة المركزية”.

وأضافت: “إن الكهرباء في الجنوب ستتحسّن التغذية فيها تدريجياً، وذلك بعدما أصلحت المؤسسة محوّل الزهراني. أما في بيروت والضاحية الجنوبية، فهناك كابل “التوتر العالي” معطّل ويلزمه توصيل، وهذا الكابل يغذي قسم من بيروت والضاحية الجنوبية، ولكن حركة المياومين الاعتصامية وإغلاقهم جميع الدوائر الإدارات العامة تمنعنا من الوصول إليه وعلاجه”.

وأخيراً، لم نقتنع أن سبب انقطاع التيار المخيف سببه فقط المياومين، لأن السبب الانقطاع يعود إلى ما قبل اعتصام المياومين بكثير، والمياومون أكدوا بتصريح أنهم مستعدون لإصلاح أي شيء ناتج عنهم. فهل من أحد يتجرأ ويحترم عقول هذا الشعب ويقول ما السبب في هذا الانقطاع الكهربائي العظيم…

السابق
للنساء فقط
التالي
السلطة إنتصرت وإسرائيل لم تحقق أهدافها