كتاب مذكرات خامنئي: مسؤولية الأصولي حين يكاشف ولا يكشف

علي الخامنئي
كتاب: "مذكرات السيد علي الخامنئي العربية" - إعداد محمد علي آذرشب - مراجعة محمد مهدي شريعتمدار - منشورات مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي - الطبعة الأولى 2019.

غير الإعجاب المشترك بالشاعر محمد مهدي الجواهري لا شيء مشتركا جوهريا بيني وبين السيد علي خامنئي “المرشد الأعلى” للنظام في إيران. غير أنه عليّ أن أضيف داخل هذا المشترَك الشِّعري أن علي خامئني ينقل في الفصل الذي يخصِّص بضعَ صفحاتٍ منه (59-60 – 61-62) للجواهري في كتاب مذكراته والتي أملاها باللغة العربية على مساعدين، ينقل أبياتا للشاعر العراقي والعربي الكبير تهاجم ، أي الأبيات، رجالَ الدين. ينقلها وهو يعلن أنه “تألّم منها” لأنها ” تنم عن فهم خاطئ للدين”… لكنه ينقلها حرفيا، وهذه تُسجّل لخامنئي، وهي ثلاثة أبيات شجاعة للجواهري:

نامي على تلك العِظا
تِ الغُرِّ من ذاك الإمامْ
يوصيكِ أن تَدَعي المَبا
هِجَ واللذائذَ للِّئامْ
وتُعوِّضي عن كل ذا
لِكَ بالسجودِ وبالقيامْ
قبل ذلك كان خامنئي في سياق الإعجاب بالشاعر قد نقل البيتين الشهيرين من القصيدة نفسها وهما:
نامي جِياعَ الشعبِ نامي
حرَسَتْكِ آلهةُ الطعامْ
نامي فإنْ لمْ تشبعي
من يقْظةٍ فمِنَ المنامْ

اقرأ أيضاً: خفايا حياة خامنئي (1): الوجه الآخر للزعيم الزاهد

في جيل الجواهري حتى داخل مدينة النجف كان نقد رجال الدين المحافظين بمعظمهم وتخلفهم الفكري هو التيار السائد لدى نخب مدنية معظمها ليبرالي ويساري وكان هذا التيار يضم أحيانا رجال دين شباباً. والجواهري نجفيُّ الأصول والمنبت وارتدى العمامة لفترة بحسب ما يقول الجواهري – لا خامنئي- في مذكرات قديمة من جزءين نَشرَ في مقدمة الجزء الأول منها صورتَه معمما. لدينا في جبل عامل في لبنان مثقفون شيعة بين الثلاثينات والخمسينات والستينات من القرن العشرين كانوا شهيرين بهذا التوجه، أي النقد اللاذع لرجال الدين، وأخصهم بالذكر الشاعر (الراحل) موسى الزين شرارة. وكان متعلمو الجنوب اللبناني المتزايدون عددا يومها يتداولون أبياته المتهكِّمة على العمائم بشكل واسع. كان نجم هذا الجيل النقدي للتحرر الديني الأبرز بين الشعراء في العراق والعالم العربي هو الجواهري.
هذا تيار نقدي أخذ بالانكفاء ثقافيا وسياسيا كلما صعدت الموجةُ الدينية الأصولية سواء في إيران أو العالم المسلم. كان هذا، ثقافيا في العالم العربي، جيلَ طه حسين بامتياز ولم يكن محمد مهدي الجواهري خارج نطاق التأثير الذي مارسته ظاهرة طه حسين وغيره من الرموز المصرية النقدية على كل الثقافة العربية.
وفي فقرات خاصة تحت عنوان: “أزمة العمامة” يتحدث خامنئي عن ظاهرة عاشها هي “الاستهزاء بالعمامة” في إيران ويعترف أنها “تحولت إلى روح جماعية لفّت كل قطاعات المجتمع”. كما يروي حوادث شخصية تعرض لها هو كمعمّم، لكنه يعتبرها “نتيجة خطة مدروسة… لفصل علماء الدين عن المجتمع والحياة” (ص33-34-35)
خامنئي مع كل هذا الإعجاب بالجواهري لم يذكر مطلقا أنه، أي الجواهري، كان قريبا جدا من الحزب الشيوعي العراقي، مع أنه صار شاعر الوطنية العراقية كلها.
