هكذا ترسم حدود الدولة الداعشية

إن أي عملية تمدد لحدود الدولة الداعشية او تقلصه محكومة بالضرورة لمجموعة تقاطقات إقليمية ودولية يتشارك فيها اللاعبون الكبار فقط. لذا نجد ان محاولات التهويل التي مارسها حزب الله على اللبنانيين كالاعلان عن مبايعة لواء فجر الإسلام لابي بكر البغدادي قبل أيام قليلة على احداث عرسال من اجل القول ان الداعشية وصلت الينا وصارت بين ظهرانينا وبان لبنان اصبح في دائرة الخطر الوجودي هو فقط لهدف الاستثمار السياسي الذي بدا واضحا في الاعلام الممانع.

إن أي عملية تمدد لحدود الدولة الداعشية او تقلصه محكومة بالضرورة لمجموعة تقاطقات إقليمية ودولية يتشارك فيها اللاعبون الكبار فقط. لذا نجد ان محاولات التهويل التي مارسها حزب الله على اللبنانيين كالاعلان عن مبايعة لواء فجر الإسلام لابي بكر البغدادي قبل أيام قليلة على احداث عرسال من اجل القول ان الداعشية وصلت الينا وصارت بين ظهرانينا وبان لبنان اصبح في دائرة الخطر الوجودي هو فقط لهدف الاستثمار السياسي الذي بدا واضحا في الاعلام الممانع.

الصعود المفاجيء لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) وسيطرته السهلة على مناطق واسعة ومهمة جدا من العراق ترافق مع الكثير من علامات الاستغراب والتساؤولات الكبيرة عند المتابعين. هذه التساؤولات التي والى اللحظة لم يتم الإجابة عنها بشكل وافي ومشبع بحيث تتوضح معها صورة المشهد الطارئ بكل تداعياته ومخاطره على المنطقة.
واحدة من هذه التساؤولات الكبرى والتي تثير الريبة، هي عن جغرافيا الحدود الفعلية لدولة الخلافة، لان مقاربة هذه الاشكالية قد تفتح لنا أبواب موصدة تساهم في عملة الفهم عن طبيعة خلفيات مكون هذا المخلوق الجديد.
وقبل الدخول بالحديث عن الحدود المفترضة لهذه الدولة بحسب ما وزعه التنظيم نفسه من صور مع الالتفات هنا على عدم إمكانية التأكد من صحة ورودها وبانها ليست اكثر من مادة إعلامية يستفيد منها من يريد ويستخدمها في دعايته السياسية لتخدم اهداف غير خافية على احد، كان لا بد أولا من الإشارة هنا الى المعطى الفكري والى المرتكز الفقهي الذي من المفروض انه المتحكم الأول في كل ممارسات وكل ما تقدم عليه داعش، لدرجة عدم مراعاته او الوقوف على المترتبات الناتجه عنه بل ومباهاته لافعال إجرامية وتصويرها ومن ثم عرضها على الملىء طالما انها تتكئ على رواية من هنا او على فتوى من هناك وبغض النظر وبدون أي التفات للمردود السلبي وللانعاسات الكارثية التي تلحق بصورته جراء كل ذلك، طالما انها تستند بحسب رأيهم على الموازين ” الفقهية ” وتتطابق مع مفهوم الحكم الإلهي.
فاذا ما كان هذا التنظيم يحرص كما يدعي على الاتيان بادق الاحكام الشرعية، فهذا يعني حكما بان حدود دولة الخلافة يجب ان ترسم فقط وفق الرأي الفقهي، وعليه ينبري هنا السؤال البديهي: لماذا تكون حدود ” الامة الإسلامية ” ودولة الخلافة فقط على ارض العراق والشام ؟؟ ولماذا سُلخت عنها مساحات أخرى مترامية وخرجت من تحت أحضان ” امير المؤمنين ” وحرمت بالتالي من نعمة الانضواء في ظلال بركاته الوافرة، فما هو ذنب القسطنطينية، ولماذا خرج إقليم فارس، وأين بلاد الكنانة وبلاد السند وسجستان وقرطاج وبلاد المغرب والاندلس وغيرها ؟؟؟
لعل الإجابة عن هذا السؤال يظهر لنا بما لا يدع مجال للشك بان من يقفون خلف هذا التنظيم ويدعمونه ويوجهونه من تحت الستارة انما يرسمون له حدودا وجغرافيا تنسجم تماما مع مشروعهم في المنطقة ولا يمكن تجاوزها قيد املة وباي اتجاه كان الا وفق حساباتهم ومصالحهم.
فتصبح أربيل منطقة محرمة على ” مجاهدي ” الخليفة كما سد الموصل ومناطق الساحل السوري وكما عرسال والمناطق اللبنانية.
وبالتالي فان أي عملية تمدد لحدود الدولة الداعشية او تقلصه محكومة بالضرورة لمجموعة تقاطقات إقليمية ودولية يتشارك فيها اللاعبون الكبار فقط لذا نجد ان محاولات التهويل التي مارسها حزب الله على اللبنانيين عبر الإيحاء الإعلامي الذي سبقته خطوات بهلوانية كالاعلان عن مبايعة لواء فجر الإسلام لابي بكر البغدادي قبل أيام قليلة على احداث عرسال من اجل القول ان الداعشية وصلت الينا وصارت بين ظهرانينا وبان لبنان اصبح في دائرة الخطر الوجودي فقط لهدف الاستثمار السياسي الذي بدا واضحا في الاعلام الممانع.
هذه المخطط الجهنمي الذي سرعان ما تهافت ولم يصمد ولم يؤت ثماره السياسية، لان الطرف الاخر يعرف هو أيضا بان لعبة حدود دولة داعش هي ممسوكة جيدا ولا يتمكن طرف واحد كالنظام السوري او غيره من ” تمغيطه ” او العبث به من اجل تسييله في الاستثمار الخاص مهما علا الصراخ والريبورتاجات الإعلامية التي تخدم هذا التوجه، وعليه فان الطرف الاخر يعرف تماما بان حدود لبنان لا تزال الى اللحظة خارج دائرة الحدود الداعشية، لان هذه الحدود لا ترسم وفق الخطب المنبرية او على الشاشات وانما ترسم في مكان اخر وفق المفاوضات الدائرة بين الكبار.

السابق
التكية المولوية في طرابلس لولا الاتراك لاندثرت
التالي
لبنان ينضم إلى تحدّي “دلو الثلج”: سطلي أحلى من سطلك