جنبلاط خرج من «قطار التسوية» الذي يقوده نصرالله

في خطابه امس أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أن مزارع شبعا لبنانية استنادا إلى ما قررته الدولة اللبنانية، وأن أيّ كلام آخر لا يعنيه ولا يعني المقاومة الإسلامية التي تعتبر مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، مناطق محتلة من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

كان نصرالله يرد  على كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من دون أن يسميه، الذي كان قال قبل أيام  إن مزارع شبعا ليست لبنانية.
وفي سياق كلمته في الذكرى السنوية لرحيل القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين، أكد نصرالله أن الحزب سيرد على إسرائيل في حال أقدمت على اي محاولة للاعتداء على لبنان، من دون أن يوضح إن كان يقصد استمرارها في احتلال مزارع شبعا، أو قيامها باحتلال أراضٍ إضافية.
وفيما شدّد نصرالله على مسؤولية المقاومة في تحرير مزارع شبعا، فإنه لم يقدم اي عرض يُبرز ما قامت به المقاومة منذ العام ٢٠٠٠ من أجل تحرير هذه المزارع، خصوصا أن الطرق الدبلوماسية لم تستنفذ من أجل استعادتها، علما ان السيد نصرالله وعد في العام ٢٠٠٦ وخلال طاولة الحوار بإقناع الرئيس السوري بشار الأسد تسليم لبنان وثيقة رسمية تؤكد لبنانية المزارع، كما طلبت الأمم المتحدة آنذاك من أجل إثبات أنها لبنانية، لتخضع لمندرجات القرار الدولي رقم ٤٢٥ الذي يلزم إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية.
ما قاله أمين عام حزب الله في خطابه امس، في “ان الدولة اللبنانية مع وجهة نظري، وبالتالي فإن كلام جنبلاط لا قيمة له وهو كلام في الهواء”،  أكد بالمقابل بأن مسألة سلاح حزبه مرتبطة بتحرير هذه المزارع، التي يجب أن تحرر بالسلاح فقط، خصوصا انه لم يشر إلى ضرورة أن تقوم الدولة اللبنانية الذي هو في صلب قرارها، بالعمل للاستحصال على وثيقة من الدولة السورية، ولم يبدِ اي استعداد لمخاطبة حليفه الرئيس الأسد للمساعدة على استنقاذ المزارع من الاحتلال الإسرائيلي.

هنا السلاح هو الوسيلة التي يعتبر نصرالله أنها كفيلة بالتحرير، اليوم وبعد تسعة عشر عاما من تكفله بتحريرها، يدفع ذلك نحو الاعتقاد بأنه عاجز عن القيام بهذه المهمة، لا سيما أن اي عمل عسكري لتحريرها لم يجرِ اعتماده أو تنفيذه وبدت هذه المزارع تلبي مطلب الاحتلال الذي يستفيد من تمنع النظام السوري من تحريرها أو التسليم بلبنانيتها، فيما توفر ذريعة لحزب الله بالمحافظة على سلاحه، بحجة تحريرها ولكن من دون أن يقوم بأي جهد عسكري فعلي على هذا الصعيد.

لم تغب عن بال جنبلاط هذه المعادلة التي تلبي شروط الاحتلال الاسرائيلي، وتوفر لحزب الله فرص المحافظة على سلاحه الذي باتت اهتماماته منذ سنوات عديدة، في التحكم في السلطة في لبنان وحماية نظام الاسد في دمشق.
ما قاله جنبلاط باختصار هذه قصة مزارع شبعا لمن نسي أو تناسى، وأكثر من ذلك، قال على طريقته انا خرجت من قطار التسوية الذي يحكم السيطرة على لبنان ويتجه به نحو كارثة محققة، ان لم يستدرك سائق القطار الكارثة التي تنتظره في آخر النفق، الذي يظن أنه سيخرج منه إلى برّ الأمان، فيما الكارثة هي التي تبدو محققة.

السابق
محبو الإمام قبلان يدينون الافتراء على المجلس الشيعي ورئيسه والتعدي على كرامة الطائفة
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 3 أيار 2019