ترامب يدعو إيران للحوار ويرسل تحذيراً لها عبر بغداد

ترامب
دافع امس الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن سياسته الصلبة تجاه ايران، فدعاها للحوار ولكنه ابقى خيار الحرب قيد الاحتمال، فما هي ابعاد هذه الدعوة السلمية المغلّفة بالتهديدات والتحذيرات؟

حثّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس القيادة الإيرانية على الجلوس والحوار معه بشأن التخلي عن برنامج طهران النووي، غير انه أشار الى “عدم استبعاد مواجهة عسكرية بالنظر إلى التوتر المتزايد بين البلدين”.

ورفض ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض الإفصاح عما دفعه إلى نشر مجموعة حاملة الطائرات إبراهام لينكولن في المنطقة بسبب ما جرى وصفها بتهديدات غير محددة.

اقرأ أيضاً: إيران واللعب بأعواد الكبريت

حول خلفيات موقف ترامب الأخير من ايران، وما فعله وزير خارجيته مايك بومبيو الذي ارسله بغتة الى بغداد لتوجيه رسالة الى طهران حسب ما تسرب من انباء، يقول المحلل السياسي الدكتور خالد العزي في حديث لموقع “جنوبية”: هذا الموقف الأميركي من ترامب الساعي الى تأديب السلوك الايراني وهو بالواقع عبارة عن “حرب مصغرة”، بعد ان فرض على المجتمع الدولي قراراته، ترامب يقول أنه مستعد للتفاوض، ولكنه يريد من إيران تنفيذ 12 مطلبا والعالم كله يدعم اميركا في ذلك واهم تلك المطالب هي” التخلي بشكل عملي عن امتلاك قنبلة نووية، والاعلان عن توقيف البرنامج الصاروخي، وعدم دعم الإرهاب.

ويتابع العزي: الأميركيون سموا 900 كيانا قيد العقوبات، ويستعمل ترامب خطابا يقول فيه أنه مستعد للدخول في المفاوضات إذا استجاب الإيرانيون، ولا يشك اثنان ان الايرانيين ذاهبون اليوم  إلى المفاوضات، رغم امتعاضهم، لانه اصبح السبيل الوحيد لخلاصهم من ثقل العقوبات القاتلة، حتى لو اضطرت بروباغاندا الحرس الثوري الى إخراج وتصوير ان تلك المفاوضات هي انتصار جديد.

وبحسب العزي فان الجديد هو الموقف الغربي الذي حذّر إيران من الخروج من الاتفاق النووي، على اعتبار أنه في حال خروجهم من الاتفاق سوف ينتهكون بنوده وترامب يقول أنه يسعى لاتفاق جديد يصوّت عليه الكونغرس غير قابل للتعديل، ولكن أيضاً الأوروبيون لا يريدون ان يتضرروا في حال فشلت المساعي السلمية، وكذلك فإن الصين انصاعت وخضعت للعقوبات لأنها سوف تخسر سنوياً من التجارة مع أميركا قيمة 700 مليار دولار.

زيارة بومبيو الى بغداد

جول زيارة بومبيو  المفاجئة الى العراق أول أمس برأي الدكتور العزي انها: كانت حازمة وصارمة، لمنع المليشيات الإيرانية من محاولة الاعتداء على القواعد الأميركية، وأفهموا العراقيين أن الردّ الأميركي العسكري سيشمل تلك المليشيات وكذلك إيران نفسها التي سيشملها الردّ العسكري الأميركي في حال تمّ الاعتداء الذي كان يخطط له الحرس الايراني مع مليشياته في العراق حسب المعلومات الاكيدة التي وصلت للاستخبارات الاميركية، وهذا التحذير الصارم من بومبيو فاجأ الإيرانيين فتراجعوا على تنفيذ تلك العملية.

والملاحظ كما يقول العزي أن: الايرانيين أعلنوا عدم قيامهم بعمل عسكري في الخليج، وتراجعوا عن التهديد بإقفال مضيق هرمز، وقد حاول الرئيس حسن روحاني طلب حماية الروس والصين، ولكن الأميركيين أفهموا روسيا والصين وتركيا، أنهم لا يريدون التراجع، فالهدف إذن هو خنق إيران اقتصادياً، ولا يريد الأميركيون الحرب، وشمول العقوبات الحديد والصّلب الايراني خطير، لأنه يعني أن تلك العقوبات شاملة ولا تعني فقط النفط، هناك عمليات تهريب نفط مضحكة تجري عن طريق مركبات صغيرة وموتو سيكلات عبر باكستان ولكنها غير مؤثرة.

اقرأ أيضاً: الاتفاق النووي الإيراني: ترامب يؤكد «انفتاحه على الحوار» مع إيران

وعن انعكاس حالة التوتر على الخليج يقول العزي ان “حركة إيران المريبة بتهديد السعودية والإمارات تعني أنهم لاحقاً سوف يتفقون مع الأميركيين ويتحوّلون نحو دول الخليج من أجل محاولة تخريبها وإيذائها. ولا ننسى أن إيران استفادت من التطرف السني الذي حضنته ودعمته وصيرته لصالحها”.

ولكن ماذا عن موقف الروس؟ يجيب الدكتور العزي: موقف الروس ما زال بجانب إيران ويحالفها في سوريا، رغم أنه براغماتي من هذه الناحية.إيران لم تقبل بالوساطة الروسية قديماً حول الملف النووي، فمشروع القنبلة النووية الإيرانية يهدد روسيا وأوروبا أكثر من أميركا، وكان الخوف من امتلاك القدرة الصاروخية والنووية استخدام هذين السلاحين باتجاه أراضي أوروبا. وخطاب الرئيس حسن روحاني الذي هدّد بفتح باب المخدرات والمهاجرين إلى أوروبا، هو تهديد صريح للأوروبيين،استفزّهم ولم يقبلوه.

ويختم المحلل السياسي الدكتور خالد العزي بقولة:الاتفاق النووي الجديد هو هدف أوروبي، والروس لا يستطيعون عمل شيء للإيرانيين، ولكن الروس سوف يستفيدون من الأزمة لفتح باب التفاوض مع أميركا بشكل أوسع، وبالتالي فإن الروس يقدمون أنفسهم كطرف ثالث مع البحث بجملة ملفات تهم روسيا مثل أوكرانيا وفنزويلا وغيرها.

السابق
الإستعاضة عن توقيف غراسيا القزي بمنعها من مزاولة عملها والسفر حتى انتهاء التحقيق
التالي
صفقة روسيا: اللاجئون مقابل 400 مليار دولار.. والعيون على سوريا بأوّل حزيران!