الكلام المنقول عن نصرالله بين النفي والترجيح.. والـ«بروباغندا»

السيد حسن نصر الله
من المنتظرأن يطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بعد ظهر اليوم الإثنين، لتوضيح ما تم نقله عبر صحيفة الراي الكويتية عن ترجيحه لنشوب حرب اسرائيلية هذا الصيف، خلال لقاء خاص جمعه مع قادة المناطق، ورغم نفي الحزب لما نقل، إلا أن دلالاته وتوقيته تبقى موضع تساؤل.

وكانت الصحيفة قد أشارت الى أن نصرالله ظهر بهذا الكلام كثير التشاؤم، معتقداً أنه قد لا يكون موجود بعد الحرب المقبلة ومعه بعض القادة، داعياً المسؤولين لمصارحة الأهالي بالوضع الراهن والمتوقع، نتيجة اشارات كثيرة ترجح فرضية الحرب المفاجئة.
وفي ظل حلول الوضع الإقتصادي بالمرتبة الأولى بدائرة الإهتمامات الحالية على الساحة المحلية، تأتي فرضية نصرالله لتزيد الطين بلة، فبعد التوقعات التي تعد بموسم سياحي مميز خلال الصيف المقبل، لا يمكن لهكذا خبر إلا أن يؤثر على ذلك، رغم النفي، ورغم الأسلوب الساخر المتوقع من نصرالله عند تعليقه على ما نقل عنه في كلمته المنتظرة.

اقرأ أيضاً: أمين المقاومة وجباية مليارات الدولارات!

فما صحة ما تم نقله عن نصرالله وما الهدف منه؟
في هذا الشأن، قال عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد، في حديث لجنوبية، أنه لا يمكن الجزم أو التأكيد بموضوع صحة ما تم نقله عن لسان نصرالله، إلا أنه في ظل الحديث عن صفقة القرن، فهي وبحسب المعلومات الصادرة عنها حتى الآن لا تعطي الفلسطنيين كامل حقوقهم، ولا حتى جزء بسيط منها، وهذا يعني أن هذه الصفقة ستفرض فرضاً، ولا يمكن فرض حل إلا بحصول حرب، وبالتالي التكهن بنشوب حرب اسرائيلية على لبنان أو على غزة أمر وارد.
أما عن التوقيت، اعتبر فايد أن تحديد التوقيت لا يعرفه أحد، ويبقى التوقيت وارداً بالاحتمالات المتوفرة. أما في ما يخص مصلحة الحزب بنشوب حرب قال: “هو لم يقول أنه ليس لديه مصلحة في الحرب، بل عكس ذلك، فهو لشد العصب الأهلي حوله تحديداً بعد الوضع المالي المذري الذي وصل اليه، والخفوضات التي أجراها على المساعدات التي كان يقدمها لعائلات الشهداء من سكن وتعليم وطبابة، أصبح مضطراً للتصعيد في القضية”.
وتعليقاً على ما نقل حول ترجيح نصرالله عدم وجوده بيننا بعد الحرب المتوقعة، أشار فايد الى أن هذا الكلام سواء كان نصرالله قد قاله أو نسب اليه، فهو بروباغندا ومحاولة لاستنفار العواطف، وسأل: “من يدري متى يموت؟ فهل هو ذاهب باجازة؟ أو سيكون مخطوفاً؟
وأضاف: “لا أجزم أن هذا النص منه مباشرة ولا أجزم أن هذا النص خارج اطلاعه أو اطلاع حزبه أيضاً، فنحن متعودون في الحياة العامة أن هناك أطراف تطلق نبأ لتنفيه لاحقاً، ولكن يكون هذا النبأ قد ترك فعله لدى الجمهور”.
هل من اشارات دولية تلمح للحرب؟
في هذا الخصوص، قال فايد أن لا أحد يعلن عن نيته شن حرب، بل الظروف هي تتفاقم لتوصل الى الحرب، ولكن حتى الآن ليس هناك أي تفاقم للأمور للوصول الى الحرب.

اقرأ أيضاً: نصر الله: إحتمال إندلاع الحرب هذا الصيف مرتفع وقد يُقتل معي نصف قادة الصف الأوّل!

وعن الكلام الأميركي الذي يصدر مؤخراً لا سيما عن مصانع الصواريخ الإيرانية ومدى تأثيرها على أمن اسرائيل والتحذيرات بهذا الشأن، أشار الى أن هذا الكلام ليس بجديد، فدائماً ما يرسلون الإشارات التي توحي بنشوب حرب، وذلك ينطبق على اسرائيل أيضاً، إنما اليوم اسرائيل تضرب دون انذار مسبق، ونعلم أنها ضربت في اليوم التالي وخصوصاً في سوريا.
من جانب آخر، أكد الكاتب السياسي غسان جواد، في حديث لجنوبية، أن كل ما نسب للسيد نصرالله هو “كلام فاضي” ولا أساس له من الصحة، وقال أنه ليس هناك أية حرب مرتقبة أبداً، وكلام نصرالله المنتظر اليوم سيؤكد ذلك.
في ظل الأزمات المالية والإقتصادية الخانقة، والتي تنعكس على الحالة الإجتماعية العامة في لبنان، فهل بعد فترة من الاستقرار الأمني النسبي تكون الحرب هي الضربة القاضية؟

السابق
على مائدة العرض، سباق الأيام الأخيرة
التالي
نتنياهو يرحب بقرار واشنطن عدم تمديد الإعفاءات من عقوباتها ضد النفط الإيراني