أمين المقاومة يرفض التدخل في شؤونه الشخصية وحزب الله يتدخل في كل شيء

السيد حسن نصرالله في مهرجان التحريري ٢٠١٧
من الملاحظات الفاقعة التي ظهرت في طيات كلمات "أمين المقاومة "في خطابه الأخير الشهير رفضه لتدخل بعض الإعلاميين في بعض شؤونه الشخصية وذلك في مقام تقييمه لما تنشره بعض وسائل الإعلام من قضايا تتصل به وبحزبه وفريقه السياسي على المستوى الشخصي ...

وحق أمين المقاومة أن يمنع من التدخل في خصوصياته وأمور حزبه الخاصة، كما أن له كامل الحق في تكذيب ما قد يروجه بعض الكتَّاب من مقالات هنا وهناك مما قد يحتوي على معلومات غير واقعية وغير دقيقة تتصل بحياته الخاصة وتجاربه الشخصية، كما أنه لأمين المقاومة الحق في رفع المعنويات أمام جماهيره من خلال الالتفاف على الدعاية الإعلامية التي قد تسلب محبته من قلوب أنصاره ومحازبيه.

وأمام كل هذه الحقوق المقررة في الأعراف والعقول والقوانين من الذي أعطى أمين المقاومة – وحزبه وفريقه السياسي – الحق في التدخل في الشؤون الشخصية لآلآف الشخصيات من علماء دين شيعة وغير علماء دين وغير شيعة عبر الملاحقات المختلفة؟

اقرأ أيضاً: أصلحوا الداخل يا أمين المقاومة

إن أمين المقاومة وحزبه وفريقه السياسي – بقول الخبراء وأصحاب التجربة – يُجنِّدُون أجهزتهم الأمنية كافة ووسائل تجسسهم المتنوعة ليكشفوا بها أسرار البيوت والمكالمات الشخصية لكل سكان لبنان وحتى المحيط وذلك بحجة الدواعي الأمنية المقاوِمة المزعومة، ويستخدمون ما يحصلون عليه من معلومات لفضح ومحاربة وتدمير وإبادة كل من ليس تحت قرارهم التنظيمي من فاعليات البلد !

فهم يوظفون معلوماتهم الأمنية في السياسة تماماً كما يُقحمون قوة السلاح في خطابهم السياسي عند كل منعطف وفي كل حادثة صغيرة أو كبيرة ويستفيدون من القوة التسليحية في مختلف الملفات السياسية والمعارك الداخلية والخارجية، وعلى صعيد المعلومات الأمنية نرى بين الفترة والأخرى قناة المنار وعند كل خلاف سياسي مع شخصيةٍ ما من المناوئين السياسيين نرى هذا القناة تبث بين الفينة والأخرى ضد المخالفين في السياسة نشرات ضد هؤلاء من معلومات أمنية تتناول قضايا شخصية وشؤون خاصة مسلكية ترتبط بهؤلاء وليس لها علاقة بالخلافات السياسية بين هؤلاء وبين حزب أمين المقاومة مما يُفهم منه بوضوح إرادة التسقيط الاجتماعي والنفسي لمن يُخالف حزب أمين المقاومة في الرأي والسياسة!

اقرأ أيضاً: تناقضات أمين المقاومة السياسية والاقتصادية

ولدينا الكثير من المظلوميات في هذا الجانب لأشخاص ساهم هذا النهج بتخريب بيوتهم وتمزيق أُسَرِهم وتدمير روابطهم الاجتماعية وحياتهم الاقتصادية بسبب ملاحقات حزب أمين المقاومة لهم في الداخل والخارج.

فكيف يُجيز أمين المقاومة لنفسه وحزبه كُلَّ هذه المتابعات للشؤون الشخصية للآخرين وبهذه الطريقة المحرمة والمنكرة ثم يستنكر متابعة بعض الإعلاميين لبعض أموره الشخصية الشائعة والحقيقية والتي لا تجنِّي فيها، في الوقت الذي يتجنَّى فريقه ويفتري ويكذب ويخادع ويخترع المعلومات الخاطئة في إطار سياسة النفي التي يتبعها والتي بنهجه تبيح له كل المحرمات!

فمتى تُنْصِف من ظلمت من نفسك يا أمين المقاومة؟ أم أن مثل هذا الإنصاف لا يندرج تحت إطار حملة الإصلاح ومكافحة الفساد التي بدأتموها بعد الانتخابات النيابية الأخيرة العتيدة؟

السابق
هل ستغلق إيران «مضيق هرمز»؟ وما هي العواقب؟
التالي
كارلوس غصن يغادر مركز احتجازه في طوكيو