قلقٌ أميركي: حزب الله قد يتولى الانتقام لإيران

أثار طلب القيادة العسكرية الأميركية في منطقة الخليج الحصول على مساعدة إضافية، كرادع ضد "عدوان محتمل" من إيران، النقاش مجدداً حول احتمال وجدوى اندلاع حرب إقليمية كبرى. وحسب ما تنقل بعض المواقع الأميركية، فإن إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" وقاذفات القنابل إلى الخليج، يرتبط بردٍ إيراني محتمل قد يقوم به "حزب الله" تحديداً.

معلومات مصدرها الموساد
الخطوة الأميركية التصعيدية، جاءت بعد انتشار تقارير إخبارية أميركية تُفيد بأن “الموساد” نقل إلى الولايات المتحدة تحذيرات، بشأن وجود مؤامرة يجهز لها النظام الإيراني. وأن هذه المعلومات تم طرحها قبل نحو أسبوعين، خلال مباحثات عقدت في البيت الأبيض، بين وفد إسرائيلي يرأسه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مير بن شبات ونظيره الأميركي جون بولتن.

وقد كشف موقع “أكسيوس” الأميركي، أن المعلومات المذكورة تم تسليمها للبيت الأبيض، قبل إعلان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، قرار واشنطن بعث “رسالة” لطهران، متمثلة بمجموعة سفن ضاربة، على رأسها حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن”، ومجموعة تكتيكية من القاذفات إلى منطقة المسؤولية العملياتية للقيادة المركزية الأميركية (والتي تشمل، في المقام الأول، منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا).

رسالة قاسية
تمر إيران، حسب الرؤية الأميركية، بفترة عصيبة قد تدفعها إلى التهور. وفي هذا الإطار يشير موقع csnnews الأميركي، أن إسرائيل حذرت مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون من أن ضربة إيرانية على المصالح الأميركية في العراق كانت وشيكة. إلا أن الإدارة الأميركية لديها مخاوف من وقوع انتقام في دول أخرى، من ضمنها الأراضي اللبنانية.

في هذا السياق أعلن بولتون عن توجه حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس أبراهام لنكولن” مع طرادات وقاذفات من منطقة القيادة الوسطى الأميركية في الشرق الأوسط إلى المتوسط والخليج. وأشار إلى أن أميركا لا ترغب بالحرب، لكن أي هجوم سيقابل بقوّة شديدة. وهنا يشير الموقع الأميركي إن تهديدات بولتون ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، توجه إنذاراً أخيراً، مفاده أن أي هجوم من قبل حزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن، على إسرائيل أو المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة أو القوات الأميركية في العراق أو سوريا أو دول الخليج، سوف يجلب انتقاماً أميركياً على الأراضي الإيرانية.

جزيرة كيش
وعلى صعيدٍ متصل، قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير فضل عدم الكشف عن هويته لموقع “مونيتور” الأميركي، أن إيران ربما تأمر أحد وكلائها، مثل حزب الله، بإطلاق هجوم ضد أهداف ومصالح أميركية في المنطقة.

وينقل الموقع تقريراً يفيد بوجود مقاتلي حزب الله مؤخراً في جزيرة كيش الإيرانية، وهي مقصد سياحي بالقرب من مضيق هرمز. إذ يمكن للجزيرة أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لشن هجوم في مضيق هرمز، البوابة التي يجب أن تتدفق عبرها جميع صادرات النفط من دول الخليج.

ذكريات لبنان
لدى واشنطن سبب وجيه للقلق بشأن هذه المعلومات. فهي ما زالت تذكر ما حدث في لبنان عام 1983، حين قاد شخص شاحنته المليئة بالمتفجرات إلى مبنى مشاة البحرية الأميركية، الخاضع لحراسة مشددة جنوب بيروت، حيث كان المئات من الجنود الأميركيين نائمين. وكانت هذه القوات جزءاً من قوة حفظ السلام المتعددة الجنسية، التي ضمت أيضاً قوات من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا.

تسبب هذا الانفجار، الذي اتهمت الولايات المتحدة حزب الله بتنفيذه، بمقتل العشرات من أفراد البحرية الأميركية، وقد سبقته هجمات على قوات المارينز. واختطاف ديفيد س. دودج، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت. الذي أمضى سنة في الأسر، بعضها كان في إيران. واليوم يعود هذا الهاجس ليؤرق الإدارة الأميركية من تنفيذ سيناريو مشابه في لبنان والمنطقة.

استهداف المدنيين الأميركيين
سبق هذا التصعيد الأميركي، تحذير مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، من أن تستخدم إيران وحدات حزب الله اللبنانية في سوريا، والتي تتولى قيادة شبكة واسعة من المقاتلين، لمهاجمة القوات الأميركية بشكل مباشر أو غير مباشر. كما أشارت المجلة الأميركية أن حزب الله هو المرشح الرئيسي لاستهداف المدنيين الأميركيين في الخارج، من خلال القيام بعمليات اختطاف للمقاولين الأميركيين، وأعضاء مجتمع الاستخبارات العاملين في المنطقة، أو من خلال القيام بهجمات مباشرة على البنية التحتية الأميركية.

اقرأ أيضاً: كيف ستساهم العقوبات الأمريكية في إضعاف نفوذ إيران في الشرق الأوسط؟

قلق الداخل الأميركي
تُصر إدارة ترامب على متابعة سياستها بتجفيف الموارد المالية لإيران وحزب الله. إذ أن تخفيض صادرات النفط الإيرانية، التي تمثل 40 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الإيراني، إلى الصفر، من المتوقع أن يخفض الناتج المحلي الإجمالي لإيران هذا العام بنسبة 6 بالمئة.

إلا أن هذه السياسة الأميركية قد يكون لها ارتدادات سلبية، وهذا ما يذكرنا بما حدث عام 1973، عندما قام أعضاء منظمة الدول العربية المصدرة للبترول بإعلان حظر نفطي ” لدفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب 1967″، الأمر الذي تسبب بارتفاع أسعار الوقود داخل أميركا بشكل جنوني، وأضر بمكانة  الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون مع الجمهور وأصبح عاملاً مساهماً في حملة إقالته.

ومع تخطي شعبية الرئيس الأميركي دونالد ترامب عتبة الـ45 بالمئة، حسبما كشف استطلاع معهد “غالوب”، وهو مستوى مرتبط بالتأكيد بأداء الاقتصاد الأميركي بعد التخفيضات الضريبية التي قام بها ترامب وإلغاء القيود الشاملة، تُطرح علامات استفهام في الأوساط السياسية الأميركية حول قدرة ترامب تجنيب أميركا سيناريو مشابه لما حدث مع نيكسون عام 1973، وقدرته على السيطرة على نزاعٍ متفجر مع إيران وحزب الله.

السابق
إيران واللعب بأعواد الكبريت
التالي
إلقاء القبض على رقيب في قوى الأمن بتهمة ترويج المخدرات!