أين الكوميديا السورية هذا العام؟!

محمد حداقة
أفرجت الدراما عن مسلسلاتها للموسم الرمضاني، وسط ترقب طويل من قبل المشاهدين لمتابعة دراما تُسلي عن الواقع. وفي حين تحضر الكوميديا في الدراما المصرية بحصة تتراوح بين الربع والثلث من نسبة الأعمال في كل موسم، تحضر الكوميديا في الدراما السورية بعملين رئيسين يقومان على إنتاج مقبول وعدة أعمال ركيكة منخفضة التكلفة لم يبصر أغلبها النور.

الصدمة جاءت عبر مسلسل “كونتاك” الذي جمع مجموعة من الممثلين السوريين ولا سيما أصحاب الخبرة في مجال الكوميديا، حيث تصدّر البطولة رفيق درب الفنان دريد لحام الفنان القدير حسام تحسين بيك، وحضرت النجمة أمل عرفة بدور امراة نازحة من منطقة الجزيرة السورية، كما حقق حضور الفنانان محمد حداقي وشادي الصفدي لمسة خاصة للعمل، لكن النتيجة جاءت مخيبة مع أداء مفتعل وسط تصادم موجة اللهجات بطريقة غير مريحة للسمع ولا يمكن تقبلها كما جرى في أعمال الكاتب ممدوح حمادة حين عزل كل نص إلى بيئة محلية يتحدث كل أبناءها بذات اللهجة.

اقرأ أيضاً: الدراما حين تزعج السلطة ورجال الدين!

بالمقابل، جاءت سلسلة بقعة ضوء الجزء 14 بعد صعوبات جمّة في إنتاج المسلسل وتنفيذه، المسلسل الذي عانى في إيجاد نصوص هذا الموسم حاول المشرفين عليه ترميم ما استطاعوا لكن عدم القدرة على تقديم لوحات جدلية وتطوير نموذج اللوحة الكوميدية أضعف من وصول الحلقات الأولى للجمهور.

اقرأ أيضاً: المنافسة على تصدّر «تويتر»: هاجس النجوم والمنتجين

أما العمل الأكثر دفئاً فكان “ناس من ورق” والذي حمل سمة الكوميديا الاجتماعية العائلية عبر قصة جيران يسكنون ذات البناء لكن ضعف حبك المشاهد والقدرة على الإتيان بأفكار جديدة غير مطروقة أضعفت من بنية العمل، وجذب الجمهور للضحك من قلبه وهذا الغائب من سنوات عن الدراما السورية.

أما ما تبقى من أعمال تصنّف تحت خانة المسلسلات “الكوميدية” فهي لا تملك أدنى مقومات العمل الدرامي المتماسك، وهو ما استعصى وصولها إلى خارج الحدود، كما ضحت القنوات السورية الحكومية بهذه الأعمال ولم تعرض معظمها خلال هذا الموسم.

السابق
سجال الجرّاح – يعقوبيان يدخل وزارة الاتصالات على خط التجاذبات
التالي
2.3 مليار دولار مرابح ستاربكس بعد إعلان الكوب الخاطئ