الروس والنازحون: الأسد لن يعيدهم!

احمد عياش

في غمرة الانشغال بمشروع الموازنة الذي أظهر حتى الان عجز الحكم عن حل معضلاته، أطل رئيس الجمهورية ميشال عون بموقف من ملف اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين من خارج سياق الاعراف الداخلية والدولية على السواء .ففي خلال لقائه بالامس وفد مجلس كنائس الشرق الاوسط، قال الرئيس عون انه إذا بقيّ هؤلاء اللاجئون والنازحون في لبنان “فلن يبقى له وجود”!
بعيدا عن الغوص في مناقشة هذا الموقف، يجب القول ان اللجوء الفلسطينيي الى لبنان الذي بدأ عام 1948 ،يكاد يتبخر وفق الارقام الرسمية بسبب مغادرة مئات الالاف منهم الى شتى أصقاع الارض. وما يهم اليوم هو التركيز على النازحين السوريين الذين ما زالوا في لبنان منذ بدء الحرب في بلادهم قبل ثمانية اعوام .

اقرأ أيضاً: واشنطن ـ طهران و…الحرب!

هل يملك مئات النازحين السوريين القدرة اليوم للعودة الى ديارهم التي نزحوا عنها؟تقول اوساط مسؤول حكومي ل”النهار” ان المعطيات التي تبلّغتها من المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، منذ فترة قصيرة، تفيد ان هناك “تطورا إيجابيا” في إستجابة النظام السوري للحوار مع المفوضية بشأن ترتيبات عودة النازحين من الاقطار المجاورة لسوريا وهي لبنان والاردن وتركيا.لكن هذه الاوساط تفيد انها تلقت في الوقت نفسه معلومات من جهات ديبلوماسية روسية وثيقة الصلة بدمشق تؤكد ان رئيس النظام بشار الاسد “ليس بوارد السماح للنازحين بالعودة الى بلدهم!”
إذا، المعلومات الرسمية تتحدث عن عودة النازحين السوريين بصورة متناقضة. وإذا كان هناك من حسم للتناقض، لا بد ان يسلك طريق المراجعة التي يجب أن يتولاها الحكم ،على مستوى رئاسة الجمهورية، إنطلاقا من العلاقات الوثيقة بين قصر بعبدا وقصر الاسد ،والتي تعود الى عام 2005 عندما عاد الرئيس عون من منفاه الباريسي عن طريق تفاهم مع النظام السوري، والذي وثقه المحامي كريم بقرادوني في كتابه عن عهد الرئيس أميل لحود.
لم يخرج يوما من العهد الحالي ،وكذلك من حلفاء النظام السوري وفي مقدمهم “حزب الله” ،موقف يضع ملف النازحين السوريين في نصابه السوري الرسمي ،على رغم تراكم المعلومات من المرجعيات الدولية، ومن بينها الفاتيكان، التي تؤكد ان الاسد ليس في وارد في تسهيل عودة الملايين من السوريين الى املاكهم وارزاقهم التي تركوها عنوّة في اعوام الحرب. كما ان “حزب الله” الذي شرّد مئات الالوف من السوريين في المناطق المتاخمة للبنان، يقف مع نظام الاسد في وجه عودتهم اليها،وهذا ما ألمح اليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في مقابلته التلفزيونية الاخيرة مع “روسيا اليوم”.
يتساءل المراقبون:هل ان مشروع “سوريا المفيدة” التي تعني بلدا على قياس الطائفة العلوية ومصالح إيران وروسيا معا ، ما زال قائما ، ما يعني ان النازحين في لبنان وغيره لن يعودوا الى موطنهم الاصلي؟

السابق
دبسي: «صفقة القرن» تنهي «حلّ الدولتين» والبديل هو العودة الى المقاومة
التالي
موظّفو مستشفى صيدا علّقوا إضرابهم..وجبق يؤمن الرواتب