«جنوبية» يرصد دعوى «حضانة» تحوّلت إلى إبتزاز بنشر صوَر مزيّفة!

هكذا تحولت قضية نزاع حول حضانة الى قضية تهديد وابتزاز بصور مزيّفة غير لائقة.

في بلد تبدو به هيبة الدولة هشة، تصبح به التهديدات المرفقة بعبارة “مش فارقة معي الدولة” أمراً عادياً، هذا ما حصل مع الفتاة (ن.س) وعائلتها بعد تلقيها اتصالات من شخص مجهول طلب فيها أن تجبر شقيقها (ع.س) بالتنازل عن دعوى حضانة ابنه لزوجته السابقة (اجراءات الطلاق مستمرة)، وإلا سيقوم بتركيب صور غير لائقة مزيّفة لها ولوالدتها ونشرها.

وفي التفاصيل، تواصل موقع جنوبية مع الفتاة وهي من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان وتسكن في شرق بيروت، وقد أخبرتنا عن القصة بتفاصيلها دون ذكر الاسماء لأسباب  أمنية وقالت: “تقدم اخي الذي يقوم باجراء معاملة طلاق، بدعوى حضانة إبنه في احدى المحاكم الجعفرية، ونتيجة لتوقع ان يصدر الحكم لصالحه كون ابنه سيبلغ عمره سنتين بعد شهرين، فوجئنا بشخص مجهول يتصل من رقم غريب مع والدتي (ز.س) منذ 4 أيام، يدعي بأنه من قبل زوجة أخي (م.ب)، وقام هذا الشخص بالتهديد بتركيب صور  غير لائقة لوالدتي ولي أنا اذا لم يبادر اخي الى اسقاط دعوى الحضانة، وهدّد أيضاً حياتنا، وقال أنه مطلوب للدولة وعليه مذكرات توقيف كثيرة إلا أنه “لا يخاف الدولة”.

وأضافت: “نتيجة للضغط النفسي التي تعرضت له والدتي، قمت بإتلاف خطها الخليوي كي لا يعود ويتواصل معها، إلا أنه بعد ذلك تواصل معي أنا، ويعيد نفس الكلام والتهديدات، إلا أنني هذه المرة قمت بتسجيل المكالمة، وقمت بمسايرته كي يواصل الكلام، ونتيجة ذلك، قال أن شقيقة زوجة أخي ووالدها قاموا بمساعدته بذلك وقاموا بتهريبه سابقاً وبالتالي هو يريد “رد الجميل” لهما، وقال أنه يسكن في البقاع ويريد أن نلتقي بمكان شعبي وكرر قوله بأنه لا يكترث بسلطة الدولة”.

وأوضحت (ن.س) أنه بعد تسجيل هذه المكالمة وبدء تواصلها مع أجهزة الدولة، حظرت رقمه، إلا أنه عاد وتواصل مع والدتها على رقم مكان عملها، وكرر التهديدات، وقال بأنه سوف يستبدل رقمه، وهو يستبدل رقمه كل خمسة أيام لأنه مطلوب وفار حسب قوله.

قرأ أيضاً: ما صحة «الخطر الزلزالي» الذي يهدد سد بسري؟

وعن التواصل مع الأجهزة الأمنية، قالت: “تواصلت مع جهاز مكافحة الجرائم المعلوماتية، وقالوا أنه علينا الإنتظار ليوم الإثنين لتقديم شكوى للنيابة العامة وعندها يتحركون، وأشاروا الى أنهم لا يمكنهم فعل شيء قبل ذلك”.

وعن إمكانية أن يكون الشخص الذي يهددها مدعوما من أحد الأطراف السياسية بالبلد، لم تؤكد ذلك ولم تنفه حيث قالت: “من الممكن ذلك نتيجة الثقة التي يتكلم بها، ومن الممكن أن يكون مدعوما من شخصية داخل الدولة، فرقمي ورقم أمي السابق قد يكون حصل عليهما من عائلة زوجة أخي، أما رقم عمل أمي فهو مجهول لديهم، بالتالي قد يكون حصل عليه بمساعدة جهة الدولة”.

حادث مفتعل.. وانتحال صفة أمنية

في شأن آخر، أشارت الفتاة (ن.س) أن الشخص الذي يبتزها لم يعاود الإتصال بها منذ أمس، لكن قبل أن يتواصل معنا بيوم، تعرض أخي لحادث سير حيث دهسته سيارة ولاذت بالفرار، وقام هذا الشخص عند تواصله معنا بالقول أنه مسؤول عن الحادث، ولكن هذا الشخص يكذب باستمرار حيث ذكر لوالدتي في أول اتصال أنه من فرع المعلومات، إلا أنه عاد وانكر ذلك عندما واجهته بقوله أنه مطلوب، ونفى ادعائه بأنه عنصر بفرع المعلومات.

وأضافت: “تواصلنا مع فرع المعلومات، ورقمه (المبتز) أصبح بحوزتهم لكنه يعمد على اغلاقه وهم بانتظار أن يفتحه، وبالتالي من المتوقع عدم تواصله منه مجدداً أو من أي رقم آخر، إلا أننا نريد أن نعرف من هو لأننا نعيش بخوف كبير منذ بدء القصة، ولم نقوم بإخبار أخي عن ما حصل كي لا يقوم بردة فعل عكسية تحول القضية ضدنا”. وقالت أن القضية تطاله هو وعائلة زوجة أخي، وسنقوم يوم الإثنين بتقديم دعوى بالنيابة العامة وسنتابع الملف الى الآخر. ولكن نأمل ألا يحصل لنا شيء قبل الإثنين خصوصاً أن أخي سيقوم بجلب ابنه اليوم في موعد زيارته لنا. ونشكر الأجهزة الأمنية على التجاوب رغم القلق الذي سنعيشه في ال48 ساعة القادمة، ونطالب بمتابعة الموضوع كي تعود حياتنا الى طبيعتها.

السابق
دوامة الشرق الاوسط
التالي
سامر رضوان…مغامر في زمن الخذلان!