دبسي: «صفقة القرن» تنهي «حلّ الدولتين» والبديل هو العودة الى المقاومة

صفقة القرن
ما هي بنود "صفقة القرن" التي تحاول الادارة الاميركية فرضها على الفلسطينيين والعرب، وكيف ستتم مواجهتها بعد ان ثبت انها منحازة لاسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني؟

قال وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي، إن الولايات المتحدة تسعى إلى تجديد الاتصالات مع السلطة الفلسطينية في الوقت الذي تستعد فيه للإعلان عن خطتها للسلام في الشرق الأوسط بداية شهر حزيران القادم، نهاية شهر رمضان.

وأضاف وزير الخارجية الفلسطيني ان الأمريكيين “لن يجدوا فلسطينيا واحدا يقبل” بالاقتراح، ما لم يشمل دولة فلسطينية مع القدس الشرقية عاصمة لها”.

ورفض أي فكرة حوافز اقتصادية لإقناع الرأي العام الفلسطيني وقال إن “المسألة ليست مالية، بل مبدأ وحق للفلسطينيين برفع الظلم عنهم”.

اقرأ أيضاً: «صفقة القرن» الحقيقية هي المبادرة العربية للسلام

وكانت قطعت السلطة الفلسطينية علاقاتها الرسمية مع واشنطن في ديسمبر/كانون الثاني 2017، في أعقاب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.

مدير “مركز تطوير الدراسات” الباحث الفلسطيني هشام دبسي تحدّث لموقع جنوبية عن سبب الرفض الفلسطيني الرسمي والشعبي لما يسمى بـ”صفقة القرن” فقال انه “بناء على التسريبات التي حصلنا عليها فإن صفقة القرن فيها عنوانان:

الأول، عبر تسريبات إسرائيلية مقصودة عن نهاية الصراع العربي الإسرائيلي، ولكنه شيء مناقض للسلام العربي المتمسّك بخيار “حلّ الدولتين”، والثاني: استخدام مصطلح “فلسطين الجديدة”، معناه إلغاء لكيان الدولة وتجاوز على حق تقرير المصير المنصوص عنه دولياً”.

وتابع دبسي: “اميركا وحده تتبنى هذا الطرح دون العالم اجمع، لذلك نحن أمام مدخلين ينسفان بالعمق كل تسوية، لأن التجاوز العملي للصفقة هو تجاوز للمسلمات السياسية، فالقدس الشرقية اصبحت غير محتلة، والمستوطنات الاسرائيلية ستكون على مساحة 60% من الضفة الغربية بسبب الوصل بين النقاط الاستيطانية، بحيث لا يبقى عملياً إلا المدن الفلسطينية المعزولة، إضافة إلى إخلاء غور الأردن من السكان بذريعة أنها منطقة أمنية عسكرية”.

ويستنتج دبسي “في هذا المعنى نحن أمام ضم معظم أراضي الضفة وعزل المدن الفلسطينية. وكذلك نحن أمام أفضلية أخرى وهي إجراء “تبادل سكاني” بين العرب واليهود بمعنى أنه يمكن أن يمهد لتطهير عرقي يشمل حوالى 1.5 مليون فلسطيني يعيشون في داخل إسرائيل سيتم اجلاءهم الى المدن الفلسطينية في الضفة، إضافة إلى توطين الفلسطينيين في الأردن، لذلك فهم يطرحون فكرة جديدة للوجود الفلسطيني يشمل سيناء وتتكفل مصر بها من جهة “العريش” فيها اقتصادياً”.

وحول المفتاح الفعلي لهذا الموضوع حسب التسريبات، يقول دبسي “أن إسرائيل ستدير مفاوضات بينها وبين السلطة من جهة، وبينها وبين حماس من جهة ثانية، أي مفاوضات ثلاثية، على أساس أن ينشأ كيان في غزة تابع لما يسمى بـ “فلسطين الجديدة”، وفي الضفة سيقطن 2.5 مليون مع بلدية القدس الشرقية، معناه إلغاء للدولة الفلسطينية وإلحاق الفلسطينيين بكونفودرالية مع الأردن، وضم 60% منها لاسرائيل.

وبرأي دبسي أن “أخطر ما في الأمر أن “صفقة القرن” ترتكز من الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس الذي ساهمت فيه إيران، فالحوار مع الفلسطينيين يجري سياسياً ونارياً، والموقف الفلسطيني الرافض تجسّد بتوجّه السلطة الفلسطينية بقيادة “أبو مازن” الى الأردن الذي عبر بلسان الملك عبدالله عن رفضه لصفقة ترامب، لأن مؤمرة “الصفقة” تستهدف بلاده ونظاما كما تستهدف الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: لأول مرة – «معاً» تنشر بنود صفقة القرن

أما عن موقف الاسرائيليين غير المتحمّس ظاهرا فيقول دبسي “أن نتنياهو يريد أن يثبت أن الفلسطيني هو الذي يرفض السلام من أجل جعله يدفع ثمن هذا الرفض، اذا ان في نهاية مبادرة ترامب بند يقول ان الطرف الذي يرفض “الصفقة” سوف يتحمل العواقب ويدفع الثمن.

ويخلص مدير “مركز تطوير الدراسات” الباحث الفلسطيني هشام دبسي بالنهاية الى ان “صفقة القرن” ستكون على حساب الفلسطينيين والعرب أجمعين، فالدولة الفلسطينية غير موجودة فيها وغير مرئية بالنسبة للادارة الاميركية، لذلك فان الخيار المنطقي هو أن تعود الأمور لما كانت عليه من احتلال ومقاومة، وهذا ما يقوله ويؤكده رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

السابق
«مجتهد»: هذه تفاصيل اعتقال محمد بن سلمان لشقيقه
التالي
الروس والنازحون: الأسد لن يعيدهم!