«بروفا».. قضايا جريئة عن التنمّر ومشاكل المراهقين

بروفا
اختارت الكاتبة السورية "يم مشهدي" العودة بعد غياب بتقديم قصة درامية تحمل ثيمة جديدة، كعادتها بحثت عما يشغل حديث السوشال ميديا. فجاء "بروفا" أول مسلسل تكتبه يم للدراما اللبنانية يطرح قضية التنمر في المدارس بين المراهقين.

تنطلق الأحداث من مدرسة خاصة في لبنان، تجمع داخلها طلاباً في المرحلة المتوسطة، رغم عدم تعريفهم بصفوف معينة أو فرض لباس مدرسي خاص عليهم. إلا أنّ الشريحة العمرية التي اختارتها الكاتبة لمناقشة قضاياها هي الأكثر حداثة في الدراما اللبنانية.

التعامل مع القُصّر يأتي من باب علاقات المراهقين ببعضهم البعض داخل المدرسة، مع تشعب القصص لتخرج من حدود المدرسة إلى منازل الطلاب حيث تتشكل خلفيات الحدث ويتعرف الجمهور على عوالم المراهقين الداخلية في صورة مغايرة للتي يحاولون بناءها أمام زملائهم في المدرسة.

لم يأتِ بالمقابل التركيز على وضع المدرسين أو على قصصهم الشخصية، في حين انصبّ التركيز على قصة “ليال” مدرسة المسرح التي تدخل المدرسة بالصدفة وتعيش حالة إعجاب بمدير المدرسة القادم من مصر حديثاً إلى بيروت.

اقرأ أيضاً: سيرين عبدالنور: ممثلة مغنية وإنسانة!

الدفء الذي يقدمه العمل في منح الشخصيات الحيوية تحترف في تقديمه المخرجة رشا شربتجي وسط منح فرص جديدة لعدد من الشباب اللبنانيين للعب أدوار درامية رئيسية بعيدة عن الوجوه المعتادة في السنوات الأخيرة، فنلمح قصصا تتحدث عن العلاقات الجنسية التي تصل حدّ الابتزاز، والغيرة بين الطالبات، ومشاكل السمنة وسواد البشرة في استعراض لحالات تنمر حديثة زاد من وطأتها انتشار السوشال ميديا وإدمان المراهقين عليها.

في حين يضم العمل في قائمة أبطاله عدداً من الممثلين اللبنانيين الذين يقدمون شخصيات متوازنة من حيث المساحة دون أن يطغى أحدها على الآخر، في حالة جديدة للدراما اللبنانية من حيث البطولة الجماعية. وهي ميزة تتقنها يم في نصوصها بحيث تمنح كل الشخصيات سمة استثنائية كأنها تلبسها رداءً خاصاً، فتخرج الشخصية سلسة وعميقة بذات الوقت. وهنا تكمن اللعبة في وقوف المسلسل بمنتصف الطريق بين إطار مسلسلات “اللايت كوميدي” والمسلسل الدرامي الاجتماعي، وهكذا تبدو الشخصيات كأنها تقف على مسرح وتؤدي بروفا في الحياة لتختبر مشاعرها في الحب والخوف والتمرد والتفاؤل.

اقرأ أيضاً: فصام الدراما: بين تصوير الغنى الفاحش وواقع الفقر الشديد!

مع ذلك، لا يمكن التغاضي عن تعديل الخط السوري وحذفه كونه يتعارض مع الواقع كما صرحت الشركة المنتجة، وهو يرصد حالات التنمر القائمة على العنصرية تجاه السوريين في بعض المدارس اللبنانية، في حين نلحظ عدم تمجور القصة حول شخصية الفنانة ماغي بوغصن في بادرة مختلفة عما تقدمه ممثلات الدراما اللبنانية في السنوات الأخيرة.

السابق
هل يتوقف برنامج رامز جلال في منتصف العرض؟!
التالي
علي فضل الله: نتطلع إلى بناء دولة تقوم بمسؤولياتها