هكذا تصنع إيران «الأخبار الزائفة»

اخبار مزورة

في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2018، تلقى المحلل السعودي المقيم في الولايات المتحدة علي الأحمد رسالة من حساب على تويتر باسم “منى أ. رحمن” يحمل صفة كاتبة ومحللة سياسية شاركت معه بعد حديث ودي قصير رابطا لتقرير حول أسباب رحيل وزير الدفاع الإسرائيلي السابق عن منصبه.

التقرير كان مصمما ليبدو وكأنه صفحة من موقع مركز “بيلفر” التابع لجامعة “هارفارد” العريقة لكن تشكك الأحمد جعله يدقق في عنوان الرابط وأخطاء لغوية به ليكتشف أنه خبر زائف.

الشخصيات والأخبار والمواقع الزائفة هذه كانت جزءا من حملة موالية لإيران كشفها تقرير لمركز “سيتزن لاب” التابع لجامعة تورنتو الكندية أسماها “ذباب النوار اللانهائي”.

اقرأ أيضاً: أبعاد لزيارة ساترفيلد لبنان… على ماذا تركزت مُهمته؟

الحملة التي انطلقت في بدايات العام 2016، عمدت إلى نشر معلومات مضللة ومثيرة للشقاق تستهدف السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل.

كيفية التنفيذ

يشرح التقرير أن القائمين على الحملة ينشرون محتوى “خلافيا” على مواقع تنتحل صفة منصات إعلامية وبحثية حقيقية، ثم تقوم شخصيات منتحلة بإدماج هذ المحتوى في نقاشات منصات التواصل الاجتماعي.

ويوضح أنه في بعض الحالات تقوم هذه الشخصيات بالتواصل مع ناشطين وصحافيين ومعارضين سياسيين لإشراكهم في تلك النقاشات وإيصال المحتوى إلى أكبر جمهور ممكن.

الخطوة التالية بحسب “سيتزن لاب” تأتي بعد جذب المحتوى الزائف لانتباه منصات التواصل الاجتماعي وتتمثل في محوه وإعادة توجيه الروابط للمواقع الحقيقة في محاولة لإضفاء المصداقية وتمويه أصول المحتوى الزائف.

وتتبع تقرير المركز محتوى مصدره الحملة الموالية لإيران تمكن من الوصول إلى وسائل الإعلام الحقيقة وتسبب في تخبط لدى صحفيين.

ويقول التقرير “لم تحاول الحملة فقط بناء علاقات مع صحفيين وناشطين مثل الأحمد كوسيلة لتوسيع مدى المعلومات المغلوطة، بل كانت مسؤولة كذلك عن مجموعة كبير من التقارير المضللة والنطاقات الرقمية وحسابات منصات التواصل الاجتماعي”.

ولا تزال الحملة مستمر، وفقا لـ “سيتزن لاب” الذي أشار إلى صعوبة تقدير أثر تلك الحملة.

وكان عملاق التواصل الاجتماعي فيسبوك أعلن في شباط/فبراير الماضي أنه وضع حدا لحملة تلاعب واسعة مصدرها إيران ضد عدد كبير من الدول، موضحة أنها الثانية خلال أشهر.

وقالت الشركة المالكة للموقع وقتها إنها ألغت 783 صفحة ومجموعة وحسابا تستنسخ موقف إيران الرسمي بشأن القضايا الحساسة مثل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني وسوريا واليمن في البلدان المستهدفة، تحت غطاء حسابات أو صفحات قدمت نفسها على أنها محلية.

وأشارت إلى أن بعض الرسائل تنقل منشورات صادرة عن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، وتتقاسمها حسابات وهمية تنسب إلى مصادر أخرى أو ترافقها رسائل حادة.

وكما فعلت فيسبوك أوقفت وحذفت شركات غوغل وتويتر العام الماضي حسابات مماثلة من على منصاتها.

السابق
عقل ترامب بين «شوارب» جون بولتون وشياطينه
التالي
أمريكا تأمر موظفيها «غير الضروريين» في العراق بالرحيل