حزب الله يريد الاحتفاظ بسلاحه… من أجل «محاربة الفساد»!

حزب الله
هل يمكن ان يحتج حزب الله بمهمة مكافحة الفساد في لبنان، كذريعة إضافية للإبقاء على سلاحه؟

صرَّح منذ أيام أحد كوادر حزب الله الفكرية والثقافية الشيخ كاظم ياسين نجل آية الله الراحل الشيخ خليل ياسين، والأخير صاحب المؤلفات النافعة ومنها كتابه الخالد: “محمد عند علماء الغرب”.

صرَّح هذا الكادر العريق والمخضرم في ندوة فكرية وثقافية له في معهد الإمام المهدي عجل الله فرجه للعلوم الإسلامية أن كشف الفساد والمفسدين في عملية الإصلاح التغييرية الشاملة والناجحة يحتاج إلى عسكر وإلى قوة عسكرية فهو لن يكون إلا بطريق وجود جند الله – على حد تعبيره – ليدافعوا بالقوة عن حقوق عباد الله وليستردُّوا الحقوق المسلوبة بالقوة ويطردوا السارقين بعد الاستيلاء على الأموال المسروقة بالقوة لإرجاع الحقوق المسلوبة إلى أهلها.

وأكَّد الكادر المذكور – في فكره الذي يعتبره حزب الله مفكراً متنوِّراً – أن هذا هو السبيل الوحيد للحدِّ من غرق السفينة التي تَغرق، فالقضاء على الفساد لا يكون بالتمنِّي والبكاء والنياحة والمقالات والخطابات التي مهما كثرت لن تجدي نفعاً، ما لم تتحول إلى حركة في الواقع تطيح بالفساد والمفسدين في آنٍ معاً.

اقرأ أيضاً: هل الشيوعيون يتحكمون بمفاصل حزب الله؟

وضرب هذا الكادر الفكري والثقافي العديد من الشواهد في هذا السياق، وردَّ كل الفساد لفساد الحاكم وأن العدالة الاجتماعية لا تتحقق بالخطابات الرنَّانة، بل بمواجهة الحاكم الظالم لإسقاط حكمه، وهذه المواجهة لن يقوم بها سوى أفراد الأمة الذين هم جند الله كما ورد في سياق بحثه وحديثه مخاطباً جمعاً من عناصر الحزب في الندوة المذكورة.

ومعلوم أن للكادر المذكور تأثيره البالغ على القيادة والقاعدة لحزب الله منذ تأسيسه كونه من أصحاب التجربة الطويلة مع النظام اللبناني ويدرك حقيقة التركيبة اللبنانية بوعي وشمولية من خلال الرؤية الفقهية التي تخطط لها مدرسة ولاية الفقيه في التجربة التاريخية لها مع هذا النظام مدَّة العقود الأربعة التي مرَّت.

فهل سيلتزم حزب الله الشريك في الحكم الظالم في لبنان بمواجهة تصادمية مع الحكم لإسقاط “الحاكم الظالم”؟ وهل سيعود حزب الله إلى النهج التصادمي وهذه المرة باستخدام قوته لكشف المفسدين ومصادرة أموالهم بقوة جند الله على حد ما يُنظِّرُ له هذا الكادر الفكري والثقافي؟ وهل ستبدأ معركة الحسم من الحزب لإصلاح النظام اللبناني، أم سيبقى شريكاً في الفساد من حيث لا يدري من خلال الرضى بالمفسدين شركاء له في الحكم والنظام مقتصراً على الإصلاح بالأقوال دون الأفعال، وهو على الأرجح ما سيكون؟

واخيرا، هل سيستخدم الحزب السلاح في الداخل مرة أخرى لحماية مصالح أصحاب السلاح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كما استخدمه في 7 أيار لحماية السلاح؟ أم ستمنعه تحالفاته السياسية الانتخابية المرحلية من ذلك لتتعاظم شجرة الفساد أكثر فأكثر ويصبح من المستحيل اجتثاثها؟

السابق
هل الشيوعيون يتحكمون بمفاصل حزب الله؟
التالي
تحذيرات دولية عاجلة: ايران تعيد بناء مصنع صواريخ في لبنان