النفاق الأميركي الإيراني

(من خلال خبرتي الشخصية جراء عملي في الملف الايراني في وزارة الخارجية (العراقية) على مدى عشر سنوات، البعض منها قضيته في طهران، أقول بثقة كاملة انه كلما علا صوت الايرانيين مهدداً متوعداً الامريكان والاسرائيليين والخليجيين فأعلموا ان قنوات الاتصال الخلفية تعمل بكامل طاقتها بين ايران وهذه الاطراف.. ليس من باب الظرافة او النكتة ان يخاطب ترامپ قادة ايران داعياً اياهم للاتصال به وانه إلينوي ايذاء بلادهم. ترامپ ومستشاروه يعلمون جيداً ان روما وپاريس وجنيڤ كانت مسارح شهدت لقاءات ثلاثية إيرانية – امريكية – إسرائيلية حول ملفي أفغانستان والعراق، وهو يعلم ان ادارة بوش الابن كانت أبلغت ايران بقرار الحرب على العراق قبل ان تبلغ به اقرب حلفائها في الناتو او الخليج، وفي الوقت الذي كان خليلزادة وجواد ظريف يبحثان آفاق التعاون لمرحلة مابعد الاحتلال كانت جموع الايرانيين التي يخرجها النظام تخرج الى الشوارع في المناسبات المختلفة وهي تهتف “مرگ بر امريكا، مرگ بر اسرائيل”، وحصيلة تلك المباحثات فإنه سمح لايران باحتلال شريط حدودي بعمق أربعين كيلومتراً داخل الاراضي العراقية، وان ظريف الايراني والاسرائيليين هم اصحاب فكرة تفكيك الدولة العراقية وقواتها المسلحة والأمنية، ومقابل ذلك سمحت ايران للطيران الامريكي باستخدام أجوائها خلال العدوان الامريكي.

اقرأ أيضاً: هل سيأخذ «حزب الله» لبنان الى مواجهة مع واشنطن عبر وزارة الصحة؟

قد يتصاعد الموقف الى ماهو اكثر سخونة وقد تحصل احتكاكات عسكرية في مياه الخليج او في اي من ارجاء المنطقة، ولكن من يعتقد ان الغرب، والولايات المتحدة بشكل خاص، قد يفرطون بايران الطائفية المصدرة للفوضى في المنطقة فهو واهم؛ يريد ترامپ اتفاقاً نووياً جديداً وسيمنحه الايرانيون ذلك، لان السلاح النووي ليس من بين اهدافهم وسيكون عبئاً اكثر منه قوة، ويريد ترمپ سياسة اقليمية لاتشكل تهديداً لحلفاء الولايات المتحدة وسيكون له ذلك؛ ويريد ترامپ تأطير التسلّح الصاروخي وسيكون له ذلك ايضاً كما سيتقاضى عن هذه المنجزات مايشاء من الاتاوات من جيوب السعوديين وسواهم.. وستحصل ايران على اعتراف امريكي بالوضع الراهن الذي فرضته منذ عام 2003 وحتى اليوم.

هي اللاعب الرئيسي في العراق، وهي كذلك في سوريا ولكن بقدر مايسمح به الروس وما يرضي تركيا، وسيظل حزب الله صاحب الصوت المعطل في السياسة اللبنانية وسيعيد طلاء صواريخه لتبدو ازهى وأجمل في عروض عسكرية ستتم في المستقبل تحت أنظار حكومة لبنانية مشلولة، وسيدخل الحوثي تاريخ اليمن من أوسع ابوابه طرفاً في تقرير مصير البلاد.

ستظل الهتافات بموت امريكا واسرائيل تعلو في شوارع طهران وتكتب اللافتات بها لتعلو مقرات الحشد الشعبي في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ومعه تزداد معدلات غباء الطغاة العرب (…) لتزداد شرعية نظام الولي الفقيه حامي حمى القدس والمقدسات!
منقول

السابق
هل شريك نادين نجيم القادم مصري؟!
التالي
إعلان نتائج برنامج زكي ناصيف للموسيقى في الأميركية