مياه الضاحية تهدرها القساطل المهترئة وتختلط مع الرمال!

المياه
بدأنا منذ سنة حملتنا الإصلاحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بامكاناتنا المتواضعة فنحن ليست لدينا قدرة إلا بتحريك الملفات عبر وسائل الإعلام المختلفة ، وقد التمسنا تجاوباً ملحوظاً في بعض الملفات ورأينا إنجازات مقبولة على مستوى بعض القضايا التي طرحناها ، وإن كان البعض رجمنا بحجارة الهجر واللعن والبراءة ! وعند الله نحتسب أنفسنا وحماة أصحابنا.

لم يُقصِّرْ سكان ضاحية بيروت الجنوبية في تأدية الواجب الوطني بدفع ما تتطلبه منهم شركة المياه من خلال دفع الاشتراك السنوي وما يرافقه من مستلزمات مالية، ولكن الشركة تكافئ هؤلاء بتدني مستوى الخدمة.

ففي السنة الماضية ومع دنو فصل الصيف وبسبب أو دون سبب قامت الشركة بضَخِّ مياه المجارير ورمال مترافقة مع مياه الشركة، وضَجَّتْ يومها الأوساط الشعبية في الضاحية من فداحة الحدث، وكاد الحدث يومها أن يشكل كارثة صحية فقامت يومها الدنيا وقعدت لتنفي الخبر، ولكن الواقع ما أمكن تكذيبه، بل تواتر الخبر على ألسنة الناس وجاء هذا التواتر ليؤكد ما جرى!

وقد كانت شحة الأمطار إحدى ذرائع القيمين والمسؤولين يومها! وهي حجة لا تبرر الحدث؛ وفي كل عام تقوم الشركة بضَخِّ الرمال المترافقة مع المياه دون القيام بتصفية المياه كما تفعل الشركات التي تحترم نفسها، وفي هذه السنة ومع دخول الصيف تتكرر الحادثة دون رقيب أو حسيب وكأن مواطني الضاحية من الدرجة العاشرة وغيرها من المناطق من درجات متقدمة في الممواطنة!

اقرأ أيضاً: مولدات كهرباء الضاحية… كارثة بيئية وصحية

وهناك ملف ما زلنا نثيره دون الاستجابة من المعنيين، وهو ملف قليل الكلفة قياساً على وعود انتخابية أطلقها الساسة في ملفات أخرى مشابهة ، ألا وهو ملف إصلاح قساطل المياه المنفجرة التي تقدر بالآلآف والتي تتسرب منها المياه تحت الطرقات وإلى جانب الأرصفة في مختلف شوارع وأزقة ضاحية بيروت الجنوبية، مضافاً إلى ملاحقة العيارات المفتوحة والشفاطات المتوزعة على عدد كبير من أبنية الضاحية والتي تقدر بعشرات الآلآف، إلى جانب نزيف المياه المتواصل من طابات المياه المتهالكة التي تقدر بعشرات الآلآف أيضاً، إلى جانب البيوت التي تستخدم المياه دون رقيب وحسيب وبدون اشتراك في شركة مياه بيروت وضواحيها!

ولا ننكر أن نظير هذه المشكلات موجود وبقوة في بقية المناطق اللبنانية وفي بعضها بقوة كبيرة وفاحشة دون رادع من خوف من الله ولا حسيب ورقيب من الناس!

اقرأ أيضاً: معمل النفايات في الضاحية: حتى متى وإلى متى؟

وهذه الأزمة عامة البلوى في كل لبنان، ولكننا نتكلم عن منطقتنا بشكل خاص ، فمعالجة هذه المعضلة المزمنة منذ الحرب الأهلية وما بعد انتهاء الحرب الأهلية لا تحتاج سوى إلى فريق عمل متواضع من اتحاد بلديات الضاحية للصيانة وتغريم المخالفين وهذا يعود بريع يكفي لسد نفقات الإصلاحات المرتقبة. فلماذا قعدت الهمم عن مواجهة هذه المشكلة التي بحلها تؤمن وفراً كبيراً في المياه قد يحول دون انقطاع المياه صيفاً وشتاءً عن أهلنا في الضاحية التي قدمت أكثر من غيرها لبقاء الوطن وحماية حدوده الجنوبية والشمالية؟ فلماذا هذا القعود؟

كم ذا القعود ودينكم

هدمت قواعده الرفيعة

 

السابق
جعجع واسحاق يوضحا موضوع اللافتات المرحبة بباسيل
التالي
جبق افتتح مؤتمر الجمعية اللبنانية لأمراض الجهاز الهضمي