لماذا توقف السيد صادق الموسوي عن مهاجمة حزب الله؟

  المحقق السيد صادق الموسوي هو نجل المرجع الديني المرحوم السيد محمد باقر الموسوي الشيرازي والأخير هو من علماء مدينة مشهد المقدسة الإيرانية ونجل المرجع الراحل السيد عبد الله الموسوي الشيرازي، والأخير بدوره كان مقيماً في النجف الأشرف وانتقل بعدها إلى مدينة مشهد المقدسة وأسس العديد من الحوزات والحسينيات والمكتبات بين النجف الأشرف ومشهد المقدسة وأشهر مؤسساته : " حسينية آية الله العظمى الشيرازي " الواقعة جوار الحرم الرضوي في مدينة مشهد المقدسة.

والسيد عبد الله هو من أساتذة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله في أثناء دراسة الأخير في النجف الأشرف.

وقد جاء ولده السيد محمد باقر إلى بيروت مرة قادماً من مشهد فدمشق فبيروت ليؤدي واجب العزاء بوفاة والدة الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي خطيب المجالس الحسينية في العديد من دول العالم حيث رافقه إلى بيت الدكتور العاملي حفيده الذي هو ابن السيد صادق وهو من الطلاب المعممين في قم المقدسة حالياً.

والسيد صادق كان في مرحلة ما فاعلاً ومجاهداً في سلك الحرس  الثوري الإيراني حينما قدم إلى لبنان وانطلق في العمل السياسي والعسكري تحت لواء حرس الثورة في لبنان بعد أن تزوج بكريمة آل شمص وأنجب منها أولاده وبقي على وفاق مع أركان الحالة الإسلامية في لبنان وبالخصوص حزب الله إلى أن أطلق ما يسمى : ” الحركة الإسلامية في لبنان ” مقابل الثورة الإسلامية في لبنان التي أطلقها حزب الله وبدأ السيد صادق يتسابق هو وحزب الله على إعلان الجمهورية الإسلامية في لبنان يومها  بالشعارات والمساعي والمطبوعات المثيرة للجدل الداخلي والخارجي في كل الدوائر.

فقام السيد صادق بتوزيع منشور في كل لبنان يومها يقترح فيه نفسه مع ثلاثة شخصيات دينية أخرى لرئاسة الجمهورية الإسلامية في لبنان والأشخاص الثلاثة الآخرين كان منهم السيد محمد حسين فضل الله الذي رفض ذلك بقوة، وخلق رفضه إرباكاً لحزب الله الذي كان يعتبر السيد فضل الله مرشده الروحي ويتلطَّى بعمامته ومواقفه عند كل شدة في مواجهة أقوياء الساحة الشيعية الآخرين كالشيخ محمد مهدي شمس الدين ونظرائه.

وعلى أثر هذه المنافسة بين السيد صادق وحزب الله استطاع السيد صادق الاستئثار ببعض مصادر التمويل الإيرانية لقربه من القيادة الإيرانية بوصفه إيرانياً بالدرجة  الأولى وثورياً بالدرجة الثانية ولكون أسرته لها  تاريخها العلمي والحوزوي بالدرجة الثالثة وله خدماته العديدة لإيران في لبنان في إطار عمل الحرس الثوري خصوصاً في منطقة البقاع اللبناني بالدرجة الرابعة، وهذا الاستئثار بمصادر التمويل الإيرانية دفع حزب الله لتهمة السيد صادق أنه يُغرِّد خارج السرب فانطلقت حرب دعائية وميدانية ضده دفعت لمحاربة كل من يعمل تحت لواء الحركة الإسلامية في لبنان وفي كل المساجد والمناطق اللبنانية وقد اعتدي على بعض هؤلاء بالضرب في منطقة الأوزاعي وغيرها من المناطق، فكان رد السيد صادق برفع أمره للقيادة الإيرانية التي لزمت الصمت حياله للحيثيات التي ذكرناها.

فما كان منه إلا أن بدأ سلسلة من الهجمات المنظمة ضد حزب الله عبر الإعلام وبالخصوص عبر عشرات المقالات في مجلة الشراع اللبنانية مستهدفاً قيادة الحزب ورموزها وسياسات الحزب جميعاً، وبدأ السيد صادق بتحريك المخالفين للحزب بالسياسة من علماء دين شيعة وغير علماء وذلك لنشر مقالات مشابهة في المجلة المذكورة وغيرها.

واستمر على هذا المنوال أكثر من خمس عشرة سنة إلى أن فجأة سكت عن ذلك والتزم إدارة حسينية جده في مدينة مشهد بعد أن غاب لسنوات عن الأنظار بحثاً عن مصادر علمية في مكتبات العالم لتوسعة موسوعته: ” تمام نهج البلاغة ” التي تعتبر من أهم مستدركات كتاب: ” نهج البلاغة ” للشريف الرضي، وقد تمكن السيد صادق من إيصال كتابه هذا إلى ” بان كي مون ” رئيس هيئة الأمم المتحدة حيث سلمه كتابه هذا ووضعت نسخة منه في مكتبة الأمم المتحدة، كما تمكن السيد صادق من إيصال كتابه هذا لقيادات كبرى في الأحزاب التركية وعقدت لتسليمه الكتاب هناك مهرجانات حاشدة بدعم إيراني وقد تمكن الإيرانيون من إشغاله عن حزب الله بمسؤولية إدارة حسينية جده وتعزيز ترويج مستدركه على كتاب : ” نهج البلاغة “.

ونجح حزب الله بتأثيره على القيادة الإيرانية من تحييد السيد صادق عن الساحة اللبنانية وبتوقيف وإسكات انتقاداته النارية لأداء الحزب السياسي، هذه الانتقادات التي كانت في مرحلة ما هي الشغل الشاغل لكل القوى المعارضة لسياسات حزب الله في الوسط الشيعي.

ولهذا سكت السيد صادق الموسوي عن مهاجمة حزب الله …

 

السابق
نقاش في بلدية صيدا بحضور الحريري والسعودي حول «المستشفى التركي»
التالي
إجتماع للرؤساء الثلاثة في بعبدا