إيران تجد مصلحتها الإستراتيجية.. مع ‘الشيطان الأكبر’

أمريكا
الضربات الجوية الخجولة والمحدودة، للقوات الامريكية الملقب بـ"الشيطان الأكبر"، عادت بعد كشف تزلف وادعاء الجمهورية الإيرانية الإسلامية، المتزعمة لمحاور الممانعة، بعد إلهامهم خداعا ً، انها دولة عظمى وقوية، بينما هي لا تملك فعلياً حتى ربع صاروخ نووي.

بعد التطورات العسكرية والأمنية الجديدة، التي شهدتها الساحة العراقية، والتي تمثلت في سيطرة التنظيم الارهابي “داعش”، على بعض المدن العراقية، عادت القوات الامريكية الملقبة بـ”الشيطان الأكبر”، من خلال الضربات الجوية الخجولة والمحدودة، بالتزامن مع ارسال للخبراء العسكريين الامريكيين للعراق، واسلحة متطورة وذخائر للجيش العراقي والقوات الكردية.
عادت القوات الامريكية الملقبة بـ”الشيطان الأكبر”، كدولة إنقاذ ومسعف للعراق، شعبا ً ودولة ً، سواء كانت عن مصلحة ام لا، انما عادت بعد ان تخطى المجرم الارهابي “داعش” الخطوط الحمراء في ممارساته غير الانسانية وغير الديانية، خصوصا بعد سيطرته وتوسعه المفاجئ والسريع المثير للريبة والجدل داخل المدن العراقية.

والسبب يعود لتخاذل القوات العراقية في مواجهة الدواعش، بعد ترك القوات العراقية لمواقعها العسكرية، ثم الممارسة الخرقاء التي اتبعها رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي، بانتهاجه سياسة التهميش السياسي، بحق الطائفة السنية في العراق، التي تنوعت ما بين المذهبية والطائفية .

وقد أدّى الأمر لفتح الطريق امام سيطرة الدواعش، في مناطق السنة عن طريق العشائر السنية العراقية، طبعا ليس محبة بالدواعش، انما كرها ً بالمالكي، وأيضا ً بالفساد السياسي، عبر الطبقات السياسية الطائفية الحاكمة، التي زرعها المالكي داخل الحكم، وباشراف مندوب طهران السامي الجنرال قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري.

الضربات الجوية الخجولة والمحدودة، للقوات الامريكية الملقب بـ”الشيطان الأكبر”، عادت بعد كشف تزلف وادعاء الجمهورية الإيرانية الإسلامية، المتزعمة لمحاور الممانعة، بعد إلهامهم خداعا ً، انها دولة عظمى وقوية، توحي إعلاميا ً على انها قادرة على القضاء على إسرائيل، واضعة نفسها اي إيران، في خانة التزاحم الدولي كدولة عالمية عظمى، امام الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الاميركية.

“الشيطان الأكبر”، الذي عاد وانتزع ملف العراق الامني والسياسي، من قبضة جمهورية محور الممانعة الاسلامية الايرانية، بعد فشل الاخيرة في ادارة الحكم بالعراق، عبر تابعها ووكيلها السياسي رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي، ووقوفها في زاوية العجز تماما في منع تمدد الدواعش بالعراق.

لذا وجدت ايران مصلحتها الاستراتيجية بالضربات الجوية لـ “الشيطان الأكبر” الامريكي على الدواعش، حماية لما تبقى لها من نفوذ في بلاد الرافدين ومخافة ان يخترق هذا التنظيم الحدود الايرانية، ويهدد كيانها وأمنها القومي.

كما ان الجمهورية الاسلامية لديها براعة باتحاف المجتمع الدولي عبر اعلامها المتلفز، تارة ً بمشاهد مناوراتها العسكرية لبحرية الحرس الثوري، من منظومة الصواريخ البحرية ضد السفن والغوصات الحربية، مع بعض الأكسسوارات الدخانية الملونة، ومشاهد القوارب لصيد السمك، التي تم تحويلها إلى قوارب عسكرية، وطورا ً وفي مناسبات عدة، يكثر فيها مشاهد الكرنفالات الاستعراضية للحرس الثوري العسكرية، لصواريخ شهاب .

كما ان النظام السوري، مؤسس “حزب الداعشي الاشتراكي”، لطالما كان ينعت الولايات المتحدة الامريكية بالإمبريالية، ها هو الآن يحاكي نفاقا ودجلا، ضربات الامبريالية الجوية لـ”داعش”، فقط من اجل ان يظهر للمجتمع الدولي، وتحديدا ً للولايات المتحدة الامريكية، انه في نفس الخندق معها من اجل محاربة الارهاب، بهدف إعادة الاعتراف به كنظام شرعي في سورية، وكلاعب محلي ضمن الحدود السورية بل العلوية.

السؤال هنا، هل ستوسع القوات الامريكية ضرباتها الجوية على تنظيم “داعش”، وتشمل سورية من دون التنسيق مع روسيا، غير آبهة لا للنظام السوري ولا للنظام الايراني، ام ستبقى ضربات محدودة وخجولة ضمن الاراضي العراقية فقط؟ لننتظر المرحلة القادمة.

السابق
هل التفاؤل بقرب حصول انتخابات رئاسية في محله؟
التالي
روبرت فورد: مساعدة واشنطن للأسد سيضاعف عدد المنضمين لـ’داعش’