مقال خطير عن «عكاظ» السعودية: كيف نقضي على حزب الله؟!

حزب الله لبنان
كتب الصحافي أحمد عدنان في صحيفة عكاظ السعودية مقالا خطيرا يتقصى فيه مكامن قوة حزب الله وكيفية القضاء عليه. وقد جاء فيه:

“في ظل التصعيد الإقليمي والدولي ضد ​إيران​، لا بد الالتفات إلى حزب الله بذات الاهتمام الموجه لايران، فالحزب الإلهي ليس مجرد وكيل للحرس الثوري الإيراني، إنما هو امتداد عضوي لحرس “الإرهاب”، واوضحت انه هناك من يرى بأن حزب الله ابتلع الدولة اللبنانية، لذا فالعمل واجب على مرحلتين؛ الأولى عزل حزب الله عن الدولة اللبنانية، أو إخراج الدولة من معدة الحزب، والثانية هي الاستئصال الموضعي للحزب بعد عزله عن حلفائه”.

واوضح انه من الممكن توزيع قوة حزب الله إلى 4 مراكز القوة: العقائدية والأخلاقية، القوة المالية، القوة العسكرية والقوة السياسية، القوة العقائدية هي انعكاس لبقية القوى، أي أن حزب الله قوي عقائديا بسبب قوته المالية والسياسية والعسكرية، وليس العكس.

واعتبر ان اخطر الثغرات استخدام الحزب للدولة اللبنانية كمنفذ تمويلي لخدمات الحزب، ومن أمثلة ذلك: نفوذ الحزب في المنافذ الجمركية (المطار والميناء)، واستخدام الوزارات الخدمية مثل وزارة الصحة التي يتولاها أحد أنصار الحزب، او الوزارات الأخرى التي يستخدمها حلفاء الحزب، ولفت الى ان ثاني الثغرات استخدام حزب الله لشخصيات سنية ومسيحية في تمويل نشاطاته وتنويع مصادر دخله، أو استخدام هذه الشخصيات من خارج طائفته لتوسيع سلطته داخل الدولة، وهؤلاء يجب أن تشملهم العقوبات.

اقرأ أيضا: حزب الله الأيديولوجي من التمرد على «النظام» إلى تبنّي خطاب «الأنظمة»

ورأى أن لبنان يجب ان يعامل كالمريض الذي يرفض العلاج، وانه من الضروري أن يشعر المواطن اللبناني بأن التصاقه بالحزب، أو حتى مجرد سكوته، سيؤدي إلى خسارة مالية مباشرة عليه أو تعطيل مصالحه كفرد، وما ينطبق في المال يمتد إلى ال​سياسة​، فأهم سند لقوة حزب الله، أنه مركز توزيع السلطة في لبنان، فمن يحالفه يصبح رئيسا للجمهورية، ومن يعاديه يتسول حصته في الحكومة أو يتم إهماله. ولإضعاف قوة حزب الله السياسية – كما المالية – يجب أن تتوقف تماما قدرة حزب الله على منح السلطة، وأن يفقد قدرته على استخدام الدولة اللبنانية كوسيلة تمويلية أو خدماتية، وأن تشمل العقوبات كل شخص يتحالف معه سياسيا أو ماليا، فحليف حزب الله هو حزب الله أيضا.

وتابع قائلا “باختصار يجب أن يدرك رجال السياسة والمال في لبنان بأن حزب الله مريض بالجرب، ومن يقترب منه سيصاب بالعدوى، ولدينا عدة أمثلة في هذا السياق تجربة مصر في عزل واجتثاث جماعة الإخوان. وتجربة العالم في التعامل مع النازيين والنازية بعد الحرب العالمية الثانية. كما تجربة الولايات المتحدة مع ​تنظيم القاعدة​ ثم داعش”.

واعتبر ان إضعاف قوة الحزب السياسية من أسبابها تقوية موقع رئاسة الحكومة، فهذا الموقع هو الرمز الحقيقي والتنفيذي للدولة، وكلما تقدمت الدولة تراجعت الميليشيا، وفي هذا السياق من الضروري تغيير قانون الانتخاب لأنه يتيح لعملاء الحزب من الطوائف الأخرى الدخول إلى البرلمان وبالتالي تمكين الحزب من السلطة، ومن اللازم مقاطعة كل وزارة يتولاها الحزب، أو كل مؤسسة داخل الدولة تسلل إليها الحزب تعيينا أو انتخابا، وفرض عقوبات على كل مسؤول او موظف يمثل الحزب في الدولة أيا يكن موقعه،و تروج أوساط حزب الله بأنه يقبل تسليم سلاحه مقابل تعديل اتفاق الطائف لمصلحة الشيعة (والمسيحيين أيضا ضد السنة)، وهنا لا بد من رسالة واضحة بأن تأسيس الميليشيات – والتحالف معها – وتجاوز القانون، لن يؤدي لأي مكاسب سياسية، إنما العكس، سيؤدي إلى خسائر فادحة، وإلا لأصبح تشكيل الميليشيات سنة دائمة في كل ​الدول العربية​.

وشدد على ان المدخل السليم والناجع للتعامل مع حزب الله يكمن في تفعيل الاتفاقية العربية ل​مكافحة الإرهاب​، والتزام لبنان ببنود هذه الاتفاقية – مع القرارين الدوليين 1559 و1701 – وهو أساس أي انتعاش اقتصادي يستحقه اللبنانيون وأساس كل دعم مالي وتنموي تستحقه الدولة، فمن يرد النجاة له الطريق، ومن يرد الغرق فتلك سفينة إيران “حزب الله” المثقوبة”.

السابق
ألمانيا وحانة البصل
التالي
كاميليا انتخابي فرد.. رئيسة تحرير «اندبندنت الفارسية»