سليمان من شانغهاي: ضرورة التعاون الصيني اللبناني ولبنان منصة لوجيستية لإعمار سوريا

ميشال سليمان

وصفت زيارة رئيس الجمهورية الأسبق العماد ميشال سليمان الى الصين، بالناجحة لاطلاعه على مشروع الحزام والطريق، الذي يبدو ان الصين عازمة على استكماله بموازاة مشاركتها في إعادة اعمار سوريا، هذه الزيارة هي تلبية
دعوة وزارة الخارجية الصينية للمشاركة في افتتاح “الدورة الثانية لمنتدى الاصلاح والتنمية الصيني العربي” في شانغهاي تحت عنوان “التشارك في بناء الحزام والطريق” وتقاسم التنمية والازدهار.
وكان في استقباله المبعوث الرئاسي الصيني إلى الشرق الأوسط قونغ شياو شنغ Mr. Gong XiaoSheng ووفد من وزارة الخارجية الصينية وسفيرة لبنان في الصين ميليا جبور، كما التقى الرئيس سليمان شخصيات صينية، ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل ياسين، إطلع منه على المشروع في الشرق الأوسط وعلى دور لبنان فيه.
وخلال الجلسة الافتتاحية ألقى سليمان كلمة، شكر فيها جمهورية الصين الشعبية لاستضافتها “الدورة الثانية لمنتدى الاصلاح والتنمية الصيني- العربي” من أجل تقاسم التنمية والازدهار تحت عنوان التشارك في بناء “الحزام والطريق”، هذه المبادرة الاستثنائية التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013”.
واستعرض سليمان في كلمته المراحل التاريخية والعلاقات الصينية واللبنانية منذ ايام الفينقيين، ودور طريق الحرير في التبادل التجاري والثقافي فيما بين الصين والوطن العربي.

اقرأ أيضاً: جعجع يحذر من الإنهيار: سلاح «حزب الله» إيراني ولا نعترف به!

