حزب الله يقرع طبول الحرب قبل إسرائيل

حزب الله اسرائيل
منذ أشهر وجيش حزب الله الإلكتروني عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي  ينشر مقالات ومقولات ونبوءات وتحليلات كلها تتجه إلى جو معركة حاسمة وفاصلة بين الحزب من جهة وبين إسرائيل جهة أخرى.

يؤكد الحزب في منشوراته الكثيرة والكثيفة والمتعددة المصادر والأحجام والأشكال والألوان، يؤكد قساوة الحرب المقبلة ليُعِدَّ الناس نفسياً لمواجهة كل الاحتمالات وليعطي هؤلاء فرصة لتدبير أمورهم وتقليع شوكهم بأيديهم في حال نشوب الحرب حتى لا يبتلى بما ابتلي به في حرب تموز 2006، حيث لم يُخبر الناس يومها بعاقبة الأمور قبل خوض غمار الحرب التي كانت منظورة أمنياً لديه، وأبلغ بها خواصه من المسؤولين وأخص الخواص من العناصر الذين قاموا بتحييد عوائلهم والتهيىء لمستلزمات مباشرة الحرب قبل مدة أربعة أشهر من بدايتها !

فحتى لا تتكرر التجربة تلك يقوم حزب الله بعملية الإعداد النفسي للناس لمواجهة كل المخاطر المقبلة والتي سيسعى فيها لحماية وجوده العسكري والأمني قبل كل شيء . وتنتشر في أوساط الناس – وبالأخص الموالين والمناصرين لحزب الله في مختلف المناطق اللبنانية والشيعية خصوصاً – مقولات عن استعدادات لحرب قاسية ومفاجئة مقبلة في الصيف القادم رغم تكذيب الأمين العام لحزب الله لما نُسب إليه من تسريبات في هذا الشأن في مقال صحيفة الرأي الكويتية في الأيام القليلة الماضية …

اقرأ أيضاً: حزب الله ومنهجية قضم نفوذ حركة أمل في لبنان

ويمكن أن لا يكون الإعلان من المعنيين بقدوم الحرب بشكل رسمي حتى لا يؤدي ذلك لإلحاق المزيد من الضرر بالاقتصاد اللبناني الذي يتوقع له بعض النهوض في الأشهر القادمة عبر ما ينتظره من هبات وقروض مُيَسَّرة وغير ميسرة من مؤتمر سيدر الاقتصادي الپاريسي، وعبر تفاعل نمو القطاع السياحي استجابة للمتغيرات السياسية بعد تشكيل الحكومة وبعد الشروع بخطط لمكافحة الفساد، وعبر ما يتوقعه القطاع المصرفي من استقطاب للودائع من أموال المغتربين اللبنانيين في الأشهر القليلة القادمة لا سيما الراغبين منهم في تقديم الدعم للحيلولة دون انهيار الاقتصاد استجابة لدعوات الخيِّرين ومنها دعوة البطريرك الماروني في هذا المجال …

فقد يكون عدم الإعلان رسمياً من قبل المعنيين عن قدوم الحرب مراعاة من هؤلاء لهذه الاعتبارات والحيثيات، وإن كان الكثير من الخبراء الأمنيين والعسكريين  الأوروپيين الغربيين يؤكدون على أن الحرب واقعة واقعة لا محالة ولكن المسألة هي مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.

عناصر حزب الله من جهتها مهيئة لأجواء هذه الحرب اولا بسبب حملات التعبئة المستمرة تحت عنوان “الحرب على الإرهاب في سورية والعراق”، وثانيا بسبب ما يشاع في صفوفهم وما يقوله لهم المسؤولين ان المعركة المقبلة مع العدو الاسرائيلي ستنقل لداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار عملية الجليل المرتقبة والتي أعدَّ الحزب كل مستلزماتها اللوجستية والعسكرية والأمنية رغم بعض الخروقات من هنا وهناك مما تفرضه أي مواجهة من هذا القبيل …

فهل حقا يؤمن عسكريو الحزب ومناصروه ان مزارع شبعا ستتحرر في الأشهر القليلة المقبلة هي و وتلال كفرشوبا الحدودية وقرية الغجر والقرى اللبنانية المحتلة على الحدود الفلسطينية الدولية والتي احتلتها إسرائيل سنة 1948 بالقوة كما أخذت بالقوة ؟

الجواب يبقى محل انقسام في الرأي في الداخل اللبناني بين مؤيد يتبنى نهج المقاومة التي يقول جمهورها حمت لبنان من العدوين الصهيوني والتكفيري، وبين معارض يرى حزب الله متفرداً بقرارات السلم والحرب، حسب مصلحة ايران الدولة الراعية للحزب الشيعي المسلح في لبنان.

وما يزال هذا الجدل قائماً ولن ينتهي …

 

السابق
النجوم على بوسترات المسلسلات: صدارة مؤقتة!
التالي
لوموند: الجزائر والسودان تفتحان الطريق لنهاية الأنظمة الاستبدادية