الغموض سيد الموقف في قضية العسكري المذبوح

مصادر تؤكد خبر نحر العسكري الرقيب علي السيد، ومصادر أخرى تنفي الخبر، وبين النفي والتأكيد أهل يموتون كل لحظة قهرا وقلقا على أبنائهم، أما الحكومة اللبنانية الملتزمة الصمت فهي مطالبة فورا بتوضيح حقيقة ما يجري في قضية المخطوفين للشعب اللبناني.

عادت عرسال الى الواجهة من جديد، بعد تعرض دورية للجيش اللبناني مؤلفة من خمسة عسكريين أمس في جرود عرسال في “وادي حميد” الى كمين من قبل المسلحين، مما استدعى ردا عنيفا من الجيش اللبناني على مصادر النيران، وأدى الى إصابة جندي وفقدان آخر.
أما مساء الأمس، نشر أحد عناصر داعش صوراً على مواقع التواصل الإجتماعي، تُظهر ذبح الرقيب في الجيش اللبناني علي السيد من بلدة الفنيدق العكارية، وأثار الخبر غضب أبناء بلدته الذين أقفلوا الطرقات طالبين من الدولة كشف الحقيقة وتحرير الجنود المخطوفين، ولم يفتحوا الطريق إلا بعد إتصال من والده يؤكد أن الخبر غير صحيح.
في حين تتضارب المعلومات بين تأكيد ونفي صحة الخبر، تضاربت المعلومات أيضاَ حول عودة هيئة العلماء المسلمين الى المفاوضات مع المسلحين مرّة أخرى. وفي إتصال مع عضو هيئة العلماء المسلمين، الشيخ عدنان أمامة، وهو من أبرز المفاوضين في قضية عرسال، أكد لموقع “جنوبية” أن “هيئة العلماء المسلمين لم تعد للتفاوض، منذ إعلان تعليق المفاوضات مع المسلحين في مجلس الوزراء بشكل رسمي”.
من جهة أخرى، أكد مصدر مقرب من هيئة العلماء المسلمين لموقع “جنوبية” أنه: ” عندما أعطى المسلحين مهلة ال48ـ ساعة للحكومة اللبنانية لتنفيذ طلباتها وإلا ستعدم الجندي، حاول العلماء المسلمين التواصل مع المسلحين لإقناعهم بالتراجع عن قرارهم وتلقوا منهم وعود بعدم إلحاق الأذى بأي جندي، ولكن يبدو أن المسلحين لم يفوا بوعودهم”.
مصادر تؤكد خبر نحر العسكري الرقيب علي السيد، ومصادر أخرى تنفي الخبر، وبين النفي والتأكيد أهل يموتون كل لحظة قهرا وقلقا على أبنائهم، أما الحكومة اللبنانية الملتزمة الصمت فهي مطالبة فورا بتوضيح حقيقة ما يجري في قضية المخطوفين للشعب اللبناني، وإن كانت الخبر صحيحا من هي الجهة المسؤولة عن ذبحه؟ وما هي الخطة لإنقاذ الجنود المتبقيين؟
بيانأما بلدية الفنيدق فقد أصدرت اليوم بيانا جاء فيه: “بعد الخبر الصاعق الذي وقع على أهلنا في فنيدق البارحة حول تسريب صور تتعلق بخبر ذبح إبن بلدتنا الرقيب علي أحمد السيد على يد بعض المجموعات المسلحة المجهولة الهوية، وبعد الكلام الذي سمعناه عن التشكيك بهذه الصور نطلب من الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش، العمل الجدي على تأكيد ونفي صحة هذه الصور، لنطمأن أهل الأسير علي أحمد السيد”.
وتابع البيان: “…نحذر من تداعيات التقصير المقصود وعدم التجاوب من الحكومة اللبنانية على ان تبقى فاعليات فنيدق إجتماعاتهم مفتوحة…”.
بالرغم من كل الشكوك التي تدور حول إرتكاب داعش هذه الجريمة إن كانت صحيحة، بسبب سوابقها، إلا أن أسئلة عدة تطرح: لماذا إختارت داعش المعروفة بعدائها للشيعة والمسيحيين عسكري السني لذبحه؟ وهو العسكري الذي ظهر في بداية معارك عرسال هو وعسكري آخر يعلنون إنشقاقهم عن الجيش اللبناني، تبقى هذه الشكوك والأسئلة برسم الحكومة اللبنانية والأجهزة الأمنية؟
أما عن الوضع في عرسال، أكّد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ”جنوبية” أن :”الوضع في عرسال هادئ جدا، ولا وجود لأي مسلحين في البلدة”.
وفي إتصال عضو كتلة المستقبل النائب جمال الحراح قال لموقع “جنوبية”: ” حتى هذه اللحظة، لم يتاكد خبر ذبح العسكري في الجيش اللبناني، والسلطة السياسية تعمل لحل أزمة العسكريين المخطوفين”.

السابق
حريق عند مدخل صيدا
التالي
والد السيد لـ”ال بي سي”: هيئة العلماء المسلمين أكدت لنا ان خبر استشهاد ابني صحيح