«المردة» ممتعض من تكريم حزب الله لباسيل…«لا وعد بالرئاسة»

لا تزال "هدية" حزب الله للوزير "المقاوم" جبران باسيل تلقى ردود أفعال وتعليقات شعبية ساخرة، إلا أن هذا الحدث يستوجب الوقوف عنده وعدم اعتباره زيارة عابرة انتهت بتحول "قذيفة" الحزب الى مزهرية للورود الباسيلية.

وبعيداً عن التعليقات الساخرة من جهة، والمستهجنة لنوعية هدايا الحزب من جهة أخرى، لوحظ أن جمهور “المردة” هو الأكثر انزعاجاً من حفاوة استقبال حزب الله لوزير الخارجية جبران باسيل والتسميات والألقاب التي اسبغها عليه وبالهدية ـ القذيفة التي تلقاها من الحزب، وذلك لأن جمهور المردة كان يعوّل على وفاء الحزب لزعيمه سليمان فرنجية في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل الصراع على حظوة المرتبة الأولى لدى حزب الله من قبل الطرفين.

إلا أن هذه الزيارة أطلقت جرس الإنذار في الساحة الزغرتاوية، في ظل صمت وعدم تعليق من المردة كحزب وكمسؤولين، لكن الجمهور لم يستسغ الزيارة، لا سيما على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث كتب الناشط بيار حشاش، أحد أبرز مناصري المردة، عبر تويتر سلسلة تغريدات تناولت موضوع الزيارة، وقال: “مع محبتي وتقديىي لحزب الله وجمهوره، المشكلة انو قسم من جمهور حزب الله ما عم يفهم انو تموقع التيار الوطني الحر ما إلو علاقة بالمقاومة وإسرائيل أو ب٨ و١٤ القصة متعلقة بالمصلحة وبالتضارب بالفايدة والضرر بالحق والباطل بالخير والشر، شو خص ١٤و٨ ما مبارح كان رأيو بإسرائيل معتدل”.

وأضاف في تغريدة أخرى مهاجماً جمهور الحزب: “جمهور حزب الله أعمى أطرش أخرس أو شو ؟ مينو هيدا لي ما حدا سامع بالي خلفو لي مبهور بذكاء باسيل وفقعو صاروخ طولو … شو بيشتغل شو رتبتو بالحزب شو موقعوا كل واحد قاري باسيل بيكون من حجمو وأقل واذا عن جد هيدا رأي الحزب بباسيل انا طارق شندب”.

اقرأ أيضا: الوزيرة شدياق: بومبيو غير راض على لقائه بوزير الخارجية جبران باسيل

وختم منتقداً المسؤول في حزب الله الذي أهدى باسيل القذيفة حيث قال: “هيدا لي قال منو شايف اذكى من جبران باسيل يطلع ٢٠ متر برات زاروب البيت قبل ما يخلعنا هيك تصاريح باسم نص البلد، ويهديه صواريخ ويحطلو ياهن بالخزانة بالدروسوار او مطرح ما بدو بس شو خص الذكا بالاحتيال عفواً جرب مرة أخرى”.

أما الناشط في المردة سلمان بو نعمة فنشر صورة تهكمية حوّل بها القذيفة الى علبة حمص وكتب فوقها: “الصورة الحقيقية” الأكثر تعبيراً، وسأل في تغريدة أخرى: “شو مفهوم الوزير المقاوم ؟”.

“الغيرة” وكرسي الرئاسة

يتعامل اقطاب وأحزاب الممانعة، لا سيما المسيحيين منهم، مع حزب الله باعتباره “كبير العائلة”، ويتنافسون فيما بينهم لكسب رضاه، ليحجز الفائز الأكبر بهذا الرضا الود كرسي الرئاسة في بعبدا.

ويقابل حزب الله الغزل بالغزل لكل من يتقرب منه اكثر من حلفائه، ودائماً ما يردد أمين عامه حسن نصرالله أن “سليمان فرنجية عين وميشال عون عين”، وبالتالي تنشط لهجة الفخر كل ما زادت العين حاجباً لصالح أحد القطبين، وتبدأ تغريدات “الغيرة” من القطب الآخر.

في هذا الشأن، بدأ الحديث عن فترة الرئاسة المقبلة يزداد، وفي معلومات لجنوبية من جلسة خاصة مع مسؤول رفيع المستوى، اعتبر أن التنافس الثنائي بين باسيل وفرنجية قد لا يوصل أحداً منهما الى بعبدا إذا لعبت التوازنات الخارجية دوراً مغايراً عن ما كان الوضع عليه في مرحلة التسوية الأخيرة.

وأشار الى أنه بعد فترة الرئيس ميشال عون، ستنزل أسهم باسيل لأن كل ما نراه اليوم ونسمعه هو من صنع عون وليس باسيل كما يظن البعض، فباسيل هو الواجهة فقط.

أما عن الحظوظ ربطاً بوعود الحزب، فاعتبر أن لا خوف على حزب الله اذ ان بإمكانه تغيير أقواله بطريقة معينة عندما يرى مصلحته في مكان آخر، فمثلاً عندما كانت مصلحته في عدم انتخاب رئيس تمسك بورقة عون، واليوم اذا كانت مصلحته بالقفز فوق وعده لفرنجية فمن الممكن أن يقول أن الغالبية المسيحية مع مرشح آخر وحرصاً على الميثاقية وما شابه ذلك.

في السياسة لا شيء مضمون، ولا يتم العمل على أساس الوعود، وأيضاً لا يمكن الحسم بأن الموازين ستبقى على ما هي وسيبقى لطرف واحد قرار التعيين بدلاً عن الإنتخاب، ففي لحظة ما قد لا تنفع لا قذيفة فارغة كهدية ولا ورود، ولا عيون!

السابق
خليل: مصرّون على زيادة الضريبة على الفوائد من 7 الى 10 بالمئة
التالي
الدراما حين تزعج السلطة ورجال الدين!