جنبلاط يواجه حزب الله وحده…

وليد جنبلاط وحزب الله
كان من المتوقع ان يبدأ حزب الله بتصفية حسابه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فور تمكنه من استلام السلطة بعد الانتخابات النيابية قبل عام، وهي التي امنت له اكثرية نيابية وحكومية تصدرها وحلفاؤه التابعين.

لم يغفر حزب الله للنائب السابق وليد جنبلاط دعمه للثورة السورية التي قامت ضد حكم بشار الأسد قبل 8 سنوات، في الوقت الذي ارسل الحزب عناصره وخاض معركة مصيرية فقد فيها 2000 مقاتل من أجل تثبيت حكم البعث في سوريا الحليف الاستراتيجي لإيران زعيمة حلف الممانعة، هذا الحلف الذي تمكن من التغلغل في العديد من الدول العربية وعمل على إضعافها وتمزيقها بذريعة قتال المحور الاميركي الصهيوني.

حزب الله وبقانون انتخابي فرضه بواسطة الابتزاز التعطيل، تمكن من تحقيق الاغلبية في الانتخابات النيابية التي جرت فبل عام، وذلك بتشكيل لوائح مشتركة مع حركة امل والتيار الوطني الحر والاحزاب الموالية لسوريا، فاستحق عندها عقاب الخصوم بعد طول انتظار.

اقرأ أيضاً: كسارة ومعمل باطون عين دارة يعودان إلى العمل بأمر قضائي

وللتذكير، فانه بعد تسعة شهور من مناكفة الخصم التقليدي الرئيس سعد الحريري، تمكن الحزب الذي جاهر بدعم حلفائه من سنة 8 اذار ان يفرض تخلي الحريري عن نصف مقاعد الوزراء السنة لخصومه، وذلك من اجل انقاذ البلد سياسيا واقتصاديا من الجمود القاتل الذي كاد ان يودي فيه.

ووجه حزب الله اول ضربة لزعيم الجبل وليد جنبلاط عند تشكيل الحكومة واضطرار الحريري ان يقبل بتوزير الدرزي صالح الغريب إبن شقيق الشيخ ناصرالدين الغريب المدعوم ارسلانيا والمزكى من حزب الله، والذي يدّعي زورا انه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز بالقوة، في حين ان الشيخ نعيم حسن هو شيخ العقل المنتخب شرعا وقانونا بالتزكية.

لتتوالى بعدها الضربات وكان اخرها فرض انشاء معمل ترابة في منطقة الشوف العمق الجغرافي للزعامة الجنبلاطيه، وصاحب هذا المعمل هو النائب البقاعي السابق نقولا فتوش، المعروف انه حليف حزب الله والمشهور بحيازته للعديد من رخص الـ”كسارات” المثيرة للجدل، والخطير في الامر ان القضاء ظهر بأسوأ حال امام الرأي العام اللبناني بعد كسر مجلس شورى الدولة لقرار وزير الصناعة وائل ابو فاعور الذي قضى بالغاء رخصة “معمل الاسمنت” في عين دارة وسط تصفيق وتهليل من الاهالي الذين حسبوا انهم ارتاحوا من الخراب الذي ستخلفه “كسارات فتوش” بأحراشهم  وبيئتهم ومنطقتهم السياحية، ليتفاجأوا بحكم مجلس شورى الدولة ينقض قبل يومين قرار وزير الصناعة، ويثبت هذا المجلس انه اصبح مثل المجلس الدستوري وغالبية الاجهزة القضائية والمؤسسات الرسمية التي لا حول لها ولا قوة في ظل الهيمنة السياسية والعسكرية لقوى الأمر الواقع.

اليوم يواجه وليد جنبلاط وحده سياسيا وشعبيا وقانونا حزب الله وحليفه “كسارات نقولا فتوش” في معركة شريفة يسانده فيها الرأي العام اللبناني مجتمعا وليس اهالي عين دارة وحدهم، هي معركة شريفة ومشرفة، عنوانها حماية البيئة من جشع اصحاب الكسارات، اما عمق المعركة فهو حماية الدولة ومؤسساتها من سلطة “سلاح المقاومة” الذي يصر على الهيمنة على جميع مفاصل الدولة.

السابق
«الأسيران» السوريان يرفضان تسليمهما لنظام الأسد!
التالي
قائد القيادة المركزية الأمريكية: نستطيع ردع إيران ووجودنا في العراق طويل