وقال: تقوم هذه المبادرة على الربط بين السياسات الاستراتيجية والتنموية والاقتصادية لكل البلدان الواقعة على طريق الحرير القديم الذي أطلقه الصينيون الأجداد، كما اطلق اللبنانيون القدامى (الفينيقيين) أول أبجدية مكتوبة في التاريخ وصناعة الارجوان الذي اكتشفوه عام 1400 قبل الميلاد، وامتهنوا تسويق الاقمشة الارجوانية عبر البحر الابيض المتوسط والجزر اليونانية ثم جنوب فرنسا والمغرب العربي وصولا الى شبه الجزيرة العربية والهند، وعرفوا كأعظم قوة تجارية في العالم القديم عندما وصلوا إلى هنا واستقدموا الحرير الصيني وباعوه إلى جميع بلدان العالم”.
واكد ان “لبنان يعتز اليوم بأبنائه المنتشرين في مختلف قارات العالم، حيث يتحملون مسؤوليات كبيرة ويحتلون مكانة مرموقة في عالم التجارة والصناعة والسياسة”. وقال: “ولدورهم تقدير واحتضان ورعاية من قبل دول الخليج العربي كونهم ساهموا في إعمارها. وبإمكانهم جعل لبنان بوابة عبور منتجة إلى هذه الدول، بالإضافة إلى أن موقعه الجغرافي وعلاقة الشعبين اللبناني والسوري تجعل منه منصة لوجستية طبيعية لإعمار سوريا بعد اقرار الحل السياسي لمشكلتها”.
أضاف: “نظرا الى أهمية هذه المبادرة للبنان الذي يعتبر الصين أحد أكبر شركائه التجاريين، وبغية جذب وتبادل الاستثمارات الصينية اللبنانية، بدأنا إتباع خريطة الطريق التالية:
– تأسيس معهد كونفو شيوس الذي يعتبر الأكبر في منطقة شرق المتوسط.
– تأهيل مرفأ طرابلس وعقد اتفاقات تجارية في البقاع وعلى الحدود الشرقية المتاخمة لسوريا من قبل شركات صينية.
– انشاء مركز التحكيم العربي الصيني في بيروت وتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة اللبنانية ووفد المجلس الوطني الصيني لتعزيز التجارة الدولية برئاسة السيدة غاو يان.
– تنظيم منتدى الاستثمار الصيني اللبناني في بيروت مطلع هذا الشهر بالتعاون بين مجموعة فرنسبنك واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة.
– تحسين وتطوير العلاقات بين البلدين في المجالات الاجتماعية والتجارية والثقافية كافة.
– استعادة لبنان لدوره كمركز اقليمي للتجارة والنقل والسياحة والفن”.
وتابع: “أما على المستوى الاقليمي، نلتقي في هذا المنتدى بقصد التشاور والتفاهم ورسم الخطط المستقبلية من أجل إنجاح هذا المشروع والقيام بإصلاحات إقتصادية في البلدان العربية التي تراجعت اقتصاداتها في السنوات الاخيرة بسبب الحروب والمتغيرات المجتمعية التي شهدتها، بالإضافة إلى الركود الاقتصادي والازمات المالية التي ضربت معظم دول العالم منذ عام 2009”.
أضاف: “بعد ان تجاوزت العلاقات العربية الصينية الضاربة في الجذور المسافات الجغرافية وأصبح الاقتصاد الصيني من أهم اقتصاديات العالم، بات التعاون الصيني العربي يحتل أهمية قصوى ويرتقي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في ظل التحولات الجيوسياسية وتطور تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الاتصال، ركيزتا الثورة الصناعية الرابعة التي تعرف بالثورة الرقمية”.
وتابع: “من هنا، فالتعاون والتنسيق في تطبيق معادلة 1+2+3 يبدو ضروريا ليلعب العالم العربي دورا محوريا في نجاح هذا المشروع وتحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة كقاعدة لإرساء السلام العادل بين الشعوب والسلم الأهلي داخل مجتمعات دول المنطقة. وهذه المعادلة التي رسمها مهندس المبادرة تتخذ من مجال الطاقة محورا رئيسيا لها، ومن مجالي البنى التحتية وتسهيل الاستثمارات جناحين اساسيين لها. كما تعتمد على نقاط الاختراق الضرورية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة التي تشمل الطاقة النووية والفضاء، والاقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة”.
واعتبر سليمان “ان الاستثمار في العالم العربي هو استثمار مجد، كونه “سوقا ضخمة تختزن امكانات هائلة”، وجمهورية الصين الشعبية تعتبر دولة صديقة للعالم العربي، والفرصة اليوم متاحة من أجل توطيد العلاقات العربية-الصينية، وبالتالي استفادة الدول العربية من قدرات الصين في شؤون الاصلاح والتنمية العادلة للشعوب كافة وايجاد فرص العمل لليد العاملة الوطنية والشباب العربي”.
وتوجه الرئيس سليمان إلى المشاركين في هذا المنتدى، وعبرهم الى المسؤولين السياسيين، بالقول: “ان الوظائف الرئيسية لكل حكومات العالم تتمحور حول 3D: التنمية، الديموقراطية والحوار (Development, Democracy & Dialogue). فالحوار يعزز فرص السلام وحسن تطبيق الديموقراطية، والديموقراطية الليبرالية توسع أفق التنمية وتعممها على الشرائح كافة، كما ان التعاون والتشارك مع ثاني أكبر اقتصادات العالم، وأعني بذلك إقتصاد الصين، في بناء “الطريق والحزام” يصب في مصلحة الانسان في لبنان وفي العالم العربي وفي الصين وغيرها، على قاعدة ان السياسة تهدف إلى خدمة الاقتصاد وتحسين ظروف الحياة وليس جعل الاقتصاد في خدمة المصالح السياسية للدول والحكومات خارج حدود بلدانها أو في خدمة السياسيين”.
كما شكر سليمان جمهورية الصين الشعبية ومساعد وزير الخارجية تشن شياودونغ ومسؤول مدينة شنغهاي على “تنظيم هذا المؤتمر الحيوي وعلى حسن الضيافة وجعل إقامتنا مفيدة وممتعة”.

السابق
رجل ترامب إلى سوريا ليصيب «عصافيره».. وحيلة للضغط على الأسد!
التالي
أوغندا توضح سبب استعدادها لمنح البشير اللجوء