نصرالله والتطورات الخطيرة؟

احمد عياش

لم تحظ الاطلالة الاخيرة للامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله لمناسبة الذكرى الثالثة لسقوط القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين بإصداء في الاعلام الغربي ،وخصوصا القسم الذي ورد في كلمته بشأن إسرائيل.لكن هذا القسم من كلم نصرالله تحديدا إستأثر بإهتمام الايراني الذي أبرز إعلان نصرالله عن “قدرة المقاومة للدخول الى الجليل… وإن الفرق الاسرائيلية التي تفكّر بالدخول الى لبنان ستدمّر وتحطّم”.
بالطبع،ان عدم إهتمام الاعلام الغربي بكلام نصرالله الاخير، لايعني تحوّلا في التعامل مع أبرز شخصية في النفوذ الايراني الخارجي.فقد كان الامين العام ل”حزب الله”، ولا يزال، محور رصد جميع الاطراف المعنية بالمنطقة بإعتباره قياديا بارزا على مستوى هذا النفوذ.ويعتبر متخصصون بالملف الايراني ان موقع نصرالله القيادي داخل الهرم في الجمهورية الاسلامية يأتي بعد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.

اقرأ أيضاً: جنبلاط يحرر مزارع شبعا

في كل مرة يطل فيها نصرالله، يؤكد على المستوى اللبناني انه يتصرّف على اساس انه مخوّل للتعامل مع كل الملفات التي تتراوح بين السياسة الخارجية والحرب والسلم وبين السياسة الداخلية على كل المستويات التي شملت في الكلمة الاخيرة القطاع المصرفي وما يتوجب على هذا القطاع القيام به لحل الازمة المالية التي يغوص فيها الان مشروع الموازنة.
لكن هذا الاعتداد بالنفس الذي أطل به نصرالله في ذكرى بدر الدين، لم يؤد الى قيامه بمقاربة أخطر أزمة تواجهها الجمهورية الاسلامية منذ نشوئها عام 1979. ففي ظل العقوبات الاميركية المتصاعدة ،التي دخلت الان طورا جديدا غير مسبوق ,أصبحت إيران بلدا ليس جائعا فحسب، بل صارت أيضا بلدا منكوبا.وفي معلومات ل”النهار” من مصادر ديبلوماسية ان السيول التي إجتاحت إيران في الاسابيع الماضية الحقت بها خسائر فادحة ،كما كشفت عن عجز هائل للنظام هناك لمواجهتها ،ما أدى الى تقديم القائد السابق للحرس الثوريمحمد علي جعفري “كبش فداء”، وتعيين خلفا لههو الجنرال حسين سلامي.وفي المعلومات أيضا ، ان تظاهرة ضمت عشرات الالوف نظمها ناشطون أرمن على الحدود المشتركة بين أرمينيا وإيران إحتجاجا على تصدير البيض والدجاج من بلادهم الى الجمهورية الاسلامية ما ادى الى إرتفاع إسعار هذيّن المنتجيّن على حساب المكلّف الارمني.
وفي المحور الايراني، تشهد سوريا التي يحكمها نظام الاسد المنتمي الى هذا المحور، أزمة إقتصادية لا مثيل لها ايضا بدأت تتسرب الى لبنان من خلال شح الوقود في مناطق هذا النظام. وهذه الازمة مرشحة للتفاقم.
كل المعطيات تفيد ان المنطقة مقبلة على تطورات خطيرة. وعلى رغم كل مظاهر الاعتداد بالنفس الذي يتقن نصرالله ممارسته ، ستكون للبنان حصة في هذه التطورات. ومن المؤكد ان نصرالله سيكون خلال هذه المرحلة أمينا عاما ل”حزب الله” ، وهو ،بحسب المراقبين،سيكون ثابتا في هذا المنصب الذي صار صنوا له.

السابق
روسيا وعقدة المياه الدافئة
التالي
التحامل على اللواء عثمان هروبا من محاسبة قاضي