هل ستغلق إيران «مضيق هرمز»؟ وما هي العواقب؟

مع زيادة العقوبات الأميركية على ايران، والتي كان آخرها منع تجديد الإعفاءات الممنوحة لـ8 دول بالحصول على النفط الإيراني، تعود طهران لاستخدام ورقة مضيق هرمز، والتي هددت باقفاله اذا تم منعها من استخدامه.

إقفال مضيق هرمز، هوالتهديد الأكثر خطورة الذي صدر من الجانب الإيراني، ويعد اعلاناً ضمنيا بالحرب، وبغض النظر عن التحليلات العسكرية التي تؤكد ان ايران تهدّد ولكنها غير راغبة باقفال المضيق لانه سيدخلها بحرب مباشرة وخاسرة مع الاسطول الاميركي المزود بحاملات طائرات وصواريخ الـ”كروز” الحديثة القادرة الى اصابة كل الاهداف في ايران، فإن اقفال المضيق سيكون ضربة لليابان والصين وبعض الدول الخليجية والشرق آسيوية الأخرى.

فالعراق والإمارات يتوفر لديهما حلولاً أكثر من السعودية وقطر، بحيث سيلجأ العراق لحدوده الشمالية، في حين ستلجأ الإمارات الى تمرير صادراتها عبر حدودها البحرية الجنوب شرقية عبر المحيط الهندي.

وكان لافتاً اعلان السعودية والإمارات الجهوزية التامة لتعويض نقص النفط في السوق الذي سيخلفه وقف التصدير النفطي الإيراني، فوراً بعد منع الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب تجديد الإعفاءات. في حين أن الرد الإيراني على هذا الإعلان كان واضحاً حيث أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران لن تسمح لأي دولة بإحلال مبيعاتها النفطية في السوق العالمية.

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن المتحدث عباس موسوي قوله إن “جمهورية إيران الإسلامية لن تسمح لأي دولة بأن تحل محل إيران في سوق النفط.” وقالت الخارجية ان على السعودية تحمل عواقب تبعيتها العمياء لسياسات واشنطن بشأن صادراتنا النفطية.

هذه القرارات أدت الى ردود أفعال غير ايرانية أيضاً، بحيث انتقدت تركيا قرار الولايات المتحدة، معتبرة أنه لن يخدم السلم والاستقرار في المنطقة، في حين وعدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية بمواصلة “بذل كل ما هو ممكن للحصول على تجديد للاستثناءات”. ولن يكون قرار ترامب سهلا على الصين التي تجري مفاوضات تجارية حساسة مع واشنطن، ولا على الهند التي تستورد 10% من نفطها من إيران.

هل تغلق ايران المضيق هذه المرة؟

في هذا الشأن، قال الباحث البروفيسور عبد الرؤوف سنو، في حديث لجنوبية، ان ترامب لا يريد جرّ ايران لاغلاق المضيق، لأن هذا المضيق يعد شريانا حيويا للإقتصاد العالمي. واعتبر أن ما يقال لا يتعدى كونه تهويلا حيث وأوضح: “دائماً عندما نعتبر أن الحرب ومقوماتها قريبة تكون الديبلوماسية تعمل لدحض ذلك، فلا أميركا تريد حرباً ولا ايران تريد حرباً أيضاً، انما يريدان تسوية”.

وأشار الى أن كلا الجانبين يلجآن لأقصى تصعيد ممكن كي يصار الى التسوية النهائية، مضيفاً: “سمعنا وزير خارجية ايران يقول بأن ترامب لا يريد حرباً، ولكن ممكن أن يقع خطأ يؤدي الى ذلك كاسقاط طائرة ايرانية أو ما شابه ذلك، لكن في النهاية هناك مساران، مسار تسوية، ومسار محاولة أميركا فرض شروطها على ايران، والذي يعتبر أمن اسرائيل أهمها”.

وفي هذه النقطة، اعتبر سنو أن الجانب الأميركي قايض العرب، فعرض ترامب ازاحة الخطر الإيراني عن المنطقة العربية مقابل تسليم اسرائيل كل ما تبقى من فلسطين، وهذا يندرج تحت عنوان “صفقة القرن”.

وقال: “اليوم القدس والجولان تم ضمها الى اسرائيل وغداً قد نرى أكثر من ذلك، فهذه الصفقة المرتقبة هي لتأمين اسرائيل وتوسيع حدودها”. مضيفاً: “الله يسترنا نحن في لبنان لأننا للأسف نتأثر بكل ما يحصل اقليمياً”.

اقرأ أيضاً: إيران وحلفاؤها في دوامة أزمة العقوبات

متى تتأثر ايران إقليمياً؟

في هذا الجانب، أوضح سنو أن ما كان قبل منع تجديد الاعفاءات للدول الثمانية ليس كما بعده، فقبل ذلك اعتمدت الدول الأوروبية على نظام المقايضة مع ايران أما اليوم فأميركا أوقفت ذلك، وبالتالي من المؤكد زيادة تأثر ايران الإقتصادي. ففي الأساس وضع ايران الإقتصادي سيء فكيف مع ازدياد العقوبات التي تستهدف الإقتصاد الإيراني مباشرة.

وأشار الى أن هذه العقوبات تؤثر اليوم على سوريا أيضاً، نتيجة أزمة النفط الكبيرة في دمشق، مضيفاً أن نسبة التأثر كبيرة ولكن غير محددة وفي النهاية ستدفع الشعوب الثمن الأكبر.

السابق
جرمانوس قرر حفظ ملف شمس الدين وعدم ملاحقته
التالي
أمين المقاومة يرفض التدخل في شؤونه الشخصية وحزب الله يتدخل في كل شيء