في مذكرات خامنئي نموذج واضح جدا لتأثُّر حركة الإسلاميين الإيرانيين تحت قيادة الإمام الخميني، أي الحركة الخمينية، بحركة الإخوان المسلمين المصرية وبسيد قطب تحديدا. فخامنئي هو الكادر المتحرك تحت قيادة الخميني منذ كان الخميني مقيماً في قم في أوائل الستينات من القرن الماضي. لكننا مع علي خامنئي نحن مع مترجم سيد قطب إلى الفارسية! ولعله الأساسي بين مترجمي قطب. يقول أنه ترجم لقطب كتاب “المستقبل لهذا الدين” وكتاب “الإسلام ومشكلات الحضارة” وكتاب “في ظلال القرآن”. وهذاالكتاب الأخير للمفكر الأكثر راديكالية في الحركات الأصولية يقول علي خامنئي إنه “كان متفاعلاً معه بشدة” و”تَرْجَمْتُهُ بكل مشاعري وأحاسيسي، أَنْفعل ببعض العبارات، فينتصب لها شعرُ بَدَني”. (ص 56).
لنسجّل بعض المفارقات المتصلة في مذكرات خامنئي:
المفارقة الأولى التي تحضر هنا استطرادا لما سبق هو موقفه، وهذا عمليا موقف كل الحركة الخمينية، ما يسمّيه “التعاطف المزدوج” مع سيد قطب “ومع قاتله جمال عبد الناصر”. وهو يشرح ذلك بقوله: “انشدادنا إلى سيد قطب لا يحتاج إلى بيان أسبابه، فالرجل… بفكره المتوقِّد القرآني قدّم الإسلام بصورة معطاءة ذات آفاق بعيدة تبعث في الإنسان المسلم شعورا بالاعتزاز بدينه…” أما عن عبدالناصر فيعود تعاطفه “إلى أسباب نفسية لا عقائدية…كنا نشعر بالعزّة حين نسمع عبدالناصر يتحدّى كل طواغيت العالم ونتلهّف لاستماع خطاباته من (إذاعة) صوت العرب”(صفحة 189 – 190).
إذا كانت العلاقة بين المدرسة الخمينية و”الإخوان المسلمين” وثيقة فكريا وتنظيميا، وهذا ما لا يشرحه السيد خامنئي وهو يعرفه حتما من الإسلاميين الإيرانيين الذين كانوا يعملون في الخارج ضد الشاه في الستينات والسبعينات، فما لا يشرحه وهو أيضا يعرفه من تلك المرحلة أن عبد الناصر أقام، عبر مخابراته، علاقة سياسية مع بعض مساعدي الخميني وبعض غيره من المعارضين الإيرانيين. وحسب شهادة محمد حسنين هيكل جاءت كوادر منهم إلى القاهرة يومها. كان علي خامنئي ناشطا قياديا رئيسيا داخل إيران ولم يخرج منها، حسب مذكراته إلا قليلا ولذلك استغرقت السجون والإقامات الجبرية من حياته قبل الثورة سنوات طويلة متقطعة، ولهذا يمكن فهم عدم إحاطته المسهبة بهذه العلاقات الخارجية للخمينيين ولكني أكرر أنه حتما كان يعرف من موقعه الرئيسي في التنظيم السري ولو من داخل إيران. وأنا، كصحافي مراقب أتذكّر في السنوات الأولى لسقوط الشاه كيف كان مندوبو “الإخوان المسلمين” من مصر ومختلف أنحاء العالم يتصرفون في فنادق طهران وكأنهم من أهل البيت. طبعا ومع انفجار فعالية التيارات الأصولية والتكفيرية السنية لاحقا تعقّدت العلاقة بين الخمينيين المسيطرين على الدولة الإيرانية وبين “الإخوان المسلمين” بصورة سلبية أحيانا ولكنها بقيت فعالة بأشكال ودوائر أخرى كما مع “حركة حماس” في غزة ومع نظام أردوغان في تركيا، ولو كان من الضروري جدا هنا استدراك القول بأن العلاقة التركية الإيرانية الحالية الوثيقة خاضعة أساسا لتقاليد العلاقة التاريخية بين الدولتين القوميتين التركية والإيرانية كما ترثها وتراها الأردوغانية المسيطرة على تركيا حاليا.
