«الشيخ طفيلي» عن زيارة بري للعراق: للنجف مكانة خاصة عند الأميركيين

الشيخ صبحي الطفيلي

ابعد من الطابع السياسي لزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى العراق منذ اسابيع ولقائه اركان السلطة، كان الاهم توزيع مشاهد لقاءاته “الحارة” بجميع المراجع الدينية في المدينة المقدّسة شيعياً النجف، خصوصاً مع المرجع الأعلى السيد علي السيستاني وزياراته المقامات الخاصة بالأئمة عند الشيعة.

ولعل اللافت ايضاً في الزيارة انها تأتي على وقع احتدام المواجهة بين الولايات المتحدة والدول الخليجية من جهة وايران و”حزب الله” من جهة ثانية، فجاء اعلان الرئيس بري الطلب من العراقيين لعب دور الوسيط في المنطقة لتقريب المسافات بين طهران والرياض، وهو ما يُقرأ في سطوره ان مهمة بري الأساسية تكمن في رمي كرة الوساطة الشيعية في ملعب مرجعية النجف اي الشيعة العرب في لحظة التموضعات الإقليمية الحسّاسة، علماً ان اجتماعاته مع العراقيين سياسيين ومراجع دينية تزامنت مع خطوات سعودية نحو بغداد، عبر اتجاهين: تقديم الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز مبلغ مليار دولار للعراق لبناء مدينة رياضيّة، ووصول وفد وزاري كبير ورفيع المستوى الى بغداد لترسيخ التعاون بين العراق والمملكة العربية السعودية.

وفي قراءة لابعاد الزيارة، قال الامين العام السابق لـ”حزب الله” الشيخ صبحي الطفيلي لـ”المركزية” “تاريخيا مرجعية النجف هي الأوسع انتشاراً حتى في إيران. ومن الطبيعي ان يحاول اي زائر إلى العراق، خصوصاً إذا كان من اهل الشأن، زيارة المرجعية لما لذلك من دلالة سياسية ودينية، لاسيما بعد ان حجبت المرجعية بعض الزائرين الكبار، وبري اليوم بحاجة ماسة لحماية غير إيرانية وللنجف مكانة عند الأميركيين”.

واعتبر “ان هناك عناوين سياسية واقتصادية كثيرة صالحة لأن تكون سبباً لزيارة الرئيس بري إلى العراق، بعضها له علاقة بالأزمة القائمة في ايران نتيجة العقوبات المفروضة عليها، والتي تنسحب على تمويل بعض المؤسسات في لبنان، والرئيس بري لعب ادواراً مهمة في ازمات “حزب الله” الداخلية والخارجية، وقد تكون للزيارة علاقة بمحاولة تموضع جديدة في ضوء التهديد الأميركي بفرض عقوبات على الحلفاء الداعمين لـ”حزب الله”.

اما عن دعوة الرئيس بري بغداد الى لعب دور الوسيط بين الرياض وطهران، لفت الطفيلي الى “ان العراق يستطيع لعب ادوار سياسية على اكثر من محور في المنطقة ليس فقط بين إيران والسعودية، لكنه في البداية بحاجة ان يُثبت وجوده كدولة ذات سيادة وإرادة”.

السابق
جنبلاط: «أوسكار حامي العشيرة»…ووهاب يردّ بقسوة!
التالي
حزب الله يعمل على افراغ المساجد غير الحزبية من المصلين