هل يتجه المستشفى الحكومي في صيدا نحو الخصخصة؟

شعرت بالغضب والاشمئزازعندما استمعت الى الموظفة في المستشفى الحكومي في صيدا ريان كالووهي تخبر الزميلة الين حلاق عن موظفة باعت خاتمها الزوجي من اجل ان تشتري حليبا وفوط صحية لطفلتها. من جهة اخرى شعرت بالفخر بتلك الموظفة التي لم تتنازل عن واجبها تجاه الطفلة في حين تتخلى سلطتنا عن واجباتها تجاه المواطنين وعن حقوق موظفيها.

اليوم الجمعة، ارسل رئيس لجنة الموظفين خليل كاعين رسالة صوتية للعاملين في المستشفى يخبرهم ان الادارة تراجعت عن اقتراحها بتجميد سلسلة الرتب والرواتب وهو اقتراح قديم للادارة وسبق الاضراب الذي نفذه العاملون للمطالبة بدفع رواتبهم المتأخرة واصلاح وضع المستشفى.

يوم السبت الواقع فيه 11 أيار 2019 اعلن العاملون تعليق الاضراب لمدة 15 يوما بناء على وعد نالوه من اطراف معنية بتأمين المال اللازم لدفع الرواتب، وان المكتب الاعلامي لوزير الصحة اعلن انه بمسعى استثنائي مع رئيس الحكومة ووزير المالية سيتم تأمين المال اللازم لدفع رواتب ثلاثة اشهر وان الامورسلكت حيز التنفيذ اداريا. لكن يبدو ان المساعي الاستثنائية بين اركان الحكم لم تدخل حيز التنفيذ حتى اللحظة. اذ اعلن كاعين امس ان ما سيدفع هو نصف راتب فقط.

اقرأ أيضاً: مستشفى صيدا الحكومي: المريض سلعة والفساد يفرض قوانينه!

بيان تعليق الاضراب نص على امكانية استقبال 20 مريضا فقط، لكن المعلومات تشير انه من المستحيل حصول ذلك بسبب فقدان الامصال والمعدات اللازمة من دون ان تتحرك وزارة الصحة وهي المعنية بتأمين النواقص الطبية.

فواتير

اما التراجع عن الدعوى المقامة من قبل الادارة ضد 14 موظفا وموظفة للاشتباه بتعطيل مرفق عام، وعلى الرغم من طلب وزير الصحة ذلك من الادارة ورغم الخلاف الذي حصل في اجتماع مجلس الادارة حول الموضوع فما زالت الدعوى مرفوعة ضدهم، ويبدو ان الادارة اقوى من الوزير نفسه.

اما بخصوص المذكرة الصادرة عن وزير الصحة والمتعلقة بعدم مزاولة مدير المستشفى لأي عمل طبي، يبدو هنا ايضا ان جبق لا يقصد ادارة المستشفى الحكومي في صيدا وكأنها خارج سلطته لان مدير المستشفى ما زال يمارس عمله كالمعتاد. يوم تعليق الاضراب اجرى عملا طبيا للمريض عبد الرحمن النعامي في 11ايار وفي 15 ايار اجرى اعمالا طبية للمريضتين نفيسة يوسف واحلام نحولي (مرفق صور عن الدخول).

هذا بالاضافة الى اعمال طبية اخرى يجريها بعض الاطباء المحظوظين والتي تدخل اموالها الى جيوبهم مباشرة.

اقرأ أيضاً: مستشفى صيدا الحكومي: تلاعب في الفواتير وزبائنية… والمريض «على الله»!

التقى بي احد الاصدقاء وسألني لماذا تكتب عن التجاوزات الصغيرة بالاضافة الى التجاوزات الكبيرة دع الموظفين الصغار يستفيدون، كأن الصديق يجهل ان تجاوزات الصغار يحميها الكبار الذين بحاجة لمن يدافع عن تجاوزاتهم. ويكون الصغار سدا يحمي الكبار ولكن عند الوصول الى تسويات يدفع الصغار الثمن.

مناسبة الملاحظة ما يحصل في موقف المستشفى، في الاول من ايار لا ايرادات بسبب العطلة كما يقولون وفي 7 ايار بلغ الايراد24 الف ل.ل.وفي 9 ايار بلغ 18 الف ل.ل. مع العلم ان هناك 20 سيارة لموظفين في وكالة الاونروا تركن في الموقف يوميا لقاء الفي ل.ل.

وما زالت وزارة الصحة تراقب الوضع وتدرسه كما يقول البعض . لكن يبدو ان وزير الصحة د.جبق قد اختار خيار الياس سابا وابتعد عن خيار اميل البيطار.

لكن الاكيد ان مصالح اركان المحاصصة اقوى من خطاب مكافحة الفساد الشعبوي، وما يحصل في المستشفى يقودها الى الخصخصة حسب آخر المعلومات،واذا اردتم التأكد اسألوا معالي الوزير محمد شقير

السابق
فيسبوك تحذف 265 «حساباً مزيفاً»مرتبطاً بإسرائيل
التالي
اجتماع القضاة انتهى ولا قرار بتعليق الاعتكاف