لكن لماذا هذه العملية بالذات وما الرسالة منها؟
من الواضح ان الطرف الايراني أدرك جيداً أن أي مس بمضيق هرمز سيعرضه للتصادم ليس مع الولايات المتحدة بل مع المجتمع الدولي برمته.
كما ان طهران تعلم بان المسّ بالقوات الاميركية في العراق أو سوريا سيكون الرد عليه استهداف طهران، بحسب الرسالة التي أوصلها صانع القرار الاميركي لطهران عبر مرجعية سياسية عراقية رفيعة.
من هنا اختارت إيران الهروب الى الإمام عبر استهداف الإمارات لإيصال رسالة الى المحور العربي والولايات المتحدة وخلفائه الدوليين. من دون ان تتعرض لمخاطر الرد باعتبار ان العملية ستسجل في خانة الحوثيين، وتعتبر جزاء من الرد المشروع على الامارات في إطار الحرب المفتوحة.
اقرأ أيضاً: النفاق الأميركي الإيراني
الا ان الحسابات الإيرانية لم تأخذ بعين الاعتبار الرقابة العالية للبحار من قبل الاميركيين وحلفائهم من جهة. والتحقيق الإماراتي الاميركي المحترف من حهة اخرى.
هذا ناهيك عن أن أحداً لا يقتنع بان جماعة الحوثي المحاصرة في اليمن قادرة او تملك الإمكانات للقيام بهكذا عملية معقدة وحساسة.
والواضح أن التحقيقات الأولية التي إشارات إلى تورط الحرس الثوري الايراني، يتم رفدها بأدلة واضحة وملموسة عبر تحقيق حرفي دقيق.
وبعد انتهاء التحقيقات وثبوت تورط الجانب الايراني ستدخل العملية في سياق مختلف. فالإمارات قادرة على تحويل الملف الى مجلس الأمن الدولي للتاكد من المعلومات أو جراء تحقيق دولي مستقل واتخاذ الإجراءات المناسبة.
نقطة القوة في موقف الامارات ان أيّا من الدول الكبرى وتحديداً روسيا والصين، لن يقدم على استخدام الفيتو للدفاع عن عملية قرصنة إرهابية على سيادة دولة وعلى حركة التجارة العالمية.
كما أن الامارات قادرة على حشد الرأي العام العربي والإسلامي خلفها من أجل المزيد من التضييق وتعزيز عملية عزل الجانب الإيراني.
اقرأ أيضاً: المناورة الإيرانية على حافة الهاوية
أراد الجانب الإيراني من خلال رسالة القرصنة في أعالي البحار أن يقدم مناورة أمنية تعود عليه بمردود سياسي هدفه الأساس فتح خط تواصل مع الولايات المتحدة وحلفائه. لكن من الواضح أن العملية التي أقدمت عليها طهران لم تكن مدروسة بالشكل الكافي، فشكلت خطوة في المسار الخاطئ الذي أفسح في المجال للإمارات والولايات المتحدة، لاتخاذ سلسلة من الخطوات والإجراءات التي ستزيد باقل تقدير من عزلة ايران وتعمق أزمتها الاقتصادية والسياسية.
وعلم موقع “جنوبية” أن إيران نشّطت منذ الصباح خط الوساطة الساخن عبر سلطنة عمان، لمحاولة تطويق تداعيات القضية، لكن لم تلق حتى الآن أي تجاوب من قبل الإدارة الأميركية، ولا من القيادة الإماراتية.