إذا كان السيد خامنئي يروي وقائع من دون تحليلها في كتاب مذكرات، فمن الواضح أنه، إملاءً وكتابةً ومضموناً، كتابٌ موجّهٌ للقارئ العربي من حاكم إيران الأول منذ ما بعد وفاة الخميني، وهو أيضا في مجال آخر يتحدث كيف التقى في السجن بما يسمّيه “السجناء العرب عند السافاك” من أبناء منطقة خوزستان الإيرانية وكيف ظنوا أنه عربي بسبب إتقانه اللغة العربية ولما علموا أنه إيراني ابتعدوا عنه إلى أن علم “أنهم من تنظيم كان يسمّى “جبهة التحرير العربية”. كان وراءه في البداية عبدالناصر، ثم تبنّاه البعثيون العراقيون، واستخدموه لمجابهة الثورة الإسلامية!!” (علامات التعجب وضعها صاحب المذكرات – ص 136، 137). علي خامنئي هو، بالمناسبة، من الأتراك الإيرانيين الشيعة، ولذلك يتقن اللغة التركية. هو لا يقول في المذكرات سوى أنه يتقن التركية من دون توضيح أصوله.
هذا كتاب مذكراتٍ ينتهي فور سقوط الشاه. أي أنه يتحدث عن مرحلة ما قبل الثورة. لابأس… يبقى هذا مفيدا في فهم تاريخ الشخص والتيار السياسي والديني الذي انخرط فيه. كذلك في الإضاءة ولو السريعة على بعض العلاقات عشية نجاح الثورة (1977) من نوع إشارته الهامة كيف “أخبرني السيد بهشتي يومذاك أن اليساريين يقودون حملة تصفيات للإسلاميين وطلب مني أن أكون على حذر” وكيف في هذا الجو هاجم عناصر منزله في مشهد فـ”ارتاح” عندما علم أنهم من السافاك وليس من اليساريين “كما ظننتُ” (ص280 – 281).
لفتت نظري ملاحظةٌ أبداها خامنئي في الفصل الأول من المذكرات وهي التالية حرفيا ما عدا ما يرد بين قوسين:
“تصاعد خطر الشيوعية خلال هذا العقد (إقصاء رضا خان أوائل الأربعينات، صعود وإقصاء محمد مصدق أوائل الخمسينات) لاسيما بعد واقعة أذربايجان (1946-1947 محاولة انفصال عن إيران). ومن أجل أن تواجه السلطة هذا الخطر فسحت في المجال أمام بعض النشاطات الدينية” (ص 30).
إذن يمكنني كقارئ أن أستنتج أن اللعبة نفسها في إيران التي ستتكرر في تركيا وتسفر في السبعينات عن مشاركة نجم الدين أربكان الإسلامي في السلطة كنائب لرئيس الوزراء برضى الجيش ثم في مصر وهي اللعبة الشهيرة التي دعم فيها الرئيس أنور السادات (والأميركيون) الإخوان المسلمين… دائما في مواجهة الاتحاد السوفياتي والمد الشيوعي.
لا أريد أن أبني على ملاحظة خامنئي ما يتجاوز حدودها، ولكني أسأل، بسبب تنبيه هذه الملاحظة، إلى أي حد يمكن وضع إيران داخل هذا المثلث التركي المصري الإيراني الذي أدّى فيه غض النظر بل تشجيع التيارات الأصولية سواء من السلطة أم من الأميركيين إلى أن يتضخّم حجمُها في كل بلد من هذا المثلّث وتلتهم السلطة؟ تعطينا المذكرات عناصر لإمكان وضع إيران بين الدول التي تخضع لهذه المعادلة.
