هل مائدة الإمام زين العابدين الرمضانية لها علاقة بإمام الشيعة الرابع؟

مائدة

المُطَّلِعُ على سيرة الإمام الرابع من أئمة الشيعة الإثني عشر ألا وهو الإمام علي بن الحسين المكنى بأبي محمد والملقب بزين العابدين عليه السلام، المطلع على سيرة هذا الإمام العظيم يجدها قدوة في العطاء والإحسان للضعفاء ويجد فيها نموذجاً فريداً من نوعه في مساعدة الناس ليلاً لا نهاراً وسراً لا جهارا وكان خيره وبرُّه عليه السلام يطال الجميع من شيعته ولا يميز بين من يرغب به ومن لا يرغب حتى أنه قضى ديون ألدِّ أعدائه.

وبعض هؤلاء الاعداء كان من بني عمومته من ذرية عمه الإمام الحسن عليه السلام وقصص هؤلاء في هذا الجانب مشتهرة في التواريخ المعتبرة ..

وعلى مقلب آخر يفتقد الكثير من الذين يستغلون تعاطف الشيعة مع إسم هذا الإمام العظيم يفتقدون العدالة الاجتماعية ويبتعدون كل البعد عن الممارسة الصحيحة المنسجمة مع طبيعة سيرة هذا الإمام العظيم في جانب خدمة الناس ومساعدة الضعفاء دون تمييز، وكنت يوماً داخلاً لأحد المراكز التابعة لما يسمى بمائدة الإمام زين العابدين الرمضانية التي تنتشر مراكز جمعها للتبرعات المالية في شهر رمضان في كل لبنان بهدف تفطير الصائمين المحتاجين والفقراء من ريع ما تجمعه المائدة المذكورة من تبرعات.

اقرأ أيضاً: «القجة» والجمعيات الخيرية: من يراقبها؟ (1/2)

كنت داخلاً لأحد مراكز التبرع فكان أول ما سُئلت عنه: “بماذا تحب أن تتبرع؟!” ولم يبادر أحد ليسألني: “هل أنت بحاجة لشيء لنساعدك؟”، فاكتشفت أن جماعة تتحكم بمفاصل هذه الحركة لتحسين أوضاعها وليس الهدف مساعدة الفقير في شهر رمضان، بل الهدف الاكتفاء الذاتي لمجموعة من الشخصيات المرتبطة بجهة حزبية معروفة تريد هذه المجموعة أن تصوم صوماً مترفاً هي وعائلاتها مستفيدة من عائدات التبرعات التي تجمعها مائدة الإمام زين العابدين الرمضانية! وهذه الجماعة المستغلة لعمل الخير تريد حق العاملين عليها قبل حقوق المعمول لهم من الفقراء والضعفاء واليتامى والمحتاجين حتى غدت القاعدة أن هؤلاء هم من العاملين لها وليس من العاملين عليها!

وقد ازداد يقيني بعدم رجاحة التعاون مع المائدة المذكورة ما تواتر في بعض الأحياء داخل بيروت وخارجها أن المستفيدين من عائدات التبرعات الرمضانية لهذه المائدة المزعومة هم من نفس الجهة الحزبية القائمة بالمشروع وأن غير الحزبي لا يمكن أن يصله من خيرها شيء!

اقرأ أيضاً: صوموا تصحوا…ولكن ليس في زماننا!

وهذا السلوك يدفعنا لنفي علاقة الإمام الرابع للشيعة بما تفعله هذه الجماعة المتغطية بشعار اسم هذا الإمام العظيم في سلوكه وأخلاقه في مساعدة الضعيف والفقير دون تمييز.

لذلك نقول على أبواب الشهر الفضيل شهر الخير والعطاء شهر رمضان المبارك نقول للمحسنين والخيرين الذين هم في تناقص مستمر وانقراض يوماً بعد يوم نقول للباقين منهم: من أراد كسب ثواب تفطير الفقير الصائم فليبادر بنفسه للبحث عن الفقير الصائم ولا يجعلن على سعيه وكيلاً حتى لا يقع برُّهُ في غير موضعه، فإن كثيراً من الفقراء والضعفاء المستقلين ينتظرون منكم الخير الذي لا يصيبهم منه شيء بسبب هيمنة المشاريع الحزبية على منابع الخير في كل لبنان..

اللهم قد بلغت وأسمعت وأبصرت…

السابق
البطريرك صفير في «وضع صحي دقيق» والراعي أرجأ زيارته لأفريقيا!
التالي
عريقات لوفد أمريكي: إسقاط خيار الدولتين على حدود 1967، إسقاط لإمكانية تحقيق السلام