هل الشيوعيون يتحكمون بمفاصل حزب الله؟

الحزب الشيوعي
الكل يعلم أن تركيبة الشيوعيين في لبنان كانت تشتمل على كثير من أبناء الشيعة فالشيعة توزعوا على مختلف الأحزاب والاتجاهات قبل وجود أحزاب شيعية.

لقد تمثل الوجود الشيوعي في لبنان بالعديد من التنظيمات الشيوعية، كمنظمة العمل الشيوعي والحزب الشيوعي اللبناني وما شاكل.

ولما قامت حركة أمل خاضت المعارك ضد الشيوعيين فقتل من قتل وجرح من جرح ويومها كان أمين عام حزب الله محسوباً على إحدى المنظمات الشيوعية قبل انتقاله لصفوف حركة أمل ليتم تنظيمه كمرافق لأحد المسؤولين الحركيين من أهالي بلدة المالكية الساحلية.

وعندما تأسس حزب الله انضم إلى صفوفه الكثير من المحسوبين على الشيعة والذين كانوا يعملون في إطار التنظيمات الشيوعية والذين خاض بعضهم حروباً ضد حركة أمل وعلماء الدين والمتدينين والمتدينات عموماً!

فأكثر الشيوعيين من المحسوبين على الشيعة كانوا في تلك المرحلة من الشيوعيين في العقيدة لا في السياسة والاقتصاد والاجتماع بمعنى كانت عقيدتهم إلحادية ينكرون فيها وجود الله لذلك نعتنا هؤلاء بالمحسوبين على الشيعة في مقالنا هنا.

فالشيوعيون على قسمين: هناك شيوعي في العقيدة الأيديو لوجية ينكر الخالق وهناك شيوعي في السياسة والاقتصاد والاجتماع، وفي تلك الحقبة كان أكثر الشيوعيين في لبنان من القسم الأول.

اقرأ أيضاً: أمين عام حزب الله يتهم مخالفيه بالعمالة لأمريكا فيتهمونه بالعمالة لإيران!

أما الآن فأكثر العاملين تحت لواء التنظيمات الشيوعية هم من القسم الثاني، أي الشيوعيين في السياسة والاقتصاد والاجتماع ، خصوصاً بعدما انهارت الشيوعية الإلحادية في مركزها في الاتحاد السوڤياتي السابق.

ولما انضَمَّ الشيوعيون العقائديون الأيديولوجيون المنكرون لوجود الله سابقاً، عندما انضم هؤلاء إلى صفوف حزب الله في مرحلة تأسيسه أثَّر هؤلاء في نمط العمل السياسي والاجتماعي للحزب، وكان ذلك بحسب قول المحللين “أحد مسببات الحرب بين حزب الله وحركة أمل”، حيث أن الشيوعيين الذين ذاقوا اللوعة من حركة أمل زمن الحرب معها، أرادوا التَّشَفِّي من الحركيين الذين تقاتلوا معهم عندما أصبح هؤلاء في صميم الجسم التنظيمي لحزب الله.

وكذا هو حال السلوك الماورائي لهؤلاء الشيوعيين في محاربتهم لعلماء الدين الشيعة، فإن العقدة الشيوعية من الدين والمتدينين والمتدينات عموماً كانت من أبرز الدوافع الأيديولوجية لمحاربة حزب الله لكثير من علماء الدين الشيعة وللكثير من المتدينين والمتدينات، فتحكُّم شيوعيي حزب الله بكثير من قراراته التنظيمية والإدارية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والميدانية والعسكرية كان من أبرز مسببات محاربة حزب الله لحركة أمل، وعلماء الدين والمتدينين والمتدينات بوجه عام.

ومما يؤكد تحكم الشيوعيين المنضوين تحت لواء حزب الله بمفاصل الحزب هو هذا التناغم السياسي الدائم بين الحزب وبقايا الشيوعية في لبنان فلم تشهد الساحة اللبنانية تصادماً يذكر بين بقايا المنظمات الشيوعية اللبنانية وبين حزب الله، بل بالعكس تماماً كان الشيوعيون هم البديل عن حركة أمل يوم اختلف حزب الله معها في الانتخابات عام 1996، ويومها قال الرئيس نبيه بري كلمته الشهيرة في مدينة صور: “شو جاب حزب الله لكارل ماركس!”. فلما اختلف حزب الله على الحصص مع حركة أمل في الانتخابات النيابية تحالف الحزب مع الشيوعيين جميعاً في لبنان وفتح مكاتب انتخابية مشتركة بين الشيوعي وحزب الله في كل المناطق اللبنانية، وهذا يزيد من تأكيد تحكم الشيوعي بقرارات الحزب المصيرية.

فما الذي جاء بكارل ماركس ليتحالف مع الله؟!

نقولها من الوجع مرة أخرى بعدما رأينا ونرى تجاوزارت حزب الله ضد الكثير من علماء الدين الشيعة وضد الكثير من المتدينين والمتدينات. وهذا غيض من فيض الانحراف العقائدي الأيديولوجي المتجذِّر في التركيبة التنظيمية لحزب الله في لبنان…

السابق
الكتلة الوطنية: خطة الكهرباء معدومة الشفافيّة ومشروع قانونها ملتبس
التالي
حزب الله يريد الاحتفاظ بسلاحه… من أجل «محاربة الفساد»!