مقابلة السيد حسن: الملوخية بدل 1701

انشغلت جماهير  حزب الله بالفريق الذي يشجعه السيد في المونديال، وعدد الشقق التي يسكنها والتنقل بينها، واللون المفضل عنده وطريقة تعامله مع أولاده واحفاده، والحياة الطبيعية التي يعيشها في ظل حياة غير طبيعية يعيشها سكان الضاحية. ولان المطلوب هو فقط الاستغراق في شعور "الانتصار" المحقق ولو على المنابر والشاشات والذي لا يمت لواقع الناس باي صلة عمل على استحضار شعار "اعدكم بالنصر دائما" واستبدل الحديث عن 1701 بالملوخية .   

لا شك أنّ طبيعة الصراع الذي خاضه حزب الله مع العدو الإسرائيلي لسنوات قد اعانه على تراكم كمّ هائل من التجربة والخبرة، خصوصا بجانبه المتعلق بالشأن الإعلامي  والنفسي، هذا الجانب الذي يؤكد على أهميته دائما امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في أغلبية خطاباته، حتى كأنه صار مسكونا فيه، ومسيطرا على آلية تفكيره، ومن هنا نلاحظ اعتماد حزب الله الدائم على تكرار نفس التجربة واستعمال نفس الادواة والعناصر التي كان يستعملها، حتى مع خصومه السياسيين في الداخل اللبناني.

فلو سلمنا جدلا بأحقية الاستفادة من هذا المخزون المتحصّل، واستعماله في معاركه السياسية ولو مع خصوم الداخل، باعتبار انه يخدم مشروعه ويحصنه من الايادي التي تريد النيل منه، ولا فرق حينها بين عدو او خصم.

الا أنّ الغير مفهوم هو اللجوء الى نفس تلك الاساليب والوسائل واعتمادها حتى مع جمهور الحزب ومناصريه، وهذا ما يشعرك بوجود نوع من الجبهة المفتوحة دائما بين قيادة الحزب من جهة وبين اتباعه من جهة أخرى …وكدليل على ذلك ما كان بذله السيد نصرالله من جهد وعناء من خلال الحاجة الى الكثير من الاطلالات واعتماده التكتيك النفسي والتدرج البطيء في إيصال فكرة مشاركته بالقتال الى جانب بشار الاسد وتحويل بندقية المقاومة (طبعا المقصود هنا هم الجماهير وليس عناصر الحزب).

وفي نفس مندرجات هذا السياق جاءت المقابلة التي أجرتها صحيفة ” الاخبار” المدعومة من الحزب مع أمينه العام بحيث كان القسم الأكبر من تلك المقابلة يهدف بشكل أساسي الى إعادة تلميع صورة السيد الشخصية بعد ما أصابها من بهوت جراء ما لحق بالبيئة الحاضنة من اضرار وخسائر كبيرة وما رافق ذلك من عداوات جعلت من الشيعة بشكل عام ومن جمهور الحزب بشكل خاص يعيش حالة من العزلة والخوف من المستقبل, ما جعل من التساؤلات التي تكاد تلامس النقاش عن جدوى استمرار السير خلف قيادة الحزب ووعودها المتكررة بلا أي جدوى.

ومن اجل التغطية على كل ذلك وبدل الدخول في نقاش حقيقي وتحميل المسؤوليات، كما هو مفترض بأي مقابلة مع شخصية سياسية، تنعكس خياراتها ومواقفها على حياة كل الناس من حولها، كان التركيز وبطريقة هوليودية على مكان اخر وهو تطلبه الجماهير، كما يجري عادة مع الفنانين والنجوم والممثلين.

وانشغلت الجماهير بالفريق الذي يشجعه السيد في المونديال، وعدد الشقق التي يسكنها والتنقل بينها، واللون المفضل عنده وطريقة تعامله مع أولاده واحفاده، ومتابعته للفيس بوك والتويتر، والحياة الطبيعية التي يعيشها في ظل حياة غير طبيعية يعيشها سكان الضاحية.

طبعا كل هذا جاء في لحظة نشهد فيها  اشتعالا  للمنطقة وتدهور غير مسبوق لمؤسسات الدولة وفي مناسبة ذكرى حرب تموز، التي جّرت على البلد ما جرّت، ولان المطلوب هو فقط الاستغراق في شعور “الانتصار” المحقق ولو على المنابر والشاشات والذي لا يمت لواقع الناس باي صلة فعلية، عمل على استحضار شعار ” اعدكم بالنصر دائما ” واستبدل الحديث عن 1701 بالملوخية .

السابق
أكثر من 40% من اللاجئين السوريين يعيشون في خيام وملاجىء
التالي
دياب لم يقتل خنقاً… وهذه تفاصيل الجريمة واسبابها