أمين المقاومة وجباية مليارات الدولارات!

حزب الله
لقد ذكرنا مراراً وتكراراً أن فريق أمين المقاومة السياسي لديه شبكة واسعة الانتشار داخل لبنان وخارجه تمكِّنه سنوياً من جباية مليارات الدولارات، وهذا ما أكده أمين المقاومة شخصياً في لقاء هيئة دعم المقاومة الأخير حينما عرَّج على تمكُّن جماعته من جباية مليوني دولار في أيام معدودة من تبرعات منطقة محدودة من المناطق التي ينتشر فيها جُباة المال من مسؤولي الجباية في فريقه السياسي.

فإذا كان الجباة في أيام وفي منطقة واحدة تمكنوا من جمع هذا المقدار من الدولارات فما بالك ببقية المناطق وعلى مساحة الوطن وفي بلدان أخرى يتحرك فيها الجباة تحت عناوين غير حزبية وغير سياسية.. ناهيك عن ملايين الصناديق المنتشرة في المحلات والبيوت والطرقات ومختلف المؤسسات ومنها مراكز لهو وفسوق وعصيان توزَّع فيه آلآف صناديق الجباية.. مما يعني أن مليارات الدولارات يتم جمعها سنوياً من مجموع ذلك.. وهذا يؤكد مرة أخرى ما سبق وأشرنا إليه مراراً وتكراراً في مقالات عدة منذ أشهر عندما بدأنا حركتنا الإصلاحية هذه.. حيث أشرنا مراراً من أن تفاقر أمين المقاومة بعد العقوبات الأمريكية لم يكن إلا لجمع المال الاحتياطي الذي سوف يُدَّخر بطرق غير مُعلنة على قاعدة تخبئة القرش الأبيض لليوم الأسود.. ومع كل تقديرنا لحسابات أمين المقاومة واحترامنا لدعواته لجمع المزيد من الدعم المالي له ولفريقه من مختلف فئات الشعب اللبناني..

اقرأ أيضاً: أصلحوا الداخل يا أمين المقاومة

نقول: لقد أنهكتم وأرهقتم الشعب اللبناني بكل فئاته وأطيافه وطوائفه أنتم والشركاء والحلفاء طيلة ثلاثة عقود مضت من الزمن وذلك بالسياسات الاقتصادية الخاطئة التي كانت تقررها الدولة اللبنانية التي كنتم وما زلتم جزءاً من تركيبتها البرلمانية والحكومية بل والرئاسية بامتياز .. فمن أين وكيف يأتي اللبنانيون بالمال لدعمكم بعد كل هذه التقصيرات في متابعة مشاكله وملفاته الاقتصادية والاجتماعية؟ ونحن نرى بوضوح أنكم تأخذون من الكل ولا تعطون إلا البعض وهم المحازبون فقط.. فمن للفقراء والمحرومين والضعفاء والمنهكين الذين ليس لهم لون سياسي أو حزبي في هذا البلد؟ وما أكثر هؤلاء..

ففي إحصائية أن أكثر من نصف لبنانيي الداخل ليس لهم لون سياسي.. وأن تسعاً وتسعين بالمئة من لبنانيي الخارج ليس لهم مثل هذا اللون.. ونحن قد نحسد أو نغبط المغتربين لأننا لا نعلم أن خمساً وسبعين بالمئة منهم لا يقدرن على العودة لبلدهم بسبب عدم تمكنهم من شراء بيت فيه! فالعجز المالي هو السِّمةُ التي تحكم هذا الكم من مغتربي لبنان.. فمن أين نأتي لك بالمال والدعم يا أمين المقاومة..؟ مع العلم أن الدعم الإيراني المالي الذي كان وما يزال مفتوحاً لك ولحزبك على مصرعيه – وإن كان يقل أحياناً ويطفح أخرى حسب الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية – هذا الدعم لا يُصيبنا من خيره شيء.. فلا فقراؤنا ينعمون بما تنعمون به ولا محتاجونا يغنمون ما تغنمونه.. فأنتم تحاربون عنصرية إسرائيل وتمارسون عين هذه العنصرية في المساعدات الاجتماعية والاستشفائية والاقتصادية والخيرية في مؤسساتكم جميعاً.. فإنه لا يستفيد من كل هذه إلا المحازبون وفي الدائرة الضيقة حتى.. فليس كل المحازبين يتمتعون بالامتيازات المالية في صفوفكم فالمحسوبية والاستزلام هما سيدا الموقف في قنوات هذه المساعدات الاجتماعية والاستشفائية والاقتصادية الخيرية!

اقرأ أيضاً: ماذا وراء تَفَاقُر أمين المقاومة في المرحلة الراهنة ؟

نعم أنتم تزوِّجون وتفرشون بيوت وتضمنون صحِّيَّاً من تريدون نزع روحه فقط والباقي يُترك لمصيره وليقلِّع شوكه بيديه فتُديرون له الظهر بعد تحطيم مستقبله واستغلاله! وقد وصلنا الكثير من الشكاوى من هذه المعاملة في داخل جسمكم التنظيمي.. فأهل البيت أدرى بالذي فيه.. وكل ذلك في الوقت الذي تبذخون فيه بالعطاء على الحلفاء السياسيين الذين يؤيدون بثمن وأكثر مؤيديكم يؤيدون بثمن لعدم قناعتهم ولكونهم معتادون على بيع المواقف وقد نعذركم في كل ذلك لأنكم محاصرون.. ولكن نحن الذين لا نعرف الأثمان والمحرومين الذين لا لون سياسي لنا.. من يلتفت لفقرنا وحوائجنا؟ فكيف يكون دعمنا المالي لكم يا أمين المقاومة بعد كل ما نعلم عن سياساتكم المالية؟ ومن أين؟

السابق
مصادر أميركية للراي: السلطات الإسرائيلية لا تنوي شن حرب على لبنان
التالي
تَضَامُن في مدينة صور مع الشيخ «العاملي» طلباً للإصلاح في المجلس الشيعي الأعلى