السيد الأمين: قادة ايران ودول الخليج مطالبون بحلّ خلافاتهم والتفرّغ للتصدّي لـ«صفقة القرن»

تعليقا على ما تم اعلانه عن "صفقة القرن" وهي مشروع السلام الأميركي المنحاز لإسرائيل الذي لا يعترف بدولة مستقلة للشعب الفلسطيني عاصمتها القدس الشريف، وهو الحدّ الأدنى للمطالب العربية والفلسطينية، قال سماحة العلامة المفكر الاسلامي السيد محمد حسن الامين:

“من الواضح ان القضية الفلسطينية تمرّ في خطر مراحلها، فليس الموقف الأميركي وحده هو السبب في ذلك ولكن الأهم، أن موقف أميركا هو بسبب الواقع العربي، الذي يبدو أقل اهتماماً منه في أي فترة من فترات الصراع العربي الصهيوني، وم المؤسف أن يكون هناك من العرب من يقفون إلى جانب إسرائيل والمشروع الأميركي بما يسمى “صفقة القرن” على أنها لا نرى أن هذه المرحلة الصعبة تشكل النهاية لقضية فلسطين، بل أعتقد أن مقاومة الشعب الفلسطيني ستكون أشدّ وأقوى، وخصوصاً على صورة انتفاضات وحركات سياسية وعلى صعيد توحيد الموقف الفلسطيني والخروج من دائرة الخلاف بين المنظمات الذي تستغله إسرائيل لتمرير مشروعها في تقسيم المقسَّم، لانه من الواضح أن العدو يرى الفرصة مؤاتية لاستكمال مخططاته لإنجاز المرحلة الاخيرة من الحلم الصهيوني بانشاء الكيان الممتد بين الفرات والنيل، وذلك بسبب الضعف والتشتت العربي والاسلامي”.

اقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين: لا دولة مدنيّة خارج العلمانية

ونحن إذ نقدّر احتضان إيران للقضية الفلسطينية، فإننا نرى أن هناك دوراً مناطاً بإيران اليوم، وهو العمل على رأب الصدع بينها وبين الدول العربية ومكافحة الانشقاقات المذهبية لأنها تشكّل الفرصة الثمينة لنجاح مشروع إسرائيل، ونرى ان الدول العربية بالمقابل عليها أن توقف حساسياتها ضد إيران، أي أن العربي والإيراني يجب ان يشكلا معاً جبهة من الصعب، بل من المستحيل اختراقها من قبل أمريكا أو إسرائيل، وبالتالي فإن صفقة القرن تصبح مستحيلة، بل تغدو ولادة مشروع إسلامي عربي على شكل جبهة واحدة بوجه إسرائيل أمراً ميسوراً، لذلك نحن لسنا مع أي صورة من صور النزاع العربي الإيراني ونحمّل المسؤولين مغبة استمرار هذا الصراع خصوصاً وأن إيران تشكل قوة إقليمية كبيرة وقد اتخذت منذ قيام ثورتها موقفاً جذرياً تجاه القضية الفلسطينية، ولا يزال الشعب الإيراني متمسكاً بهذا الموقف، وهذا ما يتيح للقادة في إيران أن يقوموا بخطوات جريئة من أجل حلّ النزاعات مع بعض الدول العربية، وعلى الأخص دول الخليج العربي وطمأنتها انها غير معنية بالتدخل بشؤونها الداخلية، وعلى دول الخليج أن تكون مستعدة للتجاوب مع هذه الخطوة، فلا حماية لدول الخليج يمكن أن تحققها الدول الاستعمارية، ونعني بها أميركا وإسرائيل، وإنما هي تستغل الفرصة والظرف المؤاتية لمزيد من تمزيق اللحمة العربية والإسلامية، وعلى هذا يقوم مشروع “صفقة القرن”.

اقرأ أيضاً: العلامة السيد محمد حسن الأمين: الإسلام لا يتعارض مع العلمانية

السابق
سهرة أقامها كارلوس غصن بـ2014 تثير ضجة..
التالي
الشيخ الفدائي الأسير سعيد قاسم يكتب: «فلسطين مقاومة حتى ينطق الحجر»