على مائدة العرض، سباق الأيام الأخيرة

تحسين بك
تبدو أن شركات الإنتاج الدرامية تعيش فصولها الأربعة في الأيام الأخيرة قبل انطلاق الموسم الرمضاني، حالها حال الطقس المتقلب في منطقة الشرق الأوسط، عواصف ماطرة لدى البعض حزناً على مسلسل لم يباع بعد، وصيفاً حاراً لدى البعض الآخر حوّل مسلسلاته للبيع على عربة بصيغة "الجملة".

لم تتغير اللعبة كثيراً بيد شركات الإنتاج السورية، رغم حضور الدراما المنجزة في سوريا على القنوات العربية، ولكن بصيغة المنتج المنفذ غير السوري أو المال الخليجي الداخل في إنتاج المسلسل.

منتج منفذ يمسك زمام الميزانية، يختار أرض سورية أقل كلفة للتصوير وضمن صفقات تمنح المنتج ربحاً مضاعفاً ينتقي سوريا كبيئة أرخص للتصوير وبأجور فنية أقل للممثلين وللفنيين، هكذا عادت مؤسسة أبوظبي للإعلام إلى سوريا عبر شركتين منفذتين أنتجتا أربعة أعمال خلال موسم واحد.

استقطاب كبير شهدته شركات الإنتاج اللبنانية، من خلال نفوذها أكثر للقنوات العربية ولا سيما الخليجية، ودخول شركتي “الصباح” و”إيغل فيلمز” على خط الإنتاج المصري والخليجي. وبذلك طرحت الشركات اللبنانية نفسها كشركات إقليمية خارج حدود لبنان وما ينتج خلالها من دراما مشتركة بعناصر سورية ومصرية.

اقرأ أيضاً: شيرين عبد الوهاب عالقة بين الاتهامات الوطنية والأطماع المالية!

من ناحيتها ما زال الإنتاج الخليجي موجهاً من قبل الشبكات التلفزيونية التي تسيطر على سوق الإنتاج عبر شركات مصغرّة تنفذ على الأرض، وبذلك لا تخسر هذه القنوات ما تنتج كونها تمتلك رصيداً مالياً يعفيها من أزمة التسويق خارج حدود قنواتها.

بالمقابل تبدو مصر الأضعف في هذا الموسم من خلال توقف عدة أعمال عن التصوير قبيل الموسم بأسابيع، مع سيطرة المنتج “تامر مرسي” على الحيز الأكبر من الأعمال بما يعادل نصف الموسم الرمضاني، وتكرار عرض عدة مسلسلات على القنوات المصرية في كسر لسوق الاحتكار والعرض الأول فيما يبدو أنه محاولة من المنتجين لبيع العمل في السوق المحلية، بعد الصعوبات المتزايدة في فرض الدراما المصرية سطوتها عربياً أمام الدراما المشتركة النافذة بقوة للقنوات الكبرى وللمنصات الرقمية.

اقرأ أيضاً: مروان خوري يلعب على أوتار الفنّ والسياسة

فهل تسعف الساعات الأخيرة المنتجين في تسويق بعض أعمالهم خاصة مع تسييس البيع في كثير من القنوات، محطات تلفزيونية خليجية ترفض شراء مسلسل أنجز داخل دمشق، وشركات لبنانية تربح من توزيع المسلسلات السورية دون أن تدفع قرش على الإنتاج، وقنوات محلية تغصّ بأعمال أقصى آمال منتجيها عرض واحد خارج الحدود ينقذ الشركة من إفلاس يلوح في الأفق.

السابق
تَضَامُن في مدينة صور مع الشيخ «العاملي» طلباً للإصلاح في المجلس الشيعي الأعلى
التالي
الكلام المنقول عن نصرالله بين النفي والترجيح.. والـ«بروباغندا»