باسم ياخور: «أكلناها» على الشاشة!

باسم ياخور
انطلق قبل أسبوعين عرض برنامج "أكلناها" والذي يقدمه الفنان السوري باسم ياخور على شاشة تلفزيون "لنا"، حيث صوّرت حلقات الموسم الأول في بيروت بإشراف المنتجة رولا سعد، في قالب جديد على البرامج الحوارية في سوريا وسط تساؤل عن جدوى هكذا برامج في هكذا توقيت؟!

ينطلق البرنامج من صيغة حوارية بين باسم وضيف مشهور في مجال الدراما أو الغناء، تقوم على طرح أسئلة شخصية محرجة تتعلق بالذكريات والتفاصيل العائلية وأسرار المهنة. فيخيّر باسم ضيوفه بين الإجابة على السؤال بعد طرحه أو تناول وجبة غريبة تجمع نكهات متناقضة لا يستسيغها الإنسان.

وبذلك يقع الضيف في حيرة بين تجربة هذا الطعام الرديء أو الإجابة على سؤال يمكن أن يثير جدل في الوسط الفني وقد يسبب له خلافات شخصية مع زملاء في الوسط.

استضاف البرنامج في حلقتيه الأولى والثانية الفنان السوري محمد حداقي ومقدم البرامج اللبناني هشام حداد، في تقاطع مع هوية القناة كونها سوريّة تبث من لبنان وجزء كبير من فريق العمل لبناني الجنسية. لكن ذلك لم يأتِ في صالح البرنامج كونه مغايراً لنمط البرامج الحوارية في سوريا من جهة، ولعدم واقعيته مع الوضع السوري الراهن من جهة أخرى.

اقرأ أيضاً: أصالة «بنت أكابر» لكنها سرقت «منازل»!

حيث تشهد سوريا في الأسابيع الأخيرة أزمات اقتصادية شديدة القسوة أدت لضرب شريان العاصمة الرئيسي لأول مرة في أكبر أزمة محروقات منذ بداية الثورة، علاوة على ساعات التقنين الكهربائي وانقطاع الاحتياجات الأساسية مع إنذار باشتعال أكبر في أسعار المشتقات النفطية إثر بدء تطبيق قانون سيزر الأميركي.

وبذلك جاء البرنامج الساخرغير منسجماً مع الواقع الراهن في كثير من التفاصيل، حيث يحاول تصدير النجوم السوريين على الطريقة اللبنانية، ولو كان أفضل ما قدمت قناة “لنا” إنتاجياً حتى اللحظة، لكن ذلك جاء مصحوباً بعدة أخطاء. تمثل أبرزها في بدء عرض البرنامج قبل الموسم الرمضاني بشهر واحد في الوقت الذي تقفل فيه القنوات برامجها بدل أن تطلق مواسم جديدة، كما استحوذ الفنان باسم ياخور على حصة الأسد من البرنامج إضافة لكونه مقدّم، فهو يتعرض في كل حلقة لعدد أسئلة يوازي عدد أسئلة الضيف ما يعني عرض آرائه الشخصية وإقحام أفكاره أكثر في محتوى البرنامج، وهذا ما سبب بعد عرض الحلقة الأولى مشادة بينه وبين الكاتب السوري ممدوح حمادة، حيث قيّم باسم تجربة ممدوح في العقد الأخيرة بالمكررة بعد سجل طويل من الأعمال الدرامية، فما كان من ممدوح إلا أن هاجم باسم على صفحته الشخصية متسرعاً قبل أن يعود ويحذف البوست.

اقرأ أيضاً: هل وقعت شمس الأغنية في فخ السرقة؟

في الحلقة الثانية مع هشام حداد، بدا باسم مرتاحاً أكثر لكنه أقحم رأيه الشخصية حين شرح موقفه من المثلية الجنسية، فلامه هشام على طرح موقفه بصراحة لأن ذلك سيجلب له الانتقاد من قبل الجمعيات الداعمة للمثليين.

ذلك كله مع مدة تصوير قصيرة جداً أنجز خلالها باسم حلقتين في اليوم الواحد، ما يعني عدم الرويّة في الإعداد أو البحث في تفاصيل أكثر إمتاعاً وأهمية في حياة الضيف، فجاء البرنامج وجبة خفيفة لكنها تثير الاشمئزاز فهي تشّوه ثقافة الأكل ومفاهيم التذوق لدينا فتضيف لما يحيط بنا من أزمات اشئمزازاً أكبر.

السابق
لا استثناءات من العقوبات الخاصة بواردات النفط الإيراني قريباً!
التالي
دعموش: «حزب الله» شكّل لجاناً متخصصة لوضع الحلول