علي خامنئي إذ يسجّل في الصفحة 80 أن “الإمام الخميني قبل 1962 لم تكن تظهر عليه أي بوادر ثورية…” يكرر ما هو معروف أن حركة الخميني “بدأت خريف 1962 حين أعلن استنكاره لقرارات حكومية مخالفة للشريعة ومنها تبديل القسَم بالقرآن إلى القسم بالكتب السماوية وقرارات من أمثالها كانت تستهدف إضعاف شوكة الإسلام في إيران…”. وسيتجنّب خامنئي في كتابه شرح تفاصيل إصلاحات الشاه لاسيما المعروف منها المتعلق بإعادة تنظيم الأراضي أو بالمناهج التربوية. سيكتفي، ربما بسبب إحراج الموضوع الذي اتُّهِم فيه رجال الدين وقتها بـ”الرجعية” من اليساريين وبعض الليبراليين الإيرانيين. سيكتفي خامنئي بالقول: ” بعد هذا التنازل بشهر عرض الشاه على مجلس النواب مشاريع قوانين سُمِّيت “إصلاحية” وهي في الواقع مشاريع أميركية”. لماذا أميركية؟ لن نعرف! سوى أنه سيضيف: “استنكر الإمام مشاريع القوانين هذه أيضا. أعلن الشاه إجراء استفتاء… فاستنكر الإمام الاستفتاء كذلك” (ص 81).
في واقعة من الكتاب تكشف الثقافةَ الدينيةَ السائدة يروي خامنئي عن شخص أرمني (طبعا مسيحي) كان بين السجناء وتبين أنه من قادة “حزب تودة” (الحزب الشيوعي الإيراني) و”كان يتمتع برفاه خاص وتتوفّر لديه من الإمكانات ما لا يتوفر للآخرين”. يتابع خامنئي: هذا السجين الأرمني اقترب مرة من جلستنا الرمضانية وأصغى إلى حديثي فانشرح كثيرا. بعد ليالٍ جاء واقترب منا وقال: هل تسمحون لي أن أتحمّل مسؤولية الإنفاق على الجلسة التالية؟ قلت على الرحب والسعة. والطريف أنه كان يعرف رأينا في الطهارات والنجاسات ويعرف أنه إذا مسّ شيئا يتوجس في رأينا” يستدرك خامنئي فوراً: هذا هو الرأي السائد بين العلماء بشأن أهل الكتاب وأشير استطراداً إلى أني أرى طهارة أهل الكتاب” ص (140- 141).
لا تعليق لي هنا سوى أن هذه الفقرة رغم أنها مُصاغة بشفافية إلا أنها كاشفة جدا أيضا.
كثيرة هي المواضيع التي يمكن إثارتها مع هذا الكتاب وعبره، إلا أنه وهو المكتوب بلغة عربية متينة وذو هدف طبعا دعائي، غير أن دعائيته لا تلغي جاذبيّته والأهم التجربة الشخصية الهامة (قبل استلامه السلطة) لصاحب المذكرات. حتى صورة السافاك، جهاز مخابرات الشاه، ليست في الكتاب الصورةَ ذات القساوة المخيفة المطلقة الشائعة عنه، رغم ممارساته القاسية التي يتحدث عنها خامنئي ولكنه يعترف أيضا بنسبيتها بل حتى بتناقضات عناصرها، أي السافاك، وفي بعض الأحيان ضعفهم الإنساني.
أتجنّب عادةً مذكرات الأيديولوجيين من أي اتجاه جاؤوا أو ذهبوا، يمينا أو يسارا، ولكني أقرأ بعضها أحيانا بدافع اعتقاد، غالبا ما لا يخيب، أن الكاتب بمجرد أن يدخل في منطق التذكّر، فهو يُعرِّض نفسه لانكشافات المصارحة الذاتية التي يضبطها الأيديولوجيون عادة أو يعتقدون أنهم ضبطوها. أترصّد كقارئ الإنسانيَّ والشخصيَّ الذي لا بد أن يُفلت من قبضة الرقابة الذاتية. “الأيدي الوسخة” لجان بول سارتر، وهي مسرحية عن ملتزمين سياسيا، وليست مذكرات، تقوم حبكتُها بالضبط، على الضعف الإنساني للملتزم الأيديولوجي (اليساري).
حين تكون المذكرات داخل الأيديولوجيا، هذا يعني الحفر في الصخر كأن الأيديولوجي، وهو هنا مع علي خامنئي ليس مجرد الديني بل الأيديولوجي الديني، يذهب إلى الإملاء فالكتابة في المقلَع الصخري لما يجب أن لا يزيح عن “الخط” المعياري. يا للمهمة الصعبة. ولكن على صاحب الذكريات أن يتحمل مسؤوليته لأنها اختياره.
الرواية، بما هي أنسنة وواقعة ومفارقة والتباس، وحدها تُلطِّف المقلَع الصخري.
لا أعرف، وسأعرف طبعاً، لماذا تحضر في ذهني الآن مذكرات أيديولوجي كبير، هو (الراحل) سمير أمين، الماركسي المصري، وربما آخر الماركسيين الكبار في العالم (والخبير الاقتصادي في الأمم المتحدة) بينما أكتب عن مذكرات شخص من موقع وطراز آخرَيْن تماما مثل علي خامئني. هل هو السَيْر المدجّج بالأفكار والالتزامات والرقابة التي لا تغيب حتى في الحميميّات من المذكرات؟ وقد سبق أن قرأت عن مكاشفات ليون تروتسكي لأصدقاء ومعارف خلال منفاه الأخير في المكسيك. الفارق بين موْقِعَيْ الإثنين، أن تروتسكي رجل خاسر في السلطة (طرده ستالين وطارده حتى قتله) بينما خامنئي وهو يتذكّر ما قبل وصوله إلى السلطة يتحدث من الموقع السلطوي الأول والأكثر رسوخاً في إيران. أي الرجل الرابح في السلطة. تروتسكي أحد أكبر أقطاب الثورة البلشفية هو ناقد أدبي حيوي (كتابه: الأدب والثورة). خامنئي متذوق للأدب العربي الكلاسيكي وليس ناقدا أدبيا. ولم يكشف خامنئي عن مزاجه الأدبي في الثقافة الفارسية، وهي ثقافة ليست غنية فقط بل مليئة بـ”الأسرار”، أسرار المكاشفة الأدبية.
لهذا، وبانتظار أن نقرأ له مذكراته الفارسية وسرديته في السلطة للسلطة أسمح لنفسي أخيراً أن “أذكِّر” السيد خامنئي، تقديرا للمشترَك الشِّعري بيننا، بقصيدة – مكاشِفة يعرفها حتماً بنصها الفارسي الذي لا أعرفه، ولا أزال أبحث عن تفسيرٍ لها إلى اليوم.
إنها قصيدة الإمام الخميني التي لا يحب الإعلام الرسمي الإيراني ذكرها إلى حد أنه شِبْهُ “أخفاها” رغم أهميتها القصوى. القصيدة نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية بالعربية بعد وفاة الخميني بفترة قصيرة وقيل أن نجله أحمد الخميني هو الذي سرّبها ولم ينفِ نسبتَها للإمام أحدٌ في الدولة الإيرانية ثم سُحبت سريعاً من التداول (كذلك ترجَمَتْها لاحقاً مجلةًُ “نيوربابليك” الأميركية).
تقول القصيدة:
“صرتُ أسير الشامة على شفتيكِ حبيبتي
رأيتُ عينيكِ السقيمتين، فأسقَمني العشقْ
تجردتُ من النَفسْ، وقرعتُ طبول أنا الحقْ
فأصبحتُ كالمنصور (الحلاج) حرياً بأعلى المشنقة…
افتحي باب الحانة ودعينا نؤمها ليلَ نهارْ
لأني سئمتُ المسجد والمدرسة…
مزّقتُ جبة الزهدِ والرياءْ
ولبستُ جبة الشيخ المُدمن للحانة
فاستعدتُ الوعي
عذّبني واعظ المدينة بنصحهِ
فطلبتُ العون من نَفَس الماجنَ المبلل بالنبيذْ
دعيني وحدي أذكر وثن المعبدْ
أنا الذي أيقظتهُ يدُ وثنِ المعبدْ”.

 

السابق
الوضع الصحي للكاردينال صفير: مقلق ودقيق…
التالي
داوود: منح بطاقات دخول مجانية للزائرين والسياح إلى المتحف لمدة 3 أشهر