العلاقات السعودية – الايرانية: حاجة إيرانية ام ضرورة سعودية؟

ايران و السعودية
كيف قرأ المحللان السياسيان راشد فايد وقاسم قصير إعادة تفعيل العلاقات السعودية-الإيرانية؟ وما هي تأثيرات هذا التقارب المستجّد على الساحتين المحلية اللبنانية والإقليمية؟

كيف قرأ المحللان السياسيان راشد فايد وقاسم قصير إعادة تفعيل العلاقات السعودية-الإيرانية؟ وما هي تأثيرات هذا التقارب المستجّد على الساحتين المحلية اللبنانية والإقليمية؟

 

يشكّل لبنان من حيث موقعه وامتداداته، كونه طرفا في الصراع الاقليمي عبر حلفاء معتمدين، “مسرحا لتبادل الرسائل ولإنتقال نار الازمة الاقليمية اليه”. هذه الخلاصة هي ما يرددها المحللون والتي يمكن الخروج بها من سلسلة قراءات ولقاءات السياسيين اللبنانيين. “جنوبية” حاورت مقربين من طرفي النزاع في لبنان (8 و14) وهما المحللان السياسيان قاسم قصير وراشد فايد. فماذا يقولان؟
بداية، يرى المحلل السياسي قاسم قصير، المقرب من قوى 8 آذار، أنّ “التطورات في سوريا والعراق والتقدم الذي وصلت اليه داعش هو ما دفع باتجاه اللقاء السعودي الايراني”. وبحسب رأيه: “جاءت الاحداث في العراق وتنحيّ نوري المالكي كمؤشر ايجابي تجاه السعودية، اضافة الى ترحيب السعودية بتسلم حيدر العبادي السلطة، وإلى الاحداث في اليمن التي تُخيف السعوديين، لا سيما بعد التطورات الاخيرة وكونهم ايضا معنينون بالحوار، وجاء اللقاء اذا مع الايرانيين. وبالتالي، الطرفان بحاجة للحوار مع بعضهما لان هناك مخاطر حقيقية تحيط بالطرفين”.
وبحسب قصير، “تُعتبر هذه اللقاءات بداية حوار قد لا يؤدّي إلى اتفاق واضح، ولا يزال من المبكر استباق نتائج التواصل خصوصاً أنّه لا يزال في بداياته، وهذا له علاقة بالطرفين لانهما لديهما مطالب محددة، ولكن المتغيرات في المنطقة جعلتهما يبحثان عن ملفات مشتركة”.
وعن انعكاس التوافق السعودي- الايراني على الساحة اللبنانية، يرى المحلل السياسي قاسم قصير انه: “ميدانيا، يوجد في لبنان نقاط خلاف لا علاقة لها بالعلاقات السعودية –الايرانية، وهي تعود الى العامل الاقليمي، لكن لا يمكن التغاضي عن الوضع الداخلي، والتوافق الذي يساعد على ايجاد بيئة مناسبة، وكل ذلك طبعا يحتاج الى وقت”.
ويضيف قصير: “على صعيد الانتخابات الرئاسية مثلا، لن يتراجع عون الا بعرض مغر، فالعماد عون يرفع السقف عاليا حيث يدعو الى تغيير في النظام السياسي الداخلي، ولكن أي تطور ضخم قد يُبدد الازمة السياسية كحادثة عرسال مثلا، ولكن لا يمكن ان ننسى ان ثمة ملفات معلقة ادت الى التأزم، ومنها تهديد رئيس مجلس النواب نبيه بري بالذهاب الى حافة الهاوية”.
أمّا عن أيّ أفق للحل، يؤكّد قصير ان: “المطلوب من قوى 14 آذار التنازل”. ولفت الى انه “يمكن ان تُحل الازمة في سوريا والعراق، ولا يمكن ان تحل في لبنان”.وابدى تشاؤما حيال الحل في بيروت لان الامور ستأخذ وقتا “على الطريقة الايرانية في معالجة الامور، وعلى الطريقة (العونية)”.
في المقابل، اعتبر المحلل السياسي راشد فايد- المؤيد، لقوى 14 آذار أنّه “لا يمكن إنكار ما يجري في المنطقة حاليا، لا سيما بعد استبدال نوري المالكي بحيدر العبادي، والذي شهد انفراجا على صعيد الازمة العراقية، مع استخدام الطرف الاميركي حق الاعتراض”.

وتابع فايد: “من الواضح ان الاتفاق االعراقي الداخلي يحظى بتأييد عربي من دول الخليج ايضا ولا احد ينكر ان ما يجري في لبنان من استمرار للفراغ وامكانية التمديد لمجلس النواب مرة ثانية هما نتيجة التدخل الايراني على الساحة اللبنانية، لذا يبدو اللقاء الزيارة (حسين عبداللهيان) الى السعودية امكانا للتفاؤل بحلحلة الوضع اللبناني من جهة، والوضع في سوريا من جهة والمعارضة من جهة ثانية والجيش السوري الحر الذي لن تتخلى عنه السعودية مع ادانتها لاعتداءات النظام على المدنيين”.
وشدّد فايد على انه “بالنسبة للبنانيين، يسمح اللقاء السعودي- الايراني لهم بالتفاؤل”. ورأى انه “لا يملك التصوّر الواضح بعد، لكن من الطبيعي انه هناك حالة اقليمية عامة من ضمنها لبنان تنتظر تحويل الوضع الهش الى استقرار، وستنطلق، بحسب فايد، المفاوضات من جنيف(1) وجنيف(2)”.
ويؤكد انه “حين تأتي كلمة السر من طهران الى حزب الله، تصبح جميع الامور ايجابية”. “ولا شيئ بلا ثمن”، بحسب فايد، “وثمن تكليف العبادي في العراق هو تطويق داعش، وكل شيء بثمن”.
ويرى انه “لا يمكن تقدير الثمن الذي ستقبضه طهران بعد. ومن قال ان طهران قادرة على فرض شروطها في ظل الملف النووي والازمات الداخلية الايرانية؟”.
وردا على سؤال حول ما يُشاع عن علاقة بين انطلاق الصواريخ من الجنوب في تعثر ملف المفاوضات مع واشنطن كما يرى البعض، يؤكد فايد ان “لا مصلحة لحزب الله في فتح جبهة مع اسرائيل الان لانها لا تقدم ولا تؤخر. وليس قادرا على خوض الحرب الان، وهذه المنصات ليست الا تضخيما ومفاعيلها ليست ضخمة، والكلام ان ايران تستفد منها ليس الا هراء”.
وبحسب فايد، “لايران مصلحة في المرحلة القادمة على التوافق مع واشنطن وهو امر مهم لروحاني كونه يعزز وضعه الداخلي”.

السابق
إيران تعدل قلب مفاعل أراك
التالي
بري يبحث مع قهوجي في حضور وزير المال في تسليح